توتر بين لبنان واسرائيل … !!!
جهينة نيوز -فارس شرعان
ليس غريبا ان ينشب التوتر بين لبنان والكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة بل وان يصل هذا التوتر الى مرحلة التهديد والوعيد بين الجانبين … فالكيان الصهيوني معروف انه يمارس عربدة وقرصنة سياسية على جيرانه العرب ودول الاقليم انطلاقا من انه القوة الاقليمية العظمى في الشرق الاوسط وان كل ما يرغب فيه يجب ان يتحقق له ولو بالقوة التي يجيد استخدامها مستعينا بحليفته الكبرى الولايات المتحدة..
التوتر بين الكيان الصهيوني ولبنان ليس جديدا خاصة ما يتعلق بانطلاق عمليات المقاومة من الجنوب اللبناني لا سيما العمليات الفدائية التي يقوم بها حزب الله والدمار الذي تلحقه صواريخه بالاليات والمستوطنات الاسرائيلية والاسرى الذين يقعون تحت سيطرته من جنود العدو ما يتيح له فرصة تبادلهم مع الاسرى اللبنانيين والعرب في الاسر الاسرائيلي وقد تمكن حزب الله الممول والمسلح والمدرب من ايران من تحرير الجنوب اللبناني من ربقة الاحتلال الصهيوني بالاضافة الى ما يشكله من مخاوف واخطار على الكيان الاسرائيلي ..
اما التوتر بين اسرائيل ولبنان في الأونة الأخيرة فمرده امران الاول الجدار الذي يقيمه الكيان الصهيوني على حدود لبنان الجنوبية للحيلولة دون تسلل المقاومة الى الكيان الغاصب والثاني هو اكتشاف حقول غاز على الساحل اللبناني في البحر الابيض المتوسط في اطار حقول الغاز التي تم اكتشافها في مياه البحر على مقربة من الشواطئ المصرية والفلسطينية واللبنانية والسورية والقبرصية بحيث تحرص هذه الدول على استغلال مواردها من المصادر الطبيعية وثرواتها من الغاز والبترول ومن بينها لبنان الذي كان اسرع هذه الدول على الاطلاق من حيث احالة عطاء استغلال حقول الغاز في المناطق الاقتصادية ذات الارقام ٨ و ٩ و ١٠ على سواحل لبنان الجنوبية القريبة من اسرائيل.
الخطوة اللبنانية دفعت الكيان الصهيوني الى الاحتجاج بدعوى ان حقول الغاز يعود جزء منها الى الكيان الغاصب وتوسط مبعوث امريكي بين البلدين الجارين لانهاء التوتر بسبب استغلال حقوق الغاز فعرض هذا المبعوث تنازل لبنان عن ٣٦٠ مترا مربعا من المجمع رقم ٩ من اصل ٨٦٠ مترا مربعا الا ان لبنان رفض هذا العرض واصر على استغلال حصته كاملة من حقول الغاز في مياهه الاقليمية …
وتصاعد التوتر بحيث انتقل الى التهديدات … فوزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان هدد باعادة لبنان الى العصر الحجري اذا ما عاد حزب الله الى توجيه صواريخه الى اسرائيل ومدنها ومستوطناتها ..
ورد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون بان لبنان لن يسمح لاسرائيل بالمساس بأمنه وسيادته وسيرد على اي عدوان اسرائيلي على ارضه او مياهه الاقليمية.
هذا التصعيد يتزامن مع ابرام اتفاقية بين مصر واسرائيل لبيع الغاز الاسرائيلي الى مصر بقيمة ١٥ مليار دولار سنويا الأمر الذي يشكل موردا ماليا هام بالنسبة للكيان الغاصب ما حدا برئيس وزراء الكيان الصهيوني الى القول بان اسرائيل تعيش في عيد فيما تتصاعد الخلافات والتوترات بين لبنان والكيان الصهيوني بحيث تفوح منها رائحة البارود.
يذكر ان حزب الله هدد بالتدخل حال تعرض لبنان الى عدوان اسرائيلي فيما اتفقت كافة الاحزاب والتيارات والطوائف اللبنانية بما فيها حزب الله على ان ينأى لبنان بنفسه ازاء الصراعات الاقليمية والخلافات الدولية … وعلى هذا الاساس سحب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته التي قدمها في الرياض احتجاجا على مواقف حزب الله وانحيازه الى جانب النظام السوري وخضوعه للقرارات الايرانية وعادت الحكومة اللبنانية الى مزاولة نشاطاتها المعتادة في ضوء اجماع جميع مكوناتها على ان ينأى لبنان بنفسه عن الصراعات الاقليمية والدولية …!!!