2024-12-24 - الثلاثاء
banner
كتّاب جهينة
banner

اخطأنا..وظلمناك دولة الرئيس

جهينة نيوز -

جهاد ابو بيدر

 

لم اكن سعيدا باختيار الدكتور عمر الرزاز رئيسا للحكومة لانني من اكثر الناس الذين يعرفون الدكتور معرفة وثيقة ومنذ سنوات..واعلم تمام العلم أن الرئيس الحالي كان مرشحا لهذا المنصب منذ سنوات حتى تآمر عليه مسؤول في الديوان الملكي واحبط مخطط تسليم الرزاز مقاليد الحكومة..

بدافع الغيرة والحسد وبطريقة جهنمية لا تخطر على

بال بشر..والرئيس يعرف عن ماذا اتحدث!!! اقول انني لم اكن من السعداء ..لانني احب عمر الرزاز واعرف مدى نظافة الرجل واحترامه لنفسه وطيبة قلبه وفكره المتنور ولكن هل هذه الصفات التي نحتاجها في رئيس حكومتنا فقط..

قوبل اختيار الرزاز بالتهليل والترحيب والشعارات الرنانة ..واعتقد البعض انه قادم وبيده عصا سحرية لحل كل مشاكلنا العصية على الحل الا برحمة ومعجزة من الله او بقرار حازم وحاسم لفتح الكثير من الملفات..وزاد(الطين بله) تصريحات الرزاز نفسه والتي كانت تصريحات اقل ما يقال عنها انها تصريحات شعبويه جعلت الشعب يعتقد أنه سيستيقظ باليوم الثاني والحياه( قمره وربيع) وان لا ضرائب ولا غلاء اسعار ولا مشاكل ولا منغصات...تلك التصريحات دفعت البعض للاعتقاد أن الرئيس وعلى رأي عادل امام " هشتكنا وبشتكنا يا ريس..ده انت رئيس والنعمه كويس" والبعض الاخر اعتقد اننا سنتحول الى سويسرا العرب..فسحب قانون الضريبه واعتقد ان اعتصام الرابع هو من اتى به الى سده الرئاسه..وها نحن ندفع ثمن الاعتصام بقانون ضريبه اسوأ من قانون هاني الملقي

..جاء الرزاز من اجل ايجاد الحلول الاقتصاديه فتحدث بكل شئ الا الاقتصاد..جاء الرزاز ليعيد الثقه بين المواطن ومؤسسات الدوله..فتدمرت هذه العلاقه ووصلت الى ادنى مستوياتها بعد حوادث السيول الاخيره..جاء الرزاز لبناء علاقه سياسيه مميزه بينه وبين النواب والاحزاب...فارتمى بأحضان المعارضه واصبح همه واول اولوياته ارضاء كتلة الاصلاح تحت القبة او المعارضه في الاحزاب..هدفه متابعه كل ما يتحدثون به وعنه وتصحيحه..مع احترامي لهم وهو ليس انتقادا لهم بل نقد للرئيس وحكومته على هذا الارتماء لارضاء جهه بعينها حتى يبقى صوتها منخفضا وكأن الصوت العالي هذه الايام في بلدنا هو العنوان.

جاء الرزاز وفي جعبته الكثير ليقدمه ولكن ما جرى حتى الان..نعلم جميعا انه اسوأ مما كنا عليه قبل خمسة اشهر..ولانني احب عمر الرزاز لشخصه ساقول له التالي..كنت اتمنى ان تبقى وزيرا او مديرا لانك كنت مبدعا.

وقادرا على القيام بعملك على اكمل وجه....وكنت تستطيع أن تتعامل مع اي موقف مهما صعب لانك بعيد عن الاضواء والضغوط..كنت اتمنى ان تبقى كما كنا نعرفك تعمل بصمت دون ضجيج وتحقق التقدم خطوه خطوه..لا ان تحمل كل هذه الملفات وانت غير قادر على اكمال ملف واحد على الأقل..اعرف ان الظروف تعاكسك..ولكنني اعلم ان داخلك يأبى الا ان يستمر بالمحافظه على ارثك وارث ابيك وانك في نزاع بينك وبين نفسك بأنك تريد أن تخرج من الدوار الرابع كما دخلت..صاحب شعبيه كبيره وهذه الشعبيه ستمنعك من اتخاذ القرارات الصعبه رغم انك تعلم انك في مهمه مستحيله..ايها العزيز الرئيس الفاضل ما نحن بحاجه له الان رئيس لا يهمه تويتر ولا الانستغرام ولا ارضاء هذا او ذاك ولا رئيس لا يستطيع أن يقول لا ..في وجه احد..نريد رئيسا انتحاريا فعليا يعيد لمؤسسه الوطن هيبتها..رئيسا قادرا على اتخاذ اي قرار صعب مهما حاولت قوى الشد العكسي ان تعانده..نريد رئيسا يصدمنا بالحقيقه لا ان يجامل قتيبه فكل شبابنا قتيبه..نريد رئيسا يحدثنا وجها لوجه لا رئيسا يخاطبنا عبر تويتر..نريد رئيسا صعب المراس واثق الخطوه واالخطه ..نريد رئيسا ان طلب منا شد الحزام ان نراه في الميدان يستعيد جزءا من مال الناس..لا نريد رئيسا يتغنى بمحاربه الفساد ولا يرينا الفاسدين من هم وماذا سرقوا.

نريد رئيسا لا تهمه الشعبيه الانيه ..ولا رضا المعارضه والموالاه بل نريد رئيسا..يتحمل كل انتقاد ما دام يعلم انه على حق واننا سنقول يوما عنه انه كان على حق وانه تحمل كل شيء من اجل الوطن..دوله الدكتور..الوطن بحاجه لتضحيات كبيره واوضاع الناس من سيء الى اسوأ..لا تداعب عواطفهم فيستيقظون على الحقيقه المره..دعهم يشاركونك الازمه ويقترحون الحلول..ولو كانت هذه الحلول بسيطه فهي على الاقل لا مصالح من ورائها الا حب الوطن..المصارحه دوله الرئيس والمكاشفه هي الحل

من اجل ايجاد الحل..لا المواربه ومداعبه العواطف

نريد منك دوله الرئيس ان  تكون رئيسا فعليا لا تحكمه العواطف ولا المزاج العام ولا ارضاء هذا او ذاك..وقتها فقط سنكون معك.//

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير