مدارسنا والمستقبل
جهينة نيوز -
د. جميل الشقيرات
المدرسة هي المؤسسة النظامية التي أسسها المجتمع وأوكل إليها مهمة تربية وتعليم وتهذيب الأجيال إيمانا منه بدورها الهام في إعدادهم وترسيخ كافة القيم الدينية والوطنية والأجتماعية والاقتصادية الأيجابية في أذهانهم من أجل غدٍ مشرق لهم.
فإذا أردنا لمدارسنا أن تكون بوابات عبور لمستقبل أبنائنا فلا بد من وضع خطط وإستراتيجيات محكمة تحدد رؤيتنا لبناء جيل يعتز بقيمه ووطنه ويسعى نحو الابداع ومواجهة التحديات المعاصرة وتتضمن هذه الخطط والاستراتيجيات ضرورة إيلاء العناصر التالية جُل الإهتمام من قبل أصحاب الشأن والمعنيين بنهوض الوطن وتقدمه وهي الإدارة المدرسية،المعلم ،والبيئة التعليمية.
فعلى الإدارة المدرسية أن تكون إدارة فعالة وقادرة على إدارة شؤون المدرسة وتوجيه المعلمين والطلبة نحو العطاء والإنجاز وتمتلك مهارات حديثة في التخطيط والتنظيم والمتابعة من أجل توفير بيئة تعليمية إيجابية تضمن جودة التعليم وتُكسب المعلمين والطلبة الشعور بالرضا والفخر تجاه مؤسستهم التربوية.كما يتوجب على الإدارة المدرسية الحديثة القيام بكافة الأدوار التي تعزز تحقيق كافة الأهداف التي تسعى لها المدرسة كدوره الاشرافي والفني على كافة الأنشطة والفعاليات داخل المدرسة ودوره كصانع قرار ومركز معلومات وإتصال قادر على تنمية العلاقات الإنسانية داخل المدرسة ومع البيئة والمجتمع المحلي.
أما ونحن نعيش في عصر المعلومات المتسارع والتدفق المعرفي في كافة حقول العلم فلا بد من تسليط الضوء والاهتمام بمعلم المستقبل من ناحية إختياره وإعداده وتأهيله لأنه هو العامل الحاسم والوحيد في تحسين جودة التعليم فلا بد من وضع معايير متقدمة لإختيار المعلم وتأهيله تتضمن توفر اتجاهات إيجابية لديه نحو مهنة التعليم ومهارات متقدمة في الاتصال والحوار وطرائق التدريس من أجل إستخدامها في تشجيع وتنمية قدرات الطلبة وحثهم على التفكير الناقد وحل المشكلات.
إضافة لذلك لا بد من أن تتوافر في المعلم سمات شخصية تساعده على إداء رسالته باقتدار ومنها التميز في موضوع تخصصة وقدرته على إقامة علاقات ديمقراطية وتعاونية مع المعلمين والطلبة وقدرته على ضبط النفس في المواقف الصعبة والأخلاق الحميدة والتعامل مع الطلبة بعدل ونزاهة وإحترام لان الطالب أخي المعلم ينسى ما علمته لكنه لا ينسى كيف عاملته.
ما يتعلق بالبيئة التعليمية فهي إحدى المكونات الأساسية للمدرسة ولا يقتصر مفهومها على المكان الذي يتلقى فيه الطالب التعليم بل هي أيضا الأسلوب التعليمي وتفاعل الطلبة مع المعلم وكافة الوسائل المادية والبشرية المتوفرة في المدرسة فمن الضروري أن تكون البيئة التعليمية في مدارسنا محفزة للطلبة على التعليم وتفعّل لديهم مفاهيم الحوار الهادف والنقد البناء والتواصل وليس التناحر وتغرس في نفوسهم الثقة بالمستقبل والاعتزاز بالهوية الوطنية وتحصنهم من بعض السلوكيات التي تسيء للدين أو للعادات والتقاليد التي تربوا عليها وكذلك توفر البيئة التعليمية للطلبة التوعية بالمخاطر والظواهر التي يشهدها المجتمع كالمخدرات والعنف بأنواعه المختلفة والتنمر الالكتروني كل ذلك من أجل أن تكون مدارسنا آمنة يتلقى الطالب التعليم فيها بكل طمأنينة وامان.
نعم المدرسة هي طريقنا نحو المستقبل ومن أجل أن يكون مستقبل أجيالنا افضل فعلينا الاهتمام بمدارسنا ومخرجاتها لنسير واثقين نحو المستقبل على إعتبار أن التعليم اعظم إستثمار//.