إبراهيم أبو حويله يكتب:إستراتيجية الولايات المتحدة ..
إستراتيجية الولايات المتحدة ..
ما يجب أن ندركه نحن العرب أن الولايات المتحدة ليس لديها مقدسات فيما يتعلق بالغير ، ويبدو أنهم هنا يلتزمون قاعدة اليهود مع الأغيار ، فهم من تلك اللحظة التي أنتهت فيها الحرب العالمية سعوا إلى وضع بريطانيا العظمى تحت جناحهم وإلزموها بإتفاقية تحدد تطلعاتها ، وتلزمها بالتبعية للولايات المتحدة وهي تسير وفق رغباتهم ، وهذا ما سعت إليه مع كل الدول التي تتعامل معها ، ويبدو هذا جليا من خلال التصرفات التي تعكس طبيعة الهيمنة في التصرف سواء من حيث الإنتشار والقواعد العسكرية وحتى في الشؤون الإقتصادية .
عندما سأل د المسيري السفير الأمريكي في القاهرة ، حرص د المسيري على فهم الموقف الأمريكي وتحليله، وفي حال اضطرت أمريكا إلى الوقوف إلى جهة سواء العرب أو الكيان، فأين ستقف ، ومن خلال مقابلات وبحث وأسئلة وصل إلى أن الكيان هو جماعة وظيفية بالنسبة للامريكان وأنهم سيتخلون عنه في حال تغيير الموقف العربي والإسلامي، ولذلك هم والكيان يعملون بشتى الوسائل والسبل على عدم وجود موقف عربي إسلامي موحد .
الهيمنة السياسية والاقتصادية والعمل على أن يكون الدولار هو الرقم واحد في جميع التعاملات الدولية هو ما يسعون إليه ، عندما أزال نكسون الغطاء الذهبي عن الدولار كان الدولار يعتمد على التجارة العالمية ، البترول اساس في المحافظة على مكانة الدولار وقدرته التنافسية مع العملات الأخرى ، وهنا لا بد من ضمان عدم قيام الدول المتعاملة بالنفط خاصة ، بتجاوز الدولار في تعاملاتها وإلا سيصبح الدولار في خطر ولذلك اقول هيمنة ، وهذه الدول لا تستطيع تجاوز الهيمنة الأمريكية حتى لو تضاربت مع مصالحها وإلا تصبح الفاتورة كبيرة ، وبعض الباحثين يصر على أن ما حدث في العراق هو ضريبة دفعها العراق لأنه سعى إلى تجاوز الدولار في تعاملاته النفطية .
ما يجب أن نفهمه هو ان الغرب والولايات المتحدة تحديدا لديها إستراتيجية تسير عليها في التعامل مع كل الظروف المحيطة به ، ولكن هذه الإستراتيجية ليست كتابا مقدسا طبعا فهم يتجاوزنها أحيانا ويعدلون ويطورون ، ولكنها جملة من الأمور التي أتفقوا عليها ووضعوها لهم منهجا ، وقد يأتي رئيس بقدرة أكبر من رئيس أو شخصية مختلفة أو جرأة مختلفة ، ولكن يبقى هناك محددات رئيسية يجب الإلتزام بها ، وإلا أنقلبت دولة المؤسسات عليه .
تاريخ الولايات المتحدة وتدخلاتها في الدول المختلفة وإحداث ثورات وإنقلابات وعدم إستقرار ، تاريخ يتطرق له نعوم تشاومسكي بشيء من التفصيل ، وكيف يتم تفصيل تهم تتعلق بالإرهاب ، وتهم تتعلق بإسلحة الدمار الشامل ، وملف التهم الجاهزة الذي تتعامل به الولايات المتحدة ، ولنأخذ تعريف الأرهاب حسب الجيش الأمريكي مثلا ( التهديد بالعنف أو إستخدامه من أجل أهداف أيدلوجية أو سياسية من خلال التخويف أو أدخال الخوف والإجبار ) .
وكما يشير نعوم في فرضيته التي يحاول ان يقول فيها للأمريكا بأن ما تقومين به هو من جنس ما تنهين عنه ، وما تقبلينه لنفسك هو نفسه الذي لا تقبلينه لغيرك ، وأنه لو هبط علينا حكم من المريخ لوقع في دهشة عجيبة ، كيف يحدث الأمر ونقيضه ، ويمكن القبول بشيء هنا ورفضه هناك فغزو الكويت هنا مرفوض وغزو لبنان فيه نظر، وغزو أفغانستان هو إحتلال ، والفرق بأن الأول وهو الغزو يرفضه مجلس الأمن والاخر وهو الإحتلال يقبله مجلسهم بشروط ، وأنه لو قبلت أمريكا غزو الصين لتايوان لأصبح الأمر مقبولا ولو رفضته لأصبح إرهابا ، وهكذا لن يستطيع صاحبنا المريخي تقدير الامور والوصول إلى النتائج ، وهذا حسب نعوم ولا علاقة لي بهذه النتائج .
وهذه دعوة إلى غزو عفوا حتى لا يغضب مجلس الأمن ، إحتلال العراق وقد نفذها الحفيد ، وقد كتب حامد السيد علي ردا على كتابه وما جاء فيه ، خاصة أن الكتاب إعتمد على نبوءة دانيال ورؤيا يوحنا ، وهذا ما تعتبره الولايات المتحدة تطرفا دينيا لو جاء من غير بوش الجد ، ولكن وكما أن إفساد اخلاق الامم عندهم مقبول ، ولكن نقل هذا الفساد لاجيالهم مرفوض ، ولذلك كانوا يمنعون الكثير من الافلام والمسلسلات التي تتضمن اشارات لا أخلاقية من أن تعرض في بلدهم ، مع انهم هم من دعم إنتاجها وتسويقها .
وهذه من محاولات فهم هذا النظام .
إبراهيم أبو حويله ...