الرد الفلسطيني على ترامب ... !!!
جهينة نيوز -زاوية سناء فارس شرعان
الرد الفلسطيني على ترامب ... !!!
منذ ارتكب الرئيس الامريكي دونالد ترامب جريمته بحق القدس المتمثلة بالاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة للكيان الصهيوني والعالم بأسره بانتظار الرد الفلسطيني والعربي والاسلامي على هذا القرار الخطير ...
الا ان الردين العربي والاسلامي سبقا الرد الفلسطيني نظرا للوضع الفلسطيني المعقد مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وانعقاد اجتماع لوزراء الخارجية العرب بدعوة من الاردن قرر الوزراء خلاله رفض قرار ترامب رفضا قاطعا وتمسكهم بأن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية الموعودة واعتبار قرار ترامب يعرقل عملية السلام المبنية اساسا على حل الدولتين وبعد ايام عقد قمة لرؤساء منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيث قررت القمة الغاء قرار ترامب وعدم الاعتراف به ...
السلطة الفلسطينية التي اضاعت فرصة تاريخية بالغاء قرار ترامب بموجب قرار صادر عن مجلس الامن من خلال عدم ذكرها في طلب قرار مجلس الأمن الذي اعدته مصر ضد الولايات المتحدة ما يحظر عليها التصويت على القرار فكأنها هيأت القرار لترفضه واشنطن من خلال استخدام حق النقض «الفيتو» ارادت الرد من خلال اكتساب عضوية كافة المنظمات الأممية الأمر الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فوجدت نفسها قد فشلت تماما في الرد على قرار ترامب وتعود الآن لتطلب من الدول العربية مقاطعة الدول التي تستجيب لنداء الرئيس الامريكي بنقل سفارتها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس.
ويأتي هذا الطلب استجابة لقرارات القمم العربية اعوام ١٩٨٠ في عمان و١٩٩٠ في بغداد و٢٠٠٠ في القاهرة التي اكدت جميعها مقاطعة الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس ... ويبدو ان الرد الفلسطيني للوهلة الاولى ضعيف وغير قادر على مواجهة قرار ترامب فكيف باسقاطه والغائه رغم اعتراف الرئيس الامريكي بان عملية السلام قد تعطلت جراء قراره ضد القدس ملوحا بوقف المعونات المالية للسلطة الفلسطينية ..
الدول العربية واجهت قرار ترامب بصلابة وشجاعة من خلال تصويتها ضده في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة رغم التهديد الامريكي بوقف المساعدات الاقتصادية للدول التي تصوت ضد قرار ترامب في الجمعية العامة ... اما الآن فهل يمكن للدول العربية ان تقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الولايات المتحدة وخاصة الدول التي تعتمد في موازناتها على المساعدات الامريكية خاصة وان هذه الدول تزيد عن نصف اعضاء الجامعة العربية بما فيها السلطة الفلسطينية نفسها التي اهتزت كثيرا عندما رفضت الادارة الامريكية بتجديد ترخيص مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
واذا كانت بعض الدول العربية انسجاما مع مبادئها تتبنى القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية مستعدة لقطع العلاقات مع واشنطن والروابط التي تجمعها معها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا ما يؤدي الى انقسام الصف العربي وعدم قدرة العرب على المحافظة على وحدتها واضعاف وجودهم في المحافل الدولية ...
من المؤكد ان ينعكس هذا الامر على الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي وعددها ٥٨ دولة حيث لن تستطيع الغالبية من هذه الدول تطبيق قرارات القمة العربية بمقاطعة الدول التي تنقل سفاراتها من تل ابيب الى القدس ... قد تستطيع هذه الدول او بعضها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دول صغيرة لا تأثير لها مثل جمهوريات الموز وبعض الجزر المترامية في البحار والمحيطات الا انها لا تستطيع مقاطعة الولايات المتحدة ودول اخرى مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا التي دأبت على مساعدة الدول الفقيرة ماليا وتكنولوجيا وثقافيا وسياحيا وتبعا لذلك لا تستطيع هذه الدول العيش دون هذه المساعدات.
كما انه حري بمنظمة التحرير او السلطة الفلسطينية ان تبدأ بنفسها بالرد على قرار ترامب قبل الطلب من الدول العربية والاسلامية من خلال الاعلان عن فشل عملية السلام والغاء معاهدة اوسلو التي اعترفت بموجبها منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني على ما مساحته ٧٨ في المائة من مساحة فلسطين التاريخية ... بالاضافة الى سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني ووقف كل اشكال التعامل معه بما في ذلك وقف التنسيق الامني واتاحة الفرصة للجماهير الفلسطينية باطلاق الانتفاضة الثالثة ضد المحتل الصهيوني وعدم التصدي للنشاطات الكفاحية التي يقوم بها الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال ... وبعد ذلك تبادر السلطة الفلسطينية الى الطلب من الدول العربية لقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس بما فيها الولايات المتحدة الامريكية ... ؟؟؟