قرار تجميد الوكالة الامريكية للتنمية ما الذي يخفيه الغموض؟
![{clean_title}](https://johinanews.com/assets/2025-02-10/images/262825_12_1739181757.jpg)
محسن الشوبكي
الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي ترامب بتعليق جميع برامج المساعدات الخارجية الأمريكية، التي تقدمها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID) لمدة 90 يوما لمراجعتها، ولاحقا ضم الوكالة إلى وزارة الخارجية الامريكية، بعد أن قرر (الملياردير ايلون ماسك) الإبقاء على (611) موظفا أساسيا في الوكالة من إجمالي (10) آلاف موظف في مختلف دول العالم يعكس حالة الصراع الداخلي في الولايات المتحدة الامريكية.
الإدارة الأمريكية وخاصة الرئيس ترامب يؤكد على إغلاق الوكالة، لان الفساد وصل إلى مستويات كبيرة، خاصة وأن من يقود الوكالة "اليسار الراديكالي المجنون"، فيما يرى (الملياردير ايلون ماسك) أنه لا يمكن اصلاح الوكالة، أما وزير الخارجية الأمريكي، يعتبر أن المساعدات الخارجية الأمريكية غير فعالة، ولا تفيد الشعب الأمريكي بشكل كبير.
- اسس الرئيس كينيدي الوكالة عام 1961، لمواجهة النفوذ السوفيتي في حينها، كوكالة مستقلة، تخضع لتوجيهات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي ووزير الخارجية ومجلس الأمن القومي، وتوجه الوكالة نشاطاتها للدول ذات الأهمية الاستراتيجية، ونحو (130) دولة ومنظمات غير حكومية ولا تقتصر نشاطها على الجانب الأغاني والتنموي، بل يمتد الى التمويل العسكري والامني، كإسرائيل وتايوان، واكبر (10) دول مستفيدة من الوكالة (اوكرانيا، اثيوبيا، الاردن، الكونغو، الصومال، اليمن، افغانستان، نيجيريا، جنوب السودان، سوريا) ويشار الى انه بلغت ميزانية الوكالة عام 2022، (70) مليار دولار وفي عام 2023، بلغت المساعدات (43) مليار دولار.
- الانتقادات الحادة التي يوجهها الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة لهذا القرار، يستند الى ان دور الوكالة اساسي في حماية المصالح والنفوذ الامريكي في العالم وانها تعزز الاستقرار وتكافح الإرهاب، وان تجميد نشاط الوكالة سيضعف النفوذ الأمريكي، وان الصين قد تستغل الفرصة لتوسيع نفوذها في العالم.
- بعض الاتهامات الدولية التي توجه للوكالة انها تقدم المساعدات لمكافئة شركائها السياسيين والعسكريين في العديد من دول العالم، كما وان الوكالة ترتبط بعلاقات وثيقة مع وكاله المخابرات الأمريكية، وان العديد من موظفي وكاله التنمية هم بالأساس ضباط مخابرات.
- يذكر ان قرار الإدارة الأمريكية بتجميد نشاطات وكاله التنمية ومن ثم ضمها لوزارة الخارجية، كانت قرارات سابقه لحكومات غربيه يمينيه حيث قامت كندا واستراليا عام 2013 بدمج وكالات مشابهه مع وزاره الخارجية لديهما وكذلك الحكومة البريطانية عام 2020.
- الخلاصة فان تجميد نشاطات الوكالة تعكس حاله صراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأمريكيين، وان ذلك سيؤثر فعليا على النفوذ الامريكي عالميا وبعكس ضعفا للقوى الناعمة الأمريكية، وسيؤثر على علاقات امريكا مع العديد من دول العالم، كما ان تجميد الوكالة يعزز من شعار (أمريكا اولاً) ويتساوق مع قرارات أمريكية أخرى بالانسحاب من العديد من المؤسسات الدولية المختلفة، ومن غير المستبعد ان يتم تجميد المساعدات المقدمة للضفة الغربية وغزه.
2