وطنـي .. ولـكن ؟!
جهينة نيوز -سامر نايف عبد الدايم
منذ أزمنة بعيدة رسم الفلاسفة والمفكرون صورا لمجتمعات بشرية مثالية تصوروا أنها أفضل الدول التي يمكن أن تحقق للناس السعادة والأمن والطمأنينة والرفاهية والرخاء المطلق، واتفق هؤلاء على ان ( الوطن المثالي) هو النموذج الأمثل الذي يجب أن تسعى الإنسانية لتحقيقه.
فهل من حقنا نحن أن نحلم بوجود وطن مثالي، وما هي مواصفاته ، وكيف يتحقق ؟.. أسئلة تكررت كثيراً لكنها بلا إجابات شافية حتى اللحظة.. وشخصياً قرأت الكثير مما كتب عن الأوطان الفاضلة قديما وحديثا وفكرت مليا في مواصفاتها فوجدت أنها ممكنة الوجود !!
إنها كل دولة يسود بين شعبها الألفة والبشاشة والكرم والتواضع، والسعي للإصلاح ، والمودة والرحمة بين الأزواج، وإعانة المحتاج، واحترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، ولين الكلام ولطفه، وسلامة الصدر من الأحقاد، وتجنب الغش والكذب،وتنزيه النفس عن الغيبة والنميمة ، والنظافة والنظام وإتقان العمل.
والمتأمل في العبادات يجد أنها تجسد كل هذه المعاني، ومن مواصفات (الوطن المثالي) كذلك إنها مليئة بالحب والعطف،لا يوجد فيها سرقة وقتل وظلم، ولا ما يعكر الصفو، وعندما يمر أحد بجانبك يلقي عليك السلام ويصافحك بكل مودة وصدق، وإذا اشتكى فيها أحد هب الجميع لمساعدته ، صادقة صريحة عادلة، سكانها يحبون بعضهم بعضا واثقين من بعضهم.
وفي ( الوطن المثالي) يتمتع الشعب بجميع أنواع الخدمات بأرقى وبأنظف ما يمكن أن يتصوره المرء.. فأساس هذا الوطن الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. في كل مكان منه تجد المثالية والوعي والرقي.. متميزة في سلوكيات أهلها.. مثالية في كل ما تقدمه لسكانها الأفضل في شتى المجالات وفي كل المواقع..
تتنافس على الجمال والنظافة والنظام.. يتعامل الجميع فيها بمبدأ الصدق والصراحة والنزاهة والثقة ..
لعلكم تتفقون معي أنه لو وجد وطن بهذه المواصفات، لكان ( الوطن المثالي) ؟!!//
@samerN13