الانسان المحرك ... والانسان المرساة !!!
جهينة نيوز -المهندس هاشم نايل المجالي
على ضوء المتغيرات والمستجدات والضغوط الخارجية في ظل التحديات قامت الحكومات المتعاقبة بسلسلة من الاجراءات منها رفع الاسعار على كثير من السلع والمواد والمدخلات واسعار الكهرباء والماء والمشتقات النفطية والضرائب بانواعها وغيرها ، مما اثقل كاهل المواطن خاصة اصحاب الدخل المحدود والتجار وغيرهم فهناك من المواطنين من استسلم لليأس ولم يعد يرى بصيصاً من الامل يدعوه للتفاؤل والمضي قدماً في مسيرة هذه الحياه ، واصبحت نفسه متشائمة واحالت ايامه الى حلكة معتمة لا بصيص لخيوط النور فيها ، فاليأس حينما يتحكم في النفس فانه يقتلها ويوترها ويفقدها لذة السعادة والحياة ، فتستسلم له بانهزامية ويسحبها الى برودة الاحلام والاماني المذبوحة بسلاحة البغيض .
لكننا نعلم ان هناك من حارب اليأس والفشل وسجل اسطورة نجاحاته بكل ارادة وتصميم ، فالانسان الناجح لا يستسلم ابداً للازمات ، فاليأس معناه القنوط وهو قيد ثقيل يمنع صاحبه من العمل والانتاجية ، فيقبع في مكانه وغير قادر على الاجتهاد ليغير واقعه لانه محبط ، ويصيب الاحباط الروح والعقل معاً فيفقد الانسان الامل في تغيير احواله ، فهناك اناس مستعجلون لمعالجة الامور قال تعالى ( وكان الانسان عجولا ) الاسراء ، والمتعجلون هم اقصر الناس نفساً واسرعهم يأساً وقال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) ، فحين تشتد الازمات وتتفاقم على الدولة وعلى المواطن يأتي اليسر والفرج فالله كريم والامر قد يكون في ظاهره اساءة ثم تكون العافية خيراً ونفعاً فلننظر للامور بعين من التفاؤل واعادة ترتيب البيت الداخلي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) فافتح نوافذك ودع النور يغزو حجراتك المظلمة وزواياها الكئيبة.
ونحن نعلم ان هناك اناسا يحاولون اقناعك بالتخلي عن رؤيتك التفاؤلية وانه ليس من الممكن الاصلاح والتغيير فهم سارقو الاحلام فعلينا ان لا ننصت اليهم ، فهناك نوعان من الناس كما يقول الخبراء نوع المرساه ونوع المحرك ، حيث ان الاشخاص المحرك هم الاشخاص الذين يتحركون باتجاه هدف يسعون ويعملون لتحقيقه ويطورون اعمالهم لغايات التطوير والتكيف ، اما الاشخاص المرساه فهم الاشخاص المحبطون السلبيون الذين يجرونك نحو الاسفل لتقبع بالاسفل ، من هنا على الانسان ان يختار الاشخاص المحركين الفاعلين وليس الذين هم على شكل المرساه ، والعقل كالحقل وكل فكرة نفكر فيها من اجل تجاوز الازمات هي بمثابة عملية ري ولن نحصد سوى ما نزرع من افكار سلبية او ايجابية ، وان خسارة معركة ما في كثير من الاحيان تعلمك كيف تربح الحرب وكلما تنافس الانسان مع نفسه وذاته تطور .
نحن الان امام امر واقع في ازمة مالية نتيجة ضغوطات خارجية لاملاء سياسات وقرارات مصيرية علينا ، وتم وقف الدعم المالي والمنح لاقامة المشاريع ولم يعد هناك خيارات اخرى بعد ان فشلت الحكومات المتعاقبة بجذب الاستثمارات الخارجية وهروب الاستثمار الداخلي والصناعيين وغيرهم وتفشي الفساد ، مما ادى ذلك كله الى عجز بالميزانية للدولة ولم يكن لديها إلا خيار رفع الاسعار على كل شيء ، وكذلك الضرائب بانواعها ، والحل الوحيد هو جيب المواطن الذي لا حول ولا قوة له فعليه ان يتكيف ويغير نمط معيشته ويسعى جاهداً لان يكون الانسان المحرك وليس المرساه .//
hashemmajali_56@yahoo.com