2024-04-24 - الأربعاء
banner
مقالات مختارة
banner

‎كتب محمود الدباس.. ‎ستموت الاوراق.. وسيحيى الحكواتي في الإعلام والروايات..

{clean_title}
جهينة نيوز -

كنت قد حضرت مؤتمرا في احدى الدول في عام 2009 وكان يهدف الى البحث عن آليات مبتكرة في التسويق والتجارة الالكترونية.. وكيفيةتقويتها وتسريعها.. وكان احد المتحدثين من اسكتلندا.. فقال عن تجربته مع صديق له يرأس مجلس ادارة صحيفة ورقية مشهورة.. ومتوارثةمنذ زمن بعيد لنفس العائلة.. فقال ان صديقه يشعر بالألم الشديد.. وحتى ان ذلك الشعور اصبح يقترب من شعوره بالعار.. وذلك لان مستقبلصحيفة العائلة سينتهي على يديه.. وان التاريخ سيسجل انه آخر من ترأس ذلك الصرح.. وذكر ان السبب في ذلك.. كان العناد في قبولفكرة الإعلام الاكتروني والتحول التدريجي اليه.. لاعتقاده بأن قراء ومتابعي صحيفته لن يتركوه لهواةٍ حديثي عهد في الصحافة والإعلام.. 


سُقت هذه القصة حتى اقول بأن السرعة التي تسير فيها عجلة التعاملات الالكترونية في كل مناحي حياتنا هي اسرع بكثير مما يظن اويتخيل البعض.. وما حدث وما شاهدناه من تحولات الكترونية في جميع القطاعات تزامنا مع جائحة كورونا.. ما هو الا تسريع لما هو قادم لامحالة.. 


فمنذ ان بدأت وسائل التواصل الاجتماعية بالظهور.. وبعد ان اصبحت المواقع الاخبارية الالكترونية مرخصة بشكل رسمي.. واصبح امتلاكالهاتف الذكي في متناول الغالبية العظمى من الناس.. وجب علينا ان نقف لحظة تأمل وتدبر.. وان نأخذ ذلك النفس العميق.. وننظر ببصيرةالى ما هو قادم.. وان لا نبدأ في التخطيط لإيقاف هذا التطور السريع والمتسارع.. لا بل علينا ان نفكر مليا في كيفية التماهي معه واستغلالهالاستغلال الامثل.. فالموج والرياح اقوى من الشراع.. فما على البحار الماهر سوى التعامل مع ذلك الوضع.. واستغلال ذلك الاندفاع فيتحقيق ما يريد.. والبعد كل البعد عن المقاومة المحسومة نتيجتها سلفا.. 


قلتها في كثير من نقاشاتي المباشرة.. ومداخلاتي عبر مجموعات التواصل الاجتماعية.. إن الزمان غير الزمان.. والعقليات غير العقليات.. فان بقي الكاتب والروائي والقصصي يعمل بعقلية الكتابة على الورق.. ويعيش دراما "جعلكةالورق ورميه هنا وهناك.. ومن ثم لملمته والبحثفي داخله عن فكرة ظنها غير مجدية.. فلسوف تبقى تلك الكتابات حبيسة اوراقه.. ولن تجد لها من يقدرها وينتفع بها.. 


فللكتابة الالكترونية نهج وطريق واسلوب يختلف عن مثيلاتها الورقية.. فالوصول الى المبتغى ووضع النتائج والعبرة مما نكتب الكترونيا.. يجبان تكون بشكل مباشر ومتسلسل حتى لا يضطر القارئ الى القفز والوصول الى آخر فقرة.. فحالة العشق التي يعيشها القاريء مع ما يقرأ.. والشعور الجميل في تقليب صفحات الكتاب او المجلة او الرواية.. ورائحة الورق الندية.. سينعدم كله في التصفح الالكتروني.. 


من لا يتعظ بغيره.. فالفشل المؤكد هو اولى به وبمسيرته..

فالناظر لما يحدث في التسوق الالكتروني والتأثير المباشر على المحال التجارية الوجاهية.. لهو الدليل الكبير والواضح على ان القطاعات كافةمتجهة نحو اتمتة و"الكترنةتعاملاتها.. 

فتكلفة التعامل الورقي في الصحافة والاعلام والمطبوعات اصبحت عالية.. ويصاحبها انخفاض حاد في المدخول..

الامر الذي يقودنا الى وجوب النظر بشكل قوي وسريع الى تنفيذ الرؤية الصحيحة تجاه الكتابة الالكترونية.. واستغلال المجيدين لها بشكلسليم.. والمحاولة الجادة لتطوير من هم من اصحاب الفكر الورقي لعدم السماح لهم بالاختفاء.. والاستفادة من مخزون معرفتهم وخبراتهمبالشكل والطريقة الجديدة.. 


وهنا لا بد لي من ذكر انه لم نعد نقف عند الكتابة والصياغة الالكترونية فحسب.. بل اصبحنا نتجاوزها الى الكتاب والرواية والخبر الاعلاميالصوتي.. فمن الملاحظ ان الكثير من الاعلاميين اصبحوا يتجهون الى الصوت المباشر او المسجل بدل الكتابة لايصال افكارهم واخبارهموتقديم تحليلاتهم..

وحتى من يكتبون الروايات او القصص اراهم في الافق ليس بالبعيد.. سيعيدون علينا مفهوم الحكواتي.. فبدل ان نقرأ تلك الحكايات اوالروايات متخيلين مشاعر كل شخص من شخوصها.. فلسوف يقوم كاتبها بتجسيدها من خلال القائها المباشر لنا.. 


وفي الختام اقول.. هذه دعوة لكافة من يتحفنا بكتاباته.. اكانت القصيرة او الطويلة.. الرواية او القصة.. المقالة او الخاطرة.. عليكم بالتعاملالالكتروني الجدّي.. وتطوير مهارات الكتابة للتماهى مع ميزات التطبيقات الالكترونية.. ولتتوافق مع طريقة التعاطي للمتلقي من على شاشاتالهاتف واجهزة الحاسوب..


فكم من متردد جبان في الافصاح عن مشاعره.. وجد الكتابة الالكترونية السبيل الانجع لايصالها.. وكم من ضعيف في الكتابة.. ثري فيالمعلومة.. صاحب حضور وجاهي.. وجد في البث المباشر او المسجل ضالته.. فاستقطب المتابعين..

أبو الليث..

تابعو جهينة نيوز على google news