banner
كتّاب جهينة
banner

الزيارة الملكية إلى واشنطن: ترتيبات مسبقة وحسم للمواقف وتحديد لملامح المستقبل

{clean_title}
جهينة نيوز -

أحمد الضرابعة

قُبيل زيارته واشنطن ولقاءه الرئيس الأميركي ترامب في البيت الأبيض، تلبيةً لدعوته، يُجري جلالة الملك سلسلة من اللقاءات والاتصالات مع زعماء دول، عرب وأجانب، لبحث قضايا إقليمية مهمة، على رأسها ما يتعلق بقطاع غزة والضفة الغربية، حيث يسعى الأردن لحشد رأي عام عربي ودولي يدعم موقفه ومصر، الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومنذ الأمس، توالى صدور البيانات الرسمية عن العديد من الدول العربية والأوروبية، للتنديد بالطروحات الأميركية الجديدة، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامته دولته على ترابه الوطني، وهذا يضفي المزيد من القوة والثقة بوجهة النظر الأردنية التي سيستمع إليها الأميركيون بوضوح، الثلاثاء القادم.

ما تطرحه الإدارة الأميركية للتعامل مع الواقع المعاش في قطاع غزة، يبدو مثاليًا من الناحية النظرية، فهي تصطدم بمعطيات لا يمكن تفكيكها بسهولة، وبالتالي، فإن تحويل هذا الطرح إلى خطة عملية يمكن تنفيذها مثلما يتخيل الرئيس ترامب، أمر بالغ الصعوبة، فلا يمكن الطلب من الأردن ومصر استقبال الفلسطينيين من منطلق تبادل المصالح، وانتظار موافقتهما على ذلك وتجاهل مصالحهما القومية، أو القفز عن حقيقية مهمة، وهي فاعلية الذات الفلسطينية، وتوقّف نجاح أي مشروع أميركي أو إسرائيلي على موقفها منه، وما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، من السهل تكراره في حال استمر تهميش حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

إن تأثر الأردن المباشر بأي تصعيد في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الارتباط الأردني - الفلسطيني من نواحي الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ المشترك، يوفر لعمّان فهمًا أعمق للتحديات التي تواجه المنطقة، وقدرة على اقتراح حلول معقولة لها، وهو ما سينعكس على وجهة النظر الأردنية التي سيعرضها الملك في واشنطن، والتي ستشمل بالضرورة، الحث على تسريع إعادة إعمار قطاع غزة دون أي شهوة سياسية أو اقتصادية، وكما كان يجري في السابق، ورفض تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وبيان مخاطر ذلك على المنطقة برمتها، إلى جانب التأكيد على خيار حل الدولتين للقضية الفلسطينية، بوصفه مدخلاً لتحقيق الأمن والسلم الإقليميين.

وكما جرت العادة، الزيارات الملكية إلى واشنطن، تشمل اللقاء مع مسؤوليين أميركيين من مختلف الجهات الحيوية، وهو ما يوسع قدرة الأردن على التأثير في صنع القرار الأميركي، ومع ذلك، لا يمكن مواجهة اللوبي الإسرائيلي وتأثيره على الإدارة الأميركية، دون مراكمة الجهود العربية المختلفة، وتسخيرها لخدمة القضايا المشتركة.

إن اللقاء الأردني - الأميركي بعد أيام، سيوضح ما إذا كان الأميركيون جادون في خلق أردن جديد بجوار سورية وإسرائيل جديدتين، أم لا، وبالتالي فإنه سيحدد شكل المواجهة القادمة إذا استمر التصميم الأميركي - الإسرائيلي على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن.
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير