banner
أخبار محلية
banner

"العربية".. تحديات وإهمال وتحريف و"العامية" تتفوق على الفصحى

{clean_title}
جهينة نيوز -

ولي العهد اطلق مبادرة "ض" للحفاظ على مكانتها وعظمتها بين اللغات الأخرى

 –عمان-سامر نايف عبد الدايم

كثير من أصحاب العقول والعلوم على علمٍ ودراية حول أهمية اللغة العربية ومكانتها العظيمة، فالعربية من أعظم اللغات، اللغة الأم، والأساس في علم اللغة، ولغة الحضارات التي يخرج نورها الشيء لكي يضيء الجزر العربية في كافة أرجاء العالم، لذلك يمكن القول أن "العربية"، هي العمود الفقري لحياة الإنسان والأصل في كل شيء.

ونظراً لكون العربية لغة القرآن الكريم والسنة النبوية، واعتبرت جزء من الدين الإسلامي الحنيف، فقد اكتسبت أهمية عظيمة، لما احتوته على الكثير من القوة وإعجاز المعاني وعمق الكلمات، وقد عُرف العرب بفصاحتهم وبلاغتهم، ولا زالت "العربية" من أكثر لغات العالم انتشاراً، وهناك إقبال كبير لتعلمها لغير الناطقين بها.

وتعتبر اللغة العربية لغة الشعوب والقبائل القديمة التي ذكرها التاريخ، وذكرها القرآن الكريم، مثل قوم عاد وثمود، وقد ساهمت "العربية" في تقريب الثقافات بين دول العالم، ويسّرت الاتصال والتواصل بين الشعوب، الأمر الذي أدى إلى ازدهار العديد من الحضارات في الجانب الفكري والعلمي وغيره؛ لذا يمكن القول أن اللغة العربية المكون الأساسي للمجتمع، ومن أهم عوامل بناء الحضارات والثقافات المختلفة.

أصبحت"العربية" من اللغات التي تحمل رسالة إنسانية، بكل ما تحتويه من أفكار ومفاهيم، حيث استطاعت أن تكون لغة حضارة واسعة كان العرب نواتها الأساسية، فقد اعتبروها لغة حضارتهم وثقافتهم، الأمر الذي جعل من اللغة العربية لغة السياسية والتجارة والعمل والتصوف والأدب والفن وغيره.

و حول أهمية اللغة العربية قال د. عبد الوهاب عزام: "العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة".

ويقول وليم ورك: "إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر".

لقد التقت العربية بغيرها من اللغات، وكان من أقوى أسباب قوتها كونها لغة القرآن الكريم، الأمر الذي أدى إلى غزو العربية اللغات العربية الأخرى، حيث أدخلت إليها حروف الكتابة والكثير من الألفاظ، مما أدى إلى انقراض اللغات واحتلال اللغة العربية محل اللغات الأخرى، كما حصل في العراق ومصر والشام، فقد أصبحت لغات الترك والفرس تكتب بالحروف العربية، إلا أنه كان للعربية الحظ الأوفر في الانبثاث في اللهجات الصومالية لرجوع الصلة بين شرق إفريقيا وجزيرة العرب إلى أقدم عصور التاريخ.

ورغم كل ذلك إلا أن اللغة العربية تواجه الكثير من التحديات والمشاكل التي شهدها عصرنا مؤخراً بكثرة، وتتضخم مع مرور الوقت، فأصبح حال العربية يُدمي القلوب، لما تتعرض له من إهمال وتحريف من قبل العرب، فقد غلبت اللغة العامية على الفصحى في مجالس العلم والدراسة، فنجد العربية تُدرس باللغة العامية، ونجد وسائل الإعلام بكافة أنواعها المختلفة كالتلفزيون والراديو وغيرهم، تستخدم اللغة العامية في إيصال رسالتها الإعلامية، فلا تُستخدم العربية إلا في نشرات الأخبار وخطابات القادة والزعماء.

لذلك علينا أن ندرك عمق هذه الخطورة التي تنخر في عقر اللغة العربية، والتي تعمل على انحلالها في مجتمعنا العربي وما تعمله اللغة العامية من هدرقيمة اللغة العربية وضياعها.

ونجد أبناء اليوم يميلون كثيراً لتعلم اللغة الأجنبية والتحدث بها، واستبعاد العربية في حياتهم اليومية، ونرى أن اللغات الأجنبية الأخرى تصارع وتزاحم العربية، فمن واجبنا غرس الاعتزاز باللغة العربية في نفوس الأبناء وتوضيح أهمية اللغة العربية ومكانتها.

وإن كان للغات الأجنبية فوائد جمة في حياتنا، فيجب الأخذ بعين الاعتبار أن اللغة العربية هي الأولى في ذلك، كذلك يجب نشر الوعي بين الشعوب لمنع استعمال اللغات الأخرى في الإعلانات التجارية وأسماء الشركات والمحلات التجارية وغيرها.

ويمكن حل مثل هذه المشكلات من خلال المدارس والجامعات عن طريق عمل برامج تعليمية ومواد تدريبية، وعقد مسابقات تنافسية بين الطلاب للتشجيع على التحدث والكتابة بالعربية، وكذلك عقد برامج في مختلف قنوات الأعلام تدعم هذا الجانب، وعلى صعيد مواقع التواصل الاجتماعي لا بد من زيادة المحتوى الذي يدعم العربية والكتابة بها، من خلال إنشاء صفحات وإعلانات تساهم في حل المشكلة.

بهذه الطرق يمكن حل مشاكل اللغة العربية بشكل تدريجي، لأن الأمة العربية تفتقر الوعي حول أهمية العربية ومكانتها في حياتها، وما تحتويه من البحر الواسع من الإعجاز والفصاحة والبلاغة.

من هنا جاءت مبادرة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد في إطلاق مبادرة "ض" إلى التمسك والحفاظ على مكانة اللغة العربية وعظمتها بين اللغات الأخرى، وتمكينها رقمياً، ودعم المحتوى العربي على الإنترنت.

وأكد سموه على أهمية لغة الضاد، وضرورة نشر الوعي أكثر بين المجتمعات حول أهميتها ومكانتها الدينية والاجتماعية.

وهدفت المبادرة إلى إعداد سفراء للغة العربية يقومون بتعزيز استخدامها في شتى الميادين، وتعزيز منصات التواصل باللغة العربية، ونُفذت المبادرة في مختلف محافظات المملكة بالتعاون مع العديد من المؤسسات والجهات.. ويجب الاهتمام باليوم العالمي للغة العربية في كافة الدول العربية وأن يكون يوم له مكانة كما للمناسبات الأخرى الأهمية والاحتفالات التي تعززها وتخصها.

وحظيت اللغة العربية المكانة المرموقة بين اللغات حيث بلغ عدد متحدثيها 422 مليون نسمة.

وأخيراً يمكن القول أن اللغة الفصحى واللغة العامية هي أنماط حضارية تعكس وجهان لعملة واحدة، فإن كان هدفنا الإصلاح، فعلينا تقوية الفصحى ونشرها بأنماط مختلفة وليس عن طريق زيادة القواعد وحفظ المفردات الفصيحة.

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير