كسب جولة لا يعني نهاية المشروع.
![{clean_title}](https://johinanews.com/assets/2025-02-12/images/262935_10_1739316437.jpg)
حاتم النعيمات
يعتقد البعض أن كسب الجولة الحالية مع إدارة ترامب يعني أن مشروع التهجير قد انتهى، وذلك ظنًا منهم أن المشروع أمريكي، بينما هو في الحقيقة مشروع إسرائيلي استطاع تسخير القوة الأمريكية لصالحه.
التهجير والتوطين مشروعان مرتبطان بوجود الاحتلال الإسرائيلي ذاته، فالعقلية التوراتية الصهيونية لا تؤمن بالآخر منذ آلاف السنين، وتسعى دائمًا إلى احتكار الآدمية لنفسها. لذلك، لن تقبل بأي حال من الأحوال انتصار الديموغرافيا الفلسطينية على مشروع يهودية الدولة.
نحن في الأردن نواجه الرأس المدبب للنظام العالمي الراهن، المتمثل في المشروع الصهيوني، وقد لا أبالغ إن قلت إن السواد الأعظم من مشاكلنا كأردنيين ناتج عن هذه المواجهة. لذا، فإن سوء تقدير مراحل هذه المواجهة، واختزاله بكسب جولة واحدة، قد يجرنا إلى أوضاع خطيرة.
تقارب الأردنيين مع قيادتهم وتكاتفهم يشكل عنوانًا مهمًا جدًا في كبح جماح هذا المشروع، إذ لا يمكن إطلاقًا أن يكون هناك مكان لمن يشكك في الموقف الأردني. وكل هذه الاحتياطات يجب أن تتم ضمن عمل متناغم بين جميع المؤسسات والأفراد والقوى السياسية، خصوصًا القوى الوطنية الناشئة مؤخرًا.
الشق الإعلامي في المواجهة خطير جدًا، فلا يجوز أن تستضيف أي جهة إعلامية شخصيات كانت تدعو في السر إلى فرض المحاصصة من قبل الولايات المتحدة على الأردن، أو أخرى دعت إلى الاستفتاء على التهجير، ناهيك عن أصحاب نظرية الكونفدرالية مع الضفة الغربية، والتي تعني فعليًا ما عُرف تاريخيًا بـ”الخيار الأردني”. أما الجانب الآخر من الدور الإعلامي، فيكمن في المكاشفة والمصارحة، وتوصيف الواقع كما هو، دون خجل من إبراز الفرق بين رؤية السلطة ورؤية الشارع.
المقترحات الأمريكية الإسرائيلية ليست قدرًا محتومًا، ونحن في الأردن نمتلك علاقات ثنائية تبادلية مع جميع دول العالم وليس الولايات المتحدة لوحدها. لذا، فإن ضبط البعد الداخلي يعد أمرًا بالغ الأهمية، لأن البعد الخارجي يخضع لثوابت مصالحية كلاسيكية وتاريخية لن تتغير بشكل غير قابل للتوقع في نهاية المطاف.