banner
مقالات مختارة
banner

د. أيوب أبودية يكتب:هل هناك وظائف خضراء قادمة؟

{clean_title}
جهينة نيوز -
هل هناك وظائف خضراء قادمة؟
د. أيوب أبودية
 أضافت التراجعات الاقتصادية على صعيد عالمي مزيدًا من الاضطراب للتغيرات العالمية في التوظيف المدفوعة بالتكنولوجيا، وقد اتضح ذلك في انجازات شركة Deep Seep الصينية في الذكاء الصناعي، والتي أدت الى خسائر بمئات المليارات من الدولارات في وادي سيلوكون. وفي خضم هذا التنافس الرأسمالي الشرس الذي لا يعرف الحدود، يتوقع اليوم أن تكون الوظائف الخضراء هي الأكثر استقرارا في العالم.
في ظل هذا المشهد الحالي لسوق العمل، يحلل تقرير مستقبل الوظائف لعام 2025 للمنتدى الاقتصادي العالمي تطور سوق العمل خلال السنوات الخمس المقبلة حتى عام 2030.  يستند هذه التحليل إلى مسح مستقبل الوظائف للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أُجري في أواخر عام 2024، والذي يجمع وجهات نظر أكثر من 1,000 صاحب عمل عالمي، يعملون بشكل جماعي.

معدل البطالة يتبع المعدل العالمي الإجمالي للبطالة، ولا يزال مرتفعًا عند 13%. تقييم معدلات الشباب الذين لا يعملون ولا يتلقون التعليم أو التدريب يبرز الفجوات بين الاقتصادات ذات مستويات الدخل القومي المختلفة. بينما تظل نسبة الشبان العالمية غير الملتحقين بالتعليم أو التدريب أو العمل ثابتة عند 21.7%، فإنها تبلغ 10.1% فقط للاقتصادات ذات الدخل المرتفع، وترتفع إلى 17.3% للاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأعلى.ثم ترتفع النسبة إلى 25.9% للاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأدنى و27.6% للاقتصادات ذات الدخل المنخفض.

وعلى الرغم من النظرة المعقدة المتزايدة لمفاوضات المناخ العالمية، تظل عملية الانتقال الأخضر أولوية للعديد من المنظمات على مستوى العالم.يقارب نصف أصحاب العمل الذين شملهم الاستطلاع (47%) توقع زيادة الجهود والاستثمارات للحد من انبعاثات الكربون كعامل رئيسي لتحفيز المنظمات. كما توقع 41% أن تؤدي الجهود والاستثمارات المتزايدة للتكيف مع تغير المناخ إلى تغييرات تنظيمية كبيرة. لقد مكنت هذه الأولويات الوظائف الخضراء من إظهار المرونة في السنوات الأخيرة، حيث ظلت معدلات التوظيف في القطاعات الخضراء مستقرة نسبيًا طوال الاضطرابات المتعلقة بجائحة كورونا في عام 2020.

استطلاع مستقبل الوظائف يجد أن القطاع الصناعي – الذي يشمل صناعات مثل وسائل النقل والطيران والتعدين والمعادن – يتوقع تحولاً تنظيمياً كبيراً مع زيادة جهود الشركات لإزالة الكربون، اذ يتوقع 71% من أصحاب العمل في صناعة السيارات والطيران و69% من أصحاب العمل في صناعة التعدين والمعادن أن يؤدي تقليص انبعاثات الكربون إلى تحويل منظماتهم لخدمة البيئة. نظرًا للطبيعة الكثيفة الكربون لهذه الصناعات، فإن إزالة الكربون ستحدث تحولًا كبيرًا في هذه الصناعات وقواها العاملة، حيث سيتطلب الأمر من العمال تحسين مهاراتهم وإعادة تأهيلهم للانتقال إلى وظائف بديلة أكثر اخضرار.

بينما تسعى الدول لتحقيق أهداف المناخ، تثار تساؤلات حول ما إذا كانت قواها العاملة مجهزة بالمهارات اللازمة لتلبية متطلبات مستقبل خالٍ من الانبعاثات. فالتحول نحو الممارسات المستدامة سيتطلب خبرة متخصصة ستتكبد تكاليف انتقال، خاصة لأولئك الذين يعملون في المهن الإنتاجية مثل المجمعين والمصنعين.وعلى الرغم من الزيادة العالمية بنسبة 12% في عدد العمال الذين يكتسبون المهارات الخضراء بين عامي 2022 و2023، فإن الطلب لا يزال يتجاوز العرض. إن إعلانات الوظائف التي تتطلب مهارة خضراء واحدة على الأقل ارتفعت بنسبة تقارب 22% خلال نفس الفترة. فللاستفادة الكاملة من الفرص التي يخلقها الانتقال الأخضر واستغلالها بطريقة عادلة وشاملة، فإن إعطاء الأولوية لتعليم المهارات الخضراء بات أمرا ضروريا.

هذا، وتظهر صورة مشابهة عبر مناطق العالم المختلفة. على سبيل المثال، في جنوبي شرق آسيا، يتوقع 72% من أصحاب العمل أن تؤدي جهود التخفيف من آثار المناخ إلى تحويل منظماتهم بحلول عام 2030، بينما يتوقع أكثر من نصفهم أن يؤدي التكيف مع المناخ إلى ذلك.بالمقابل، في وسط آسيا، يرى 19% فقط من المستجيبين أن الاتجاهات المناخية ذات صلة مهمة بأنشطتهم التجارية.

فبينما تسعى الدول لتحقيق أهداف المناخ، رغم النوايا السيئة للولايات المتحدة وتشجيعها الدول الكبرى على عدم الالتزام، خاصة الصين، حين تشكل مساهمة هاتين الدولتين وحدهما نحو 50 % من التلوث العالمي. لذا، تثار تساؤلات حول ما إذا كانت قواها العاملة مجهزة بالمهارات اللازمة لتلبية متطلبات مستقبل خالٍ من الانبعاثات. اذ يتطلب التحول نحو الممارسات المستدامة خبرة متخصصة ستتكبد تكاليف انتقال، خاصة لأولئك الذين يعملون في المهن الإنتاجية مثل المجمعين والمصنعين.

وعلى الرغم من الزيادة العالمية بنسبة 12% في عدد العمال الذين يكتسبون المهارات الخضراء بين عامي 2022 و2023، فإن الطلب لا يزال يتجاوز العرض. أما إعلانات الوظائف التي تتطلب مهارة خضراء واحدة على الأقل فقد ارتفعت بنسبة تقارب 22% خلال نفس الفترة.لذلك فما زال المجال مفتوحا للاستفادة الكاملة من الفرص التي تخلقها عملية الانتقال الأخضر واستغلالها بطريقة عادلة وشاملة، فإن إعطاء الأولوية لتعليم المهارات الخضراء بات أمرا ضروريا في الأردن.
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير