رحم الله فؤاد المهندس .. !!
جهينة نيوز -د. هاني البدري
لا نريد ان نحُمٌِل وزير التخطيط ولا تصريحه اكثر مما يحتمل.. وإلا سندخل في ذات الدائرة العقيمة التي نعجز عن الخروج منها في التأويل ووضع كل حرف وأيماءةِِ ونَفَس تحت مايكروسكوب النقد و(الظُرف) ..
استهلالّ سيجد حتماً ارتياحاً لدى اصحاب الدولة والمعالي والسعادة من ولاة أمرنا..
لكن طبيعة المكاشفة التي علينا ان نقف أمامها في هذا الظرف الصعب ، تضعنا في مواجهة أزمة اصعب وأكثر خطورة ، هي خطاب المسؤولين ورواياتهم الرسمية والشخصية للمواطن، ذلك ان كلام المسؤول حين يتصدى للخدمة العامة ينبغي ان يكون كلاماً مسؤولاً أيضاً .. وإلا لما كانت التصريحات والعبارات المنتقاة ( على قاعدة المصداقية) طبعاً .. هي أساس عمل من انضوى تحت قاعدة المسؤولية العامة، كما في كل بلدان الدنيا التي تَرَسَخَ لدى مؤسسات صناعة المسؤول والقرار فيها أهمية الاختيار والترشيح والتوزير و( التنويب) والأخيرة بمعنى صناعة السيد النائب..
اسوق الحديث ونحن في خضم معركة ضروس بين ما يقوله الموظف العام الكبير والصغير .. !! وبين ما يقع تحت أيدي عتاة السوشيال ميديا على مناضد التشريح الإلكترونية ..
معركة فشلت فيها الحكومة منذ يومها الأول.. فما فتىءَ مسؤول فيها الا واطلق تصريحا متسرعاً أو رديء الصياغة ثم سارع للشرح والتوضيح و" تنزيل" الترجمة..
في ترجمات السينما العالمية كانت عبارة( تباً لك) تتكرر في عشرات المواقع نظرا لدواعي الرقابة والذوق العام.. وتصريحات بعض الوزراء تقول في غير موقع" تباً " .. دون ان نعرف المعنى الحقيقي الذي ورد في السيناريو والحوار..
اتساءل كم نحن بحاجة الى بيانات التوضيح التي تصدرها دوائر الاعلام في الوزارات في خضم هذه التصريحات المتلاحقة مرة عند وزيرة تخطيط سابقة وأخرى من وزير تخطيط عامل وثالثة عند وزراء في قطاعات تعرفونها جيداً أو عند وزير اخر.. نفى ثم اكد بارتباك ،وانهى روايته ب" الدروس المستفادة"..!؟
تصريحات بالجملة عاد بعضهم لتوضيحها وشرحها وكأن المشكلة في جمهور المشاهدين وليس في المخرج والكاتب والمترجم..
بتنا ونحن نستمع لهذه البيانات وكاننا جمهور عربي يتابع فيلماً هندياً بنكهة لاتينية وحبكة (آكشن ) أمريكية .. والشاطر يفهم..
اغرب تعليقات احد المنتمين ( للنُخَب) بحُسن نية.. ان "مرد هذه الأخطاء ان بعض المسؤولين يفكرون بالإنجليزية وينطقون بالعربية " فتأتي المفارقة..
الصحيح وحديثي للسيد المترجم المتبرع من ابناء النُخَب ان هذا الذي يفكر بالإنجليزية فقط غيرُ معنيِِ بقضايا اخرين.. وإلا لما كان عميد الأدب العربي طه حسين خريج السوربون بتفوق، وزير تربية في بلده ينبري حتى اخر نَفَس لاعلاء لغته العربية وكذا ادوارد سعيد أستاذ جامعة كولومبيا وصاحب (الاستشراق) يقوم بذات الدور نحو أمته ولغته ، أو عالم الذرة العالمي مصطفى مشرفة، ومن (حارتنا) الكبار علي محافظة ومحمد عدنان البخيت وعلي نايفة بكل اختراعاته، ومئات من علماء الأمة..
نحزن ونحن نتابع الفجوة وهي تتسع بين المواطن الطامح بالمفاتحة والمكاشفة التي نراها كل يوم مع جلالة الملك في لقاءات يومية مع الشباب وبعفوية الملك الذي يعتذر بعد انسكاب كوب من الماء لاحد مرافقيه الطيبين، وبين وزير تخبرنا صحيفة انه وتحت استار الليل البهيم يتلقى مكالمة من مواطن حول قضية عمالية فيستجيب وكان الخبر الصحفي هو القيمة ، وليس الاستجابة بعيداً عن الأضواء..
قفز الى ذاكرتي وسط هذه( الميمعة) مشهد الفنان فؤاد المهندس في احدى مسرحياته وهو يروي لآخر، كيف دخل الى (ساونا الرجال ) وهو يبحث عن المأذون وسط الظلام فقضاها " يتلمس... ويعتذر"!!
استهلالّ سيجد حتماً ارتياحاً لدى اصحاب الدولة والمعالي والسعادة من ولاة أمرنا..
لكن طبيعة المكاشفة التي علينا ان نقف أمامها في هذا الظرف الصعب ، تضعنا في مواجهة أزمة اصعب وأكثر خطورة ، هي خطاب المسؤولين ورواياتهم الرسمية والشخصية للمواطن، ذلك ان كلام المسؤول حين يتصدى للخدمة العامة ينبغي ان يكون كلاماً مسؤولاً أيضاً .. وإلا لما كانت التصريحات والعبارات المنتقاة ( على قاعدة المصداقية) طبعاً .. هي أساس عمل من انضوى تحت قاعدة المسؤولية العامة، كما في كل بلدان الدنيا التي تَرَسَخَ لدى مؤسسات صناعة المسؤول والقرار فيها أهمية الاختيار والترشيح والتوزير و( التنويب) والأخيرة بمعنى صناعة السيد النائب..
اسوق الحديث ونحن في خضم معركة ضروس بين ما يقوله الموظف العام الكبير والصغير .. !! وبين ما يقع تحت أيدي عتاة السوشيال ميديا على مناضد التشريح الإلكترونية ..
معركة فشلت فيها الحكومة منذ يومها الأول.. فما فتىءَ مسؤول فيها الا واطلق تصريحا متسرعاً أو رديء الصياغة ثم سارع للشرح والتوضيح و" تنزيل" الترجمة..
في ترجمات السينما العالمية كانت عبارة( تباً لك) تتكرر في عشرات المواقع نظرا لدواعي الرقابة والذوق العام.. وتصريحات بعض الوزراء تقول في غير موقع" تباً " .. دون ان نعرف المعنى الحقيقي الذي ورد في السيناريو والحوار..
اتساءل كم نحن بحاجة الى بيانات التوضيح التي تصدرها دوائر الاعلام في الوزارات في خضم هذه التصريحات المتلاحقة مرة عند وزيرة تخطيط سابقة وأخرى من وزير تخطيط عامل وثالثة عند وزراء في قطاعات تعرفونها جيداً أو عند وزير اخر.. نفى ثم اكد بارتباك ،وانهى روايته ب" الدروس المستفادة"..!؟
تصريحات بالجملة عاد بعضهم لتوضيحها وشرحها وكأن المشكلة في جمهور المشاهدين وليس في المخرج والكاتب والمترجم..
بتنا ونحن نستمع لهذه البيانات وكاننا جمهور عربي يتابع فيلماً هندياً بنكهة لاتينية وحبكة (آكشن ) أمريكية .. والشاطر يفهم..
اغرب تعليقات احد المنتمين ( للنُخَب) بحُسن نية.. ان "مرد هذه الأخطاء ان بعض المسؤولين يفكرون بالإنجليزية وينطقون بالعربية " فتأتي المفارقة..
الصحيح وحديثي للسيد المترجم المتبرع من ابناء النُخَب ان هذا الذي يفكر بالإنجليزية فقط غيرُ معنيِِ بقضايا اخرين.. وإلا لما كان عميد الأدب العربي طه حسين خريج السوربون بتفوق، وزير تربية في بلده ينبري حتى اخر نَفَس لاعلاء لغته العربية وكذا ادوارد سعيد أستاذ جامعة كولومبيا وصاحب (الاستشراق) يقوم بذات الدور نحو أمته ولغته ، أو عالم الذرة العالمي مصطفى مشرفة، ومن (حارتنا) الكبار علي محافظة ومحمد عدنان البخيت وعلي نايفة بكل اختراعاته، ومئات من علماء الأمة..
نحزن ونحن نتابع الفجوة وهي تتسع بين المواطن الطامح بالمفاتحة والمكاشفة التي نراها كل يوم مع جلالة الملك في لقاءات يومية مع الشباب وبعفوية الملك الذي يعتذر بعد انسكاب كوب من الماء لاحد مرافقيه الطيبين، وبين وزير تخبرنا صحيفة انه وتحت استار الليل البهيم يتلقى مكالمة من مواطن حول قضية عمالية فيستجيب وكان الخبر الصحفي هو القيمة ، وليس الاستجابة بعيداً عن الأضواء..
قفز الى ذاكرتي وسط هذه( الميمعة) مشهد الفنان فؤاد المهندس في احدى مسرحياته وهو يروي لآخر، كيف دخل الى (ساونا الرجال ) وهو يبحث عن المأذون وسط الظلام فقضاها " يتلمس... ويعتذر"!!