banner
كتّاب جهينة
banner

وزارة البيئة والسيول

جهينة نيوز -

وزارة البيئة والسيول

 

                                سامر نايف عبد الدايم

هل الاردن يغرق ؟ ما هي موجات الامطار الشديدة تلك التي نعيشها ؟ سيول في كل مكان ، ضحايا وإصابات .. هل نعمة الأمطار تتحول إلى نقمة تلاحق البشر؟

هل تحولت أمطار الأردن التي شهدتها مختلف المحافظات إلى نقمة تسببت في غضب رسمي وشعبي نتيجة السيول والإنجرافات التي أحدثتها غزارة الأمطار ،و خلفت أضراراً في الارواح والممتلكات، وغرق البيوت والشوارع!

الكل يعلم ان الأردن يعد من الدول الفقيرة في مصادر المياه الجارية ،وان مشكلة الجفاف وشح المياه هي قضية حيوية تؤثر على امننا الوطني ، لذلك علينا ان نشكر الله على هذه النعمة وان نكون على درجة كبيره من الوعي بأهمية هذه الامطار . ما دعاني لهذه المقدمة ما تم تداوله عبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعي من تذمر وغضب، بل وصل الحد ببعض الاشخاص الدعاء الى الله بايقاف تساقط الامطار وحرماننا من هذه النعمة !

وهنا نتساءل هل ما حدث من هطول لكميات كبيرة من الأمطار هو محض الصدفة ؟

تم نشر الكثير من المعلومات والافتراضات في اليومين الماضيين حول دور تغير المناخ في الأحداث الجوية الأخيرة في الأردن. من المهم استمرار هذا الاهتمام والإدراك ولكن من المهم التركيز على الحقائق العلمية.

في العديد من وسائل الإعلام تمت الإشارة عدة مرات إلى تقرير البلاغات الوطنية الذي قدمته الأردن لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ عام 2014 والذي أعدته وزارة البيئة وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حيث تم إعداد خارطة  للتنبؤات المناخية التي أعدها التقرير باستخدام نماذج حوسبية متقدمة ومعترف بها دوليا. قام بإعداد هذه النماذج خبراء في الجامعات الأردنية ومختصون من عدة مؤسسات وبالتعاون مع مركز أبحاث أوروبي مقره في فرنسا ، وباستخدام البيانات المناخية من دائرة الأرصاد الجوية للسنوات السبعين الماضية.

استخدم النموذج نوعين من السيناريوهات المناخية. السيناريو الأول 4.5 يفترض أن تتزايد انبعاثات غازات الدفيئة عالميا حتى تصل الذروة عام 2040 ثم تنخفض نتيجة إجراءات دولية وهذا هو هدف اتفاقية باريس.

 السيناريو الثاني 8.5 يفترض عدم وجود تخفيض للانبعاثات في العالم وبالتالي زيادة الحرارة. حسب السيناريو الأول وهو الأكثر ترجيحا ستقل كميات هطول الأمطار في كافة المناطق في الأردن باستثناء المناطق الجنوبية والشرقية حيث تزيد نسبة الأمطار.

هذا بالفعل ما نشهده حاليا ، وتشهده دول مجاورة مثل السعودية والكويت. هذا التقرير حاولت وزارة البيئة منذ اربع سنوات إقناع المؤسسات والوزارات الأخرى بأهميته ولكن دون تجاوب باستثناء وزارتي المياه والزراعة واللتين قامتا بإجراء خطط تتصدى لتغير المناخ وكذلك وزارة التخطيط التي وضعت تغير المناخ جزءا من برنامج رؤية الأردن 2025. ولمن يريد الإطلاع على التقرير المفصل موجود في وزارة البيئة ويمكن تزويدكم بمعلومات كاملة عن التنبؤات المناخية في الأردن حتى لعقود قادمة.

 وزارة البيئة من الوزارت التي تمتلك من الخبرات والطاقات البشرية المتميزه ليس فقط على مستوى الدول العربية بل العالمية ، والاولى من حكومتنا أن تتبنى وتدعم هذه الوزارة ليكون لدينا أساس قوي ومتين يقوم عليه علم الارصاد في بلدنا الحبيب.

لنرجو المولى سبحانه وتعالى أن "يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ، ويحفظ شعب الأردن وقيادته من كل سوء ومكروه ، إنه سميع مجيب".//

 

@samerN13

 

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير