أسرة آمنة ، مجتمع آمن
جهينة نيوز -رانيهصبيح
اعتدنا عند استخدام مصطلح آمن أن يكون الكاتب شخصا عسكريا او متخصصا بالشأن العسكري ، ولكن الامن هو مصطلح يرتبط بالحضارة والتقدم. فلا يمكن أن تتقدم امة دون العمل على تمكين الحالة الامنية الشاملة ، والتي تضم الامن المجتمعي والفكري والغذائي والاقتصادي ولاحقا هناك الامن التكنولوجي وغيره من القطاعات التي تحتاج لضبط الايقاع والمتابعة الدائمة .
وهنا تستوقفني الآية الكريمة ((( وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ))) صدق الله العظيم والتي تناولها العلم من خلال سلم ماسلو للحاجات وتكمن بالحاجة للغذاء ومن ثم الامن ومن ثم تحقيق الذات .
ولابد ان نتفق ان المجتمع وهو المشكل لدولة يحتوي على المجتمع الذي يحتوي في بنيانه على الاسرة وهي المكون الرئيسي للمجتمع والصانع لكافة القطاعات المكونة للدولة وفي متابعة الاسرة وتطوير دورها والنهوض بها نهوض بالمجتمع ككل .
وتطوير الاسرة لا يكون الا من خلال دراسة كافة المؤثرات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية ووضع وحدة قياس حقيقية لتصنيف سوية الاسرة واستقرارها وتوجيه الدعم والمتابعة والتأهيل والتمكين حسب نتائج القياس مع الاخذ بعين الاعتبار المحيط لهذه الاسرة وجعل التنمية المستدامة بوصلة العمل لتطوير الاسرة. وهذا لا يكون الا من خلال توحيد الجهود الحكومية والمبادرات المختلفة والدعم الخارجي المعني بالنهوض بالمجتمع وتقديمه على اساس خارطة واضحه للاحتياجات اخذين بعين الاعتبار دعم الطفل وتمكين المرأة وصناعة تشاركية انتاجية طويلة .
لا ينكر احد دور الحكومة في دعم الاسرة من خلال برامج كلفت ملايين الدنانير، ولكن تشتيت الجهود وغياب الدراسة ادى الى وجود جمعيات تقتات على المساعدات وأسر تنظر للدعم بصورة النجدة المؤقتة ومن خلال تجربتي في مركز زها خلال عقد ونيف استطعنا وضع اطر واضحه للتنمية المستدامة وانتقلنا من الدعم المباشر الى المساندة الانتاجية وقد كانت النتائج مبهرة ، فلدينا اليوم ٢١٢ اسرة مستقرة وبرنامج مساندة للطفل وضمن طيف يشمل ٣٠٠ طفل بشكل مباشر وغير مباشر من خلال تطوير المهارات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية وقريبا سيتم اطلاق النتائج عبر مليونية الخدمات لزها.
واذكر ان انجاز المبادرات الملكية اصبح دليلا يحتذى في التطوير والمساندة للاسرة وتستطيع الاجهزة المختصة والمعنية الاستفادة من هذه التجربة .
ان مجتمعنا مجتمع ناضج ومتقبل للتطوير والامن المجتمعي لا يكون الا من خلال اسرة امنه ومنتجة وهذا لن يكون الا من خلال توحيد الجهود في مظلة كبرى وشراكة لذوي الاختصاص من اكاديميين وخبراء ونشطاء مجتمع ووفق برنامج عمل منظم يعتمد على المساندة وليس الدعم .