الوقف الخيري والتعليم
جهينة نيوز -
د . جميل الشقيرات
الوقف الخيري هو مال أو عقار يتبرع به مالكه لصالح المجتمع كصدقة جارية ينتفع بها كبناء المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الايتام والمسنين لأن مثل هذا الوقف يحقق فوائد كثيرة منها التقرب إلى الله( اذا مات ابن ادم إنقطع عملة إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) كذلك يوطد مثل هذا الوقف التألف بين الناس ويبث روح الخير والتصدق وينزع الكره والحقد والبغضاء بينهم.
لقد فطنت وزارة التربية والتعليم لأهمية الوقف التعليمي وقامت بالشراكة مع وزارة الأوقاف بإطلاق مبادرة الوقف التعليمي في شهر نوفمبر عام ٢٠١٨تحت عنوان (التعليم مسؤولية دينية ووطنية) كان الهدف منها هو زيادة الوعي المجتمعي بشأن الوقف في مجال التعليم والاهتمام بتوجيه الوقف المالي الى دعم العملية التعليمية في كافة مراحلها وبناء المدارس وتجهيز المختبرات والمكتبات بإحتياحاتها اللازمة حيث أن وزارة التربية والتعليم لن تستطيع بمفردها مواجهة التحديات التي تواجه النظام التعليمي سواء في نقص المدارس وزيادة أعداد الطلبة وتوسع نظام الفترتين لذا لا بد من أن يقوم ميسورو الحال ببناء المدارس وتقديم المساعدة لوزارة التربية والتعليم في تحمل جزء من الأعباء التي تقع عليها وقد سمعنا بأن هنالك اشخاصا قاموا ببناء مدارس في مناطقهم مما يبشر بتغيير الصورة النمطية عند الميسورين الذين يقومون ببناء المساجد فالمدرسة أو الجامعة لا تقل أهمية عن المسجد حتى أننا نعلم بأن كثيرا من الجامعات والتي إستحوذت على قائمة أفضل الجامعات ونجحت في تحقيق أغراضها التعليمية كانت بالأساس وقفا تعليميا ومثال ذلك جامعة هارفارد الشهيرة والتي أخذت أسمها من اول المتبرعين لها وهو(جون هارفرد).
فالوقف التعليمي يعتبر عاملا مؤثرا في تقدم وتطور المؤسسات التعليمية ويسهم إسهاما كبيرا في تحقيق جودة التعليم ومنح الطلبة الحق في التعليم وتكافؤ الفرص ويطور العلاقة الإيجابية والشراكة النافعة بين مختلف قطاعات المجتمع وبث روح التنافس على تقديم كل ما يدعم الجوانب التعليمية والثقافية والفكرية والإنسانية لمواطننا الكريم
فمن أجل تفعيل مشروع الوقف على التعليم في وطننا كمشروع نهضوي قادر على صناعة المعرفة وإعداد أجيال قادرة على العطاء والولاء والإنجاز للوطن لا بد من إجراءات عملية وخطط ممنهجة من أجل توجيه الميسورين والراغبين في دعم وتطوير التعليم .
بالرغم من تأخرنا في طرحة رغم حاجتنا الماسة اليه من أجل مواكبة النهضة التعليمية في كافة مراحلها التي يشهدها الوطن .
قال تعالى(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)صدق الله العظيم//.