كتّاب جهينة
banner

حسين الجغبير يكتب : الشر الأكبر ينهار

{clean_title}
جهينة نيوز - حسين الجغبير 

يوم صعب عاشه الأردنيون أمس وقد كشفت الأجهزة الأمنية عن مخطط لعملية إرهابية كانت جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة تنفذه على الأرض الأردنية؛ لضرب استقرار البلد وأمنها، وتهديد حياة الآمنين من أبناء هذا الوطن، وعلى يد إخوتهم ممن يحملون الجنسية الأردنية.
صدمة كبيرة ما يزال الواحد منا غير قادرٍ على استيعابها والتعاطي معها، وإن كنا نعلم جيدًا الارتباطات الخارجية للإخوان المسلمين على مدار سنواتٍ طويلة، حيث كانت هذه الارتباطات تشكل تهديدًا للأردن، وبابًا للعديد من الدول والجماعات الطامعة بالتوغل داخل حدودنا لإطلاق العنان للفوضى حتى يكون لهم موطئ قدم، لكن في حقيقة الأمر لم نكن لنتخيل أن من يعيش بيننا ممن يفترض أن يكونوا جزءًا من تركيبة المجتمع، والحريصين على أمنه واستقراره، هم ذاتهم الذين يشكلون الشر الأكبر، والساعين إلى إعادة صياغة النسيج الأردني، والفكري والسياسي والأمني، والثقافي، لِتخلُ لهم الساحة.
طالما كان الأردنيون يراهنون على وحدتهم في وجه كل ما من شأنه أن يمس استقرارهم وأمنهم، وحياتهم، لدولة عاشت وما تزال وسط صراعات إقليمية، وتنغمس في تحديات اقتصادية، وهؤلاء الأردنيون طالما كانوا أيضًا متشددين في مواجهة كل من يحاول العمل على تحويل الساحة المحلية، لساحة دمار وفوضى، ولن يسمحوا لمن يحاول المساس بدولتهم، ويقفون وقفة رجل واحد خلف قيادتهم وأجهزتهم الأمنية، ليشكلوا وحدة واحدة وجدارًا ضخمًا مهما اختلفت توجهاتهم وإن اختلفوا مع الحكومات في سياساتها، وانتقدوها. هؤلاء الأردنيون لا يتسامحون مع أي شر يحيط بهم.
لا يمكن لنا أن نقبل إلا بأن يطبق القانون الأشد بحق هؤلاء الإرهابيين، مع حظر جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة ومنعها من مزاولة أي نشاط، ومحاسبتهم وفق قانون الإرهاب، حتى يطمئن الأردن بأن الدولة التي نجحت في كشف هؤلاء في وقت مبكر، وتابعت كافة تحركاتهم قبل القبض عليهم، هي ذاتها التي تحمل في يدها قوة تمارسها مع المخالفين، وهي ذات القوة التي تبث الطمأنينة في قلوب الأردنيين الأخيار ممن يخافون على بلدهم ويدافعون عنها بكل ما يملكون.
آن أوان أن تعيد الدولة حساباتها، واستراتيجية تعاملها مع مثل هذه الجماعات المتطرفة، وأن تغلق كافة الأبواب أمامها، فلا الحوار يفيد، وقد جربناها كثيرًا مع الجماعة أو حزب جبهة العمل الإسلامي، ولا منحهم مساحة حرية للتعبير عن سياستهم قد ترك أثرًا إيجابيًا، وهي سياسة لم يقدروها أو يحترموها، وقابلوها بمحاولة إرهابية ومخطط لو نفذ لقدر الله لكان ذهب بالأردن بعيدًا، وربما بالمنطقة كافة.
على الدولة أن تدرك اليوم أن كل أردني ينتظر منها القيام بما هو مطلوب بتطبيق سيادة القانون، واتخاذ إجراءات حازمة مع من لا يستحق أن يكون جزءًا من هذه الدولة، تحت أي ظرف، وبأية آلية.
ما حدث بالأمس، درس كبير وخطير، للشارع الأردني الذي استدار خلف هذه الجماعة بالعاطفة، ومورست عليه الشعارات الجوفاء والكذب، وعليه اليوم تقييم المرحلة الماضية ومخرجاتها، ودرس أيضًا للدولة لأن تعتمد منهج عدم إضاعة الوقت، ووضع النقاط على الحروف في كافة الملفات.



تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير