"افتعال ازمة ام انتزاع حقوق"
جهينة نيوز -د. حنين عبيدات
في أزمة نقابة المعلمين و الحكومة لغات غير مفهومة و تفرد بقرارات دون وجود حلول ترضي الأطراف جميعا، أزمة بالتأكيد يجب حلها بالتراضي دون تنمر من أحد على آخر حتى نكسب الوطن، ذلك الوطن الذي نعانقه كي يشعر بدفئ أرواحنا و نسمو به لنحافظ على كبريائه و لا ينحني لفاسد ينهش لحمه أو لمخرب يقطع جذوره الراسخة.
راقبت في الفترة الماضية آراء بعض النقابيين و الصحفيين و السياسيين ما بين مؤيد و معارض و من يؤجج الموقف ويشعل فتيل الأزمة بزج الإتجاهات السياسية فيها، فبالرغم من كيل الإتهامات التي اتهمت فيها نقابة المعلمين من البعض بناء على ردود أفعالها بتصريحات لها كانت قد أوحت بها للرأي العام بأن الإضراب سيتفرع إلى جوانب عدة تضر بالوطن ، إلا أنها لم تأبه لأي انتقادات، و في واقع الحال فإن المخاوف التي يعتقد البعض بأنها ستسطو على الوطن مستحيلة فواقع دولتنا وسياستها بعيدة كل البعد عن تفعيل أي فكر سياسي موجود ، وخصوصا أنها حيدت السياسة و استبدلتها بالاقتصاد فأصبح صندوق النقد الدولي حديث الساعة ، و مع كل ذلك لا أعلم متى سنخرج من تقييم الوطن والشعب بناء على الفكر السياسي الذي يجرد الوطن من مفهومه الحقيقي ليصبح ساحة جدال سياسية لا فائدة منها. إن النقابات بمجملها أصبحت كالأحزاب الحالية والتي تتشكل و ستتشكل تحت بنود معينة وان اختلفت الصيغة، نقابيون كثر انزعجوا من موقف نقابة المعلمين في انتزاع حقوقها اتفقنا او اختلفنا بطريقة الحصول عليها ، ويبدو أنهم مقتنعين بأن نقاباتهم باتت ثكنات لتلقي الأوامر وتنفيذها وأنها بيوت حكومية تنفذ دون تفكير متناسية حقوق منتسبيها.
أما عن الإعلام فلم يكن محايدا في أغلبه، منه من كان مواليا لمواقف الحكومة دون تفكير، و منه من كان يعرف الحقائق و يحرف البوصلة عن انتقاد الحكومة لمصالح، و منه من يتكلم بصفة شخصية لا تليق بإعلاميين أو صحفيين ومنهم من كانوا يقدروا الوقائع و يوازنوها.
إن أزمة المعلمين كشفت عن هوية الوطنيين و المراءين ، ومدعي الوطنية و الصادقين، و عن كيفية إدارة الأزمة بقوة أو هشاشة، وكشفت عن اتجاهات لربما تضع التعليم على طريق متعرج يفيد جهات من ناحية و يهوي به في غياهب الجب من نواحي أخرى.
اشارات كثيرة واستنتاجات عدة تقودنا للتفكير بنية الحكومات في خصخصة التعليم ، وهناك ما يلوح بالأفق بخصخصة الصحة أيضا، إذن إن لم تدعم الحكومة أهم موارد و ركائز الدولة التعليم و الصحة ماذا تبقى ؟
بالنهاية نريد حلولا لإنهاء الأزمة بعيدا عن قصة" الاقتراض" و حلولا ترضي المعلمين لكي يعود الطلبة إلى مدارسهم يروون أرضها حبا و جدرانها انتماء.