banner
أخبار محلية
banner

نصاب محترف يرمي بحباله على شخصيات معروفة ويلجمها بقيود الفضيحة لمنع كشفه

{clean_title}
جهينة نيوز -

على طريقة عادل إمام "الليمون والنعناع"

  – عمان – مراد المحضي

على طريقة الفنان المصري المعروف عادل إمام بمسلسله "العراف"، والذي عرض قبل سنوات، وظهر فيه وهو يتقمص عدة شخصيات في أكثر من مكان وزمان في مصر، للنصب والاحتيال على الناس. حينها استخدم جملة - عرفت بالحوار الدرامي - أنها تدل على إتمام "سيناريو النصب" على الفريسة الجديدة، وإنضمامها إلى قائمة ضحاياه، وهي: "تشرب ليمون بالنعناع؟".

في عمان أيضاً يتكرر المشهد ذاته عدة مرات، نصاب يتبع ذات الطريقة ويستهدف فرائسه بكل عناية ودراسة متناهية، ويرمي بحباله على شخصيات اجتماعية وسياسية واقتصادية معروفة، ليصتاد غنيمة كبيرة ودسمة منهم، وبذات الوقت يلجمهم بقيود الفضيحة، لينطبق عليهم مقولة "القانون لا يحمي المغفلين" لعدم امتلاكهم أي دليل يثبت انهم أعطوه أي مبلغ، ولمن أعطيت هذه المبالغ!.

شاهد عيان على عملية نصب قام بها متبعا طريقة عادل إمام "الليمون والنعناع"، رفض الكشف عن اسمه، يروي لـ"الأنباط" ما شاهد من حنكة ودهاء هذا النصاب، وطريقة الاقناع التي يتبعها، لاسقاط فريسته في الفخ.

الشاهد يقول إنه كان متواجدا مع صديق له من رجال الأعمال - الضحية - في أحد المطاعم الكبيرة، حتى دخل عليهم رجل بهيئة توحي أنه رجل مهم، - من اللباس والمظهر والسيجار – وجلس معهم على الطاولة، بحكم موعد مسبق على الهاتف، وبدأ الرجل الغامض بالحديث عن تجارته الخارجية ومصانعه التي يقيمها في اوروبا، حتى تسللت الطمأنينة شيئاً فشيئاً إلى قلوبهم اتجاهه، وزاد الشغف لمعرفة مصدر ثراء الرجل ومحاولة الاستفادة منه.

في اللقاء الثاني، بحسب الشاهد، كان الحديث أكثر عمقاً، عن التجارة من اوروبا إلى الأردن، والاستيراد والتسويق بالمملكة، والمصدر هو مصانعه التي تختص في تصنيع كثير من الأمور المنزلية والتي تدخل في بمكونات البيت العصري ومستلزماته التي اصبحت مطلوبة لدى الناس.

بعد عدة لقاءات، وكسب ثقته المبدئية، عرض عليه الشراكة في تجارته التي تتطور وتتوسع يوماً بعد يوم، وخاصة أنه اصبح يمتلك عنوان "فيلته" التي تقع في أرقى مناطق عمان، ورقم هاتفه، وحتى نمرة سيارته التي كان لا يقودها بنفسه، بل بمساعدة سائق.

وبالفعل، تم الدخول بشراكة بتجارة يقودها رجل "الليمون والنعناع" بنفسه، لجني مزيدٍ من الأرباح له ولشريكه الجديد، الذي وعده "بنهر من المال لا ينقطع ولا يجف"، وعلى حين غرة، ودون أي مقدمات استطاع أن يحصل على شيك بـ100 ألف دينار، مقابل أسهم في تجارته المعروفة.

الشاهد يقول، الأمور كانت على ما يرام، وكانت اللقاءات تتزايد، خاصة تلك السهرات التي كانت تقام على حساب رجل "الليمون والنعناع"، ناهيك عن حياة الترف والرفاهية التي كانت واضحة عليه، في كل مرة يلتقيه فيها.

"وعند نهاية الشهر الأول، وفي احدى الجلسات، اعطاه 10 آلاف دينار من ارباح التجارة المتفق عليها، دون أن يطلب أو يسأله عن شيء، وبالشهر الثاني مبلغا مثله، حتى تسللت كل السكينة والطمأنينة إلى قلب صديقي (المغفل)، ليقوم بعد ذلك بتقديم مبلغ أكبر له وهو 300 ألف دينار؛ لزيادة مرابحه التي اصبحت مضمونة ومصدرها واضح وضوح الشمس، وارباح دون أي جهد أو عناء".

رجل "الليمون والنعناع" بعد أن سقاه الكأس الأخير من مشروبه المفضل لصديق الشاهد، أخبره الأول أنه سيسافر إلى اوروبا لعدة أيام لمتابعة اعماله هناك، وعند العودة سيجني له مزيداً من الأرباح التي اصبحت مضاعفة بعد زيادة أسهمه الأمر الذي ادى إلى زيادة مكاسبه في التجارة الأخيرة!.

مرت أيام ولحقتها شهور دون ورود أي خبر عن رجل "الليمون والنعناع"، حينها حاول صديق الشاهد الاتصال معه على رقمه الذي يعرفه، "دون نتيجة - مغلق دائماً -، حينها اصر أن يذهب إلى (فيلته) للسؤال عنه، مستبعداً أنه وقع في شباك نصاب ومحتال".

يكمل الشاهد: "وكانت المفاجأة، وصل إلى (الفيلا)، - التي كنا نلتقيه فيها -، وقرع الجرس، حتى خرج له حارس جديد لا يعرفه، سأله الأخير عن حاجته وطلبه، ليبادر صاحبنا بالتعريف عن نفسه أنه صديق (الباشا.......) ويريد مقابلته على الفور، ظهرت علامات الاستغراب على الحارس، وقال له: (هذه الفيلا لا يملكها الرجل الذي ذكرته، بل هي ملك لشركة عقارية تسمى ...... وتؤجرها مفروشة، وبشكل يومي أو أسبوعي أو شهري!)".

شعر حينها رجل الأعمال أنه يحلم، وان ما سمعه هو كذبة أو مزاح من الحارس، ليعاود الكرة والطلب منه فتح الباب وبسرعة، وأن لم يفعل سيستخدم القوة، الحارس لم يكن بوسعه إلا مخاطبة مندوب الشركة العقارية للحضور ليؤكد له أن "الفيلا" تعود ملكيتها للشركة وليست للذي يسأل عن اسمه. وفق رواية الشاهد.

يتابع الشاهد: "طلب صديقي من الشركة العودة إلى سجلات المستأجرين، وبالفعل، وجد عقد الإيجار باسم شخص يحمل جنسية غير عربية، وبعدها بدأت رحلة البحث عن صاحب هذا الاسم والذي يختلف اختلافاً كلياً عن اسم الذي تعرفوا عليه بالبداية".

راجع "الضحية" بحسب صديقه الشاهد الإقامة والحدود للتأكد من الاسم أنه دخل البلاد وبأي تاريخ تواجد فيها، ليكتشف أيضاً أن صاحب الاسم المذكور ليس له أي وجود ولم يدخل الأردن على الاطلاق.

صدمة الرجل كانت كبيرة، ولم يدرك أنه وقع في شباك نصاب محلي محترف، إلا عندما وصلته معلومات من عدة مصادر، أن انها صفات وملامح من نصب عليه، وهي اوقعت بعشرات الشخصيات من قبله وبعده بأساليب وسيناريوهات مختلفة، وكل مرة كان ينتحل شخصية بأوراق ثبوتية متنوعة، لينسج حلقات نصب لا تسجل في قضايا ولا تدخل مراكز الشرطة، وإذا قيدت، تقيد ضد مجهول، مفتاح حلها الوحيد "الليمون بالنعناع!".

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير