لاعبو المحترفين ينتظرون الدعم.. والأندية تنتظر الفرج..!
جهينة نيوز عمر الزعبي
تعيش الكرة الأردنية فترة صعبة كحال جميع رجال اللعبة في العالم، بعد ان إجتاح وباء كورونا الرياضة، واجبر اللاعبين يجلسون في المنزل، بعدما كانوا يلعبون الكرة على اصوات الجماهير وتحت كاميرات الإعلام.
الحال الصعب تحول الى أصعب، والممكن أصبح مستحيل، خصوصاً بعد تجميد جميع الأنشطة الرياضية، ليجد اللاعب نفسه بين "اربع حيطان" لا يملك باليد حيلة، سوى مشاهدة التلفاز واخبار الكوارث التي يورثها هذا الوباء في ارجاء العالم وكأنه كالنار، لا يرحم من يجده أمامه.
وباء كورونا، لم ينعكس فقط على لاعبي أندية المحترفين في الاردن فنياً وبدنياً وحسب، بل تمرد وأصبح يهددهم مادياً ورزقهم وظعام اطفالهم، بعدما كانوا يعولون على الكرة، كمصدر رزق يعين بها حوائجه ويبني عليها احلامه، وجميعنا نعلم بإن النسبة الأكبر من لاعبينا ليس لديهم مصدر سوى كرة القدم لقضاء حوائجهم.
اليوم الملاعب في الاردن مغلقة، ليس فقط ذلك، بل مكتوب عليها أيضاً ممنوع الدخول..! لدرجة إن لاعب الكرة في الأردن غير قادر لممارسة الرياضة خارج منزلة، مما زاد الطين بله، وجعله بين نارين، الخوف على لياقته ومستواه الفني، والخوف على مصدر رزقه.
كلما رفع اللاعب الاردني سماعته ليهاتف ناديه بحاجته للمال، يجد ايضاً الحل مغلق كحال الملاعب، واذا وجد الهاتف متاح، يجيبه النادي بإن ليس هناك اموال في خزينة النادي، بسبب توقف جميع الأنشطة، ليجد مصيره وحياته باتت فعلاً مهدده بالخطر، اذا لم يجد حل لذلك.
جمعية خيرية قبل أيام، طرقت باب منزل أحد اللاعبين المميزين في الدوري الاردني، لتزوده بالرز والسكر، وهذا الامر ليس عيب، بقدر ما هو مؤشر خطير، يدق ناقوس الخطر، ويمنع اللاعب من التفكير بمستواه الفني، بل مستواه المادي.
ندرك تماماً ان الاندية تعاني كحال اللاعبين، بل الحمل عليهاً اكثر لانه مطالبه بتسديد الرواتب للاعبين والاجهزة الفنية والادارية، لكن من قادر على إيجاد حل ينقذ الجميع، ومن الممكن ونتمنى ان تعود عجلة دوري المحترفين للدوران بعد عدة اسابيع او أشهر قليلة، هل سيكون هناك حضور جماهيري، وهل اللاعب قادر على الظهور بقميص الفريق، وهو لم يستلم مستحقاته منذ شهور، وهل إدارات الأندية تملك حل للخروج من هذه الأزمة.
ولعل الجميع يسأل، ماذا ومتى وكيف سيكون دور اتحاد الكرة في هذه المسألة، هل الاتحاد سيوفر الدعم للأندية، وهل على الاقل سوف يعطي الاندية مستحقاتها المالية المترتبة منذ وقت طويل، وهل ستكون هناك خطة تنجي الجميع من هذا الفخ..!
الحال أشبه بوجود قضية، جميع أطرافها مظلومين، ولا يوجد طرف ظالم، ولا يوجد هناك قاضي قادر على الحكم من يجب ان يتكفل من .. ومن يجب ان يساعد من.. ومن المُطالب ومن المطلوب منه.
حال الرياضة صعب جداً اليوم، واللاعب اليوم لا يختلف عن عمال المياومة الذين تضرروا نتيجة تعطيل مصالحهم ، لذلك يجب وخلال الفترة الحالية، ان تضع معاناة اللاعب والضائقة المالية الصعبة التي يمرون بها على طاولة الحكومة ومركز إدارة الازمات، ويجب ان تؤخذ بعين الإعتبار اوضاعهم المادية، كما يجب على وزارة الشباب ان تتدخل وتدعم تلك الأندية التي تنتمي لها، وتزودها على الاقل بهذه الفترة الحساسة برواتب للاعبين، هناك ما يقارب ٢٥٠ لاعب في دوري المحترفين ومع الاجهزة الفنية، ماذا لو قامت وزارة الشباب والحكومة بالتعاون مع إتحاد الكرة، بتوفير رواتب للاعبين في هذه المرحلة تقدر قيمتها بقيمة ممكنة، تجعلهم على الأقل، ليس بحاجة أحد لكي يطعم أطفالهم..!