في هذا اليوم الأغر .. عيد الاستقلال المجيد! *
في هذا اليوم الأغر .. عيد الاستقلال المجيد! *
بقلم: عبدالله محمد القاق
يمثل الاحتفال بمناسبة اعلان استقلال الأردن عام 1946 ميلادية، خطوات ايجابية فاعلة نحو انجازات اردنية كبيرة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية بدأت منذ اعلان الامارة حيث أسست لحياة دستورية تعكس الحالة النشطة والفاعلة التي عاشتها الاسرة الاردنية، وهي نقلة نوعية تشكل رمز الكرامة العربية الوطنية من سيطرة وتحكم الاجنبي، حيث نستذكر عناصر القوة الاردنية المتطورة بفضل قيادتها الواعية سواء اكان ذلك على الجبهة الوطنية ام من اجل تطوير العمل العربي المشترك لخدمة وطننا وامتنا الماجدة .
لقد اعترفت بريطانيا باستقلال امارة شرقي الاردن في الخامس والعشرين من ايار عام 1946 ووعدتها بعقد اتفاقية لتثبيت العلاقة بين البلدين وتحديد الوضع الدستوري لها حيث باشر المؤسس المغفور له الملك عبدالله بن الحسين في تحقيق اهدافه القومية والوطنية، لتطوير الاردن، في مختلف مجالات الحياة، وقد حقق الاردن في عهد الراحل الكبير الملك عبدالله الكثير من الانجازات فضلا عن الاعمال الكبيرة الخالدة التي قام بها الراحل الكبير المغفور له الملك الحسين بن طلال، في مختلف مرافق الحياة، ورفع مستوى الوطن بكل الامكانات حيث حظي بالمكانة المرموقة بين الامم.
والواقع ان هذه الذكرى العزيزة على كل مواطن والتي تمكن خلالها الاردنيون بقيادة الهاشميين من ارساء دعائم الدولة الاردنية الحديثة وترسيخ معالم المؤسسية والحرية والديمقراطية ليزهو ويفتخر بها ابناء الاردن بانجازات هذا البلد، الكبير بشعبه الصغير بامكاناته ليحقق الاهداف المنشودة والامال المرجوة.
لقد غدا الاردن في عهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت الاردنيين نموذجا من العمل الجاد نحو حل القضايا التي تواجه الامة العربية فضلا عن عمل جلالته الدؤوب لتطوير مختلف النواحي السياسية والثقافية والاقتصادية والامنية وبناء القوات المسلحة على اسس عصرية، حيث عمل جلالته على تجذير الديمقراطية والحرية، والامن والامان لكل المواطنين.
فالدور الكبير الذي لعبه جلالة الملك عبدالله الثاني منذ ان تبوأ سدة الحكم، حظي بتقدير الاوساط السياسية العربية والدولية؛ لما لجلالته من اعمال جليلة ونشاطات واضحة للعيان اسهمت في دعم التعاون العربي وازالة الخلافات بين الدول الشقيقة للوصول الى استراتيجية تكفل للامة العربية تعاونها وتضامنها وبلوغ اهدافها القومية.
فانجازات الاردن الكبيرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والتطلعات نحو المستقبل تظل سمة بارزة وقلعة صامدة وشامخة نحو بلوغ الاماني القومية في تجسيد أعماله، ووقفات العز والتضحية الاردنية من اجل فلسطين وشعبها ومقدساتها وخوض معارك الامة لنصرة الحق والعدل والسلام، كلها ماثلة على ما قامت به الحكومات المتعاقبة من اجل نصرة قضايا الامة، خاصة وان الاردن حمل الهم القومي وعبء المسؤولية بكل امانة وانتماء وفق سياسته القومية، باعتباره مهداً للحضارة ومعبرا للرسالات وبوابة الفتح والنور والهداية الى العالم كله.
فهذه الذكرى التي تحتفل بها الاسرة الاردنية تجعلنا نستذكر انطلاق جحافل الثورة العربية الكبرى في التاسع من شعبان عام 1334 هجرية، العاشر من حزيران 1916 حيث اعلن استقلال المملكة الاردنية الهاشمية.
اننا -ونحن نحتفل بهذا اليوم الخالد- ليحدونا الامل والتفاؤل والثقة الكبيرة باستمرار هذه النهضة الشامخة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، والذي اكد ثوابت الاردن القومية في مختلف مجالات الحياة ليظل الاردن يتبوأ المكانة الدولية المرموقة، ويحظى بالسمعة الكبيرة التي تتسم بالمصداقية والاحترام بين دول العالم بفضل قيادة جلالته وبوعي وادراك تامين لدور الهاشميين التاريخي ومسؤولياتهم تجاه امتهم وقضاياها العادلة التي انعكست هذه السياسة وتقاليدها العريقة على الاردن نهضة شاملة ودوراً محوريا نشطاً وفعالاً على الصعيدين العربي والدولي يفوق كثيرا حجم الامكانات والموارد البشرية المتاحة.
واحتفال الاردن بالاستقلال في كل عام يجيء في اطار ما يبذله جلالة الملك عبدالله الثاني عبر كل الصع لدعم اهالي غز ضد اسرائيل المجرمة لبلورة موقف عربي موحد للتحدث بصوت مسموع يعطي قوة وصلابة للعرب في الدفاع عن القضايا المصيرية خاصة قضية فلسطين بعيدا عن سياسة المحاور او ات.. وهذا يؤكد بل يؤشر ليس على عمق الموقف الاردني القومي فحسب وانما ايضا على نهج التعاون والمشاورة الذي ميز العلاقات الاردنية - العربية والدولية والذي يتعمق ويتجذر على النحو المرجو والمأمول والذي رصده المراقبون والمتابعون للمشهد العربي في الزيارات التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني المتبادلة بين عمان ودول عاصمة القرار.. وكذلك الدول العربية خاصة الخليجية منها على أعلى المستويات وفي مختلف المراحل والمحطات التي مرت بها المنطقة خاصة وان الاردنيين يتطلعون من خلال تلك الزيارات بثقة الى مستقبل العلاقات العربية وامكانية تطورها وازدهارها في مختلف المجالات والاصعدة لما يخدم مصالح شعوب المنطقة على قناعة راسخة بأن هذا الجهد العربي المشترك بين الاردن ومنظومة مجلس التعاون الخليجي بوجه خاص سيصب في خدمة قضايا الامة والانتصار لحقوق شعوبها المشروعة في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وغيرها وبما يسهم في إزالة الخلافات في ضوء ثورات الربيع العربي وتفعيل العمل المشترك؛ ما يعيد الألق للدور العربي حقناً للدماء التي تسفك في كل من سورية وليبيا واليمن او غيرها ورفضا لكل اشكال الارهاب والعنف والتطرف.
فهنيئا للاردن بعيد استقلاله المجيد، وهنيئا للاسرة الاردنية بهذا اليوم الخالد، والذي لم يتوان الاردن بفضل قيادته الحكيمة عن بذل الجهود الحثيثة وتوظيف علاقاته الدولية المتميزة من اجل فلسطين والشعب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، حيث اثمرت سياسته الخارجية بشكل ملموس بفضل هذه السياسة الحكيمة لجلالته والتي جعلت الاردن واحة للامن والامان والديمقراطية والاستقرار والذي يتفيأ ظلالها ابناء الاسرة الاردنية الكبيرة.
abdullaalqaq@hotmail.com