العراقيات يقبلن على الانتخابات !!!
جهينة نيوز -فارس شرعان
العراقيات يقبلن على الانتخابات !!!
رغم ان اهالي المحافظات السنية في العراق يفضلون ارجاء الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في شهر مايو « آيار» المقبل لعدم استعدادهم لهذه الانتخابات في ضوء عدم عودة المهجرين قسريا الى مدنهم وقراهم الا ان النساء من سكان هذه المحافظات يقبلن اقبالا كبيرا على الانتخابات المقبلة اقتراعا او ترشيحا..
ومرد هذا الاقبال النسائي على الانتخابات ان النساء عانين كثيرا خلال الحرب على الارهاب … فكان الرجال في الحرب وفي المنفى وفي الأسر وقيد الاحتجاز وفي صفوف الجيش والاعداد لمحاربة تنظيم داعش الارهابي فيما كانت النساء يتحملن مسؤولية البيت والأسرة في غياب الرجال وانشغالهم بالحرب على داعش.
هذا الوضع رتب على النساء مسؤوليات جسيمة فهن يواجهن التنظيمات الارهابية في غياب الازواج والابناء والاخوة ويتحملن ما يرتبه عليهن عليه الوقوع في اسر داعش او احتلال المناطق التي يتواجد فيها التنظيم من مهانة ومذلة واغتصاب واحتجاز واحيانا البيع في سوق الرقيق بعد عرضهن عاريات امام تجار الرذيلة ومنتهكي الاعراض كما يتحملن مسؤولية الانفاق على الأسرة والبحث عن العمل المناسب لهذه الغاية علاوة على متابعة اخبار الاسرة والرجال في ميادين القتال والسجون والمعتقلات والاطمئنان على المصابين والجرحى في المستشفيات والمراكز الصحية.
وبالاضافة الى مواجهة اعضاء ومقاتلي التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها داعش خلال اجتياحه لوسط وشمال العراق والمعاناة من الحرمان والاذلال الذي تعرضن له تحملت نساء العراق وخاصة المناطق المحررة ما تحملنه من فظاظة وسوء معاملة الحشد الشعبي والجماعات الشيعية الحاقدة التي حقنتها ايران بسموم الحقد والكراهية على السنة فكانت النساء بين نارين نار داعش وجرائمه وفظائعه التي تتضاءل امامها فظائع النازية ونار الحقد الشيعية التي لا تكن للسنة الا الحقد والغضب والكراهية.
لا شك ان نساء العراق في المناطق الحررة تحملن اكثر مما تحمل الرجال في ميادين القتال وغياهب السجون وآلام الأسر واكثر مما تحمل الجرحى والمصابون في المستشفيات والمراكز الصحية واكثر مما عانى الفارون من داعش والحشد الشعبي والمطلوبون للتجنيد للجيش العراقي لمحاربة داعش …
معاناة العراقيات اكتسبنهن تجارب طويلة ومريرة وقدرة فائقة على مواجهة اعباء الحياة وخبرة طويلة في تدبر امور معيشة اسرهن وابنائهن الصغار في غياب الرجال فكانت النساء مدبرات منازل ومسؤولات عن تدبير شؤون المعيشة وباحثات عن عمل يوفر لهن ولابنائهن لقمة الخبز ومتطلبات العيش الكريم ما دفعهن الى الاقبال على الحياة في مرحلة ما بعد داعش ومواجهة اعبائها..
المرأة العراقية التي تجاوزت مرحلة داعش بكل آلامها وعذاباتها وقذارتها تستعد لمرحلة ما بعد داعش التي تتمثل باعادة الاعمار وبناء المدن والقرى والمؤسسات والمرافق العامة وتكريس الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية والاخاء والمساواة بين العراقيين بغض النظر عن المذهب والدين او العقيدة او الأصل او اللون ..
من اجل ذلك تستعد نساء العراق في المناطق المحررة من براثن داعش للانتخابات البرلمانية المقبلة ويقبلن على المشاركة الفاعلة فيها انتخابا وترشيحا للاسهام في تنمية البلاد والنهوض بالوطن في المجالات كافة الاقتصادية والتجارية والزراعية والسياحية والتعليمية بالاضافة الى تعزيز الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين.
السنوات الأخيرة كانت وبالا على العراق وخاصة ما يتعلق بالاحتلال الامريكي والحرب مع ايران وسيطرة الشيعة على مقاليد البلاد بدعوى انهم الغالبية ما جعل العراق مستعمرة ايرانية..
المطلوب اعادة بناء العراق وطنا ومؤسسات ومرافق وتحقيق العدالة بين مواطنيه واستغلال خيراته وثرواته واعادة اعمار ما افسده الارهاب والحرب الاهلية وتوفير فرص العمل لابناء العراق والنهوض بالمستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية للأسر العراقية ..
من اجل ذلك ترى نساء العراق انهن اقدر من الرجال على خوض الانتخابات البرلمانية القادمة في آيار «مايو» المقبل واستعدت المئات منهن للترشيح وهن يتطلعن الى العراقيات والعراقيين لتأييدهن وتمكينهن من الوصول الى البرلمان لبناء العراق واعماره … !!!