banner
فن و مشاهير
banner

صابر الرباعي لـ"سيدتي": الوضع الفنّي خطير والنجوميّة أصبحت للأغنية وليست للفنان

{clean_title}
جهينة نيوز -

يعتز الفنان التونسي صابر الرباعي باختياره عراباً لأيام قرطاج الموسيقية التي تقام حالياً في تونس، ويعتبر اختياره أمراً تشريفياً ذو قيمة معنوية، مسدياً نصيحة لجيل الشباب لضرورة التعلّم ممّن سبقوه، ولعدم النشوة بنجاح أغنية لا يبنى عليها سوى نجاح مؤقت، محملاً الإعلام العربي مسؤوليّة تضخيم صورة بعض الفنانين الجدد.

على هامش المهرجان، "سيدتي" التقت بالفنان التونسي في دردشة قصير تحدّث خلالها عن تكريم الفنان الراحل وديع الصافي في نهاية المهرجان قائلاً

"تكريم وديع الصافي في تونس أمر يشرّفنا، وقد كان لبلدنا مكانة خاصة لدى الفنان الكبير الذي قام بزيارات عدّة إلى تونس.".

وأضاف "وديع الصافي ليس ملك نفسه ولا ملك لبنان، بل هو ملك للعالم العربي كلّه، وكل الناس تعشق فنّه وتغنّي له. هو مدرسة قائمة سيخلّدها التاريخ وتكريمه في أيام قرطاج الموسيقيّة أمرُ إيجابي لنا ويشرّفنا".

صابر الرباعي يلقي كلمة في حفل الافتتاح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صابر تحدّث عن مستقبل الفنّ العربي بعد رحيل الكبار وقال "دائماً ثمّة سجال بين الماضي والحاضر، لا أعرف ماذا يخبّىء المستقبل، ما يمكنني قوله أنّنا كفنّاني الحاضر، تعلّمنا من الماضي وأتمنّى أن يتعلّم جيل المستقبل منّا المثابرة والأمور الايجابية التي أوصلتنا إلى قلوب الناس بخياراتنا الفنيّة ومجمل مسيرتنا".

وتابع "لا شك أنّنا امتداد وتلاميذ لهؤلاء الكبار، لكن لكل زمن فنه وناسه وحتّى جمهوره، سمّيعة الزمن القديم مختلفون عمّا هم عليه اليوم، وينطبق الأمر على جمهور المستقبل".

وعن تشريفه بلقب عرّاب أيام قرطاج الموسيقيّة قال "أن أكون عرّاب أيّام قرطاج الموسيقيّة هو تشريف لي ولفتة كريمة من وزارة الثقافة التونسيّة وإدارة المهرجان. يشرّفني أن يتكرّم من خلالي الفنان التونسي وهو تشريف هو معنوي أكثر، بالنهاية نحن متواجدون لنعطي دعمنا من خلال استشارات ودورات وندوات".

صابر تحدّث عن الفجوة الفنيّة بين المشرق العربي والمغرب العربي الذي يقبل على الموسيقى المشرقية في علاقة من طرف واحد، إذ أنّ الفن المغربي يكاد يكون شبه غائب في العالم العربي، وقال "عدم تفاعل الجمهور المشرقي مع فن المغرب العربي يخلق نوعاً من الحاجز السيكولوجي بين المشرق والمغرب لأنّ الموسيقى هي عابرة للقارات.علينا أن نحاول تقريب الثقافات".

وأضاف "التفاعل لا يعني أنّ الموسيقى المشرقيّة لا تحب الموسيقى المغاربيّة بالعكس، قد يكون السبب عدم فهمها موسيقياً الأمر الذي أحدث انعدام التوازن هذا".

وأكمل صابر "الموسيقى هي نمط ولون وثقافات متجذّرة في التاريخ والعصور، يجب أن يكون لدى المشارقة تطلّعاً أكثر على الموسيقى المغاربية والعكس أيضاً. نحن تعلمنا الموسيقى المشارقية والمصرية والخليجيّة، نحن نتطلع إلى موسيقى المشرق أكثر مما يتطلع المشرق إلى موسيقانا".

صابر الرباعي مع وزير الثقافة محمد زين العابدين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وعن تأخّره في إصدار أعمالٍ جديدة في الآونة الأخيرة قال "تأخّرت في إصدار عمل جديد لأنّي أشعر أنّ النجومية أصبحت للأغنية وليس للمطرب. بإمكان أي فنّان أن يصبح نجماً بنصف جملة أو كلمة، بل أصبح من يملك أغنيتين في أرشيفه يتحدّث بنفس نبرة فنان يملك خبرة عشرين عاماً ويقف معه على نفس المسارح، ويتعامل معه الإعلام بنفس الطريقة، وهذا أمر خطير لأنّه يحرق المراحل، الفنان الذي لديه أغنيتين ناجحتين بإمكانه أن يبني تاريخه عليها دون أن يحرق المراحل".

وعن جديده قال "لدي أكثر من عمل جديد مع الملحنين وليد سعد وفايز السعيد وسليم عساف كما أنّ لديّ أغانٍ من ألحاني، وهي جاهزة سنطلقها في الوقت المناسب".

صابر تحدّث عن وضع تونس بعد الثورة مؤكّداً أن المرحلة الحالية صعبة وحساسة وقال "لا نستطيع العودة إلى الوراء، يجب أن نبني على الحاضر وأن تكون لدينا رؤية للمستقبل".

وأضاف "العصور والسياسات والمناصب تتغيّر، الأهم أن يكون لدى الشعب انتماء لبلاده، وحس وطني أكثر من السياسي الذي تختلف رؤيته عن رؤية المواطن البسيط ابن البلد. ليس ثمّة تونسي لا يعتبر تونس أمّه ويغار عليها، لكنّ الوضع بشكل عام صعب، لا زلنا في عنق الزجاجة ولم نخرج منه بعد".

وختم قائلاً "الوضع صعب اجتماعياً واقتصادياً، إنّما هذه فترة وستمرّ. يجب أن نفكر بالبناء ليس للحاضر بل للمستقبل لأولادنا وأولاد أولادنا. المرحلة صعبة لكنّنا سنتخطّاها".

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير