حسين الجغبير يكتب : لأجل ذلك لا نخاف
أجد خلال تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي بعضَ الهجوم على الأردن من بعض الناشطين. في حقيقة الأمر، لا أكترث كثيرًا لإدراكي أنهم يبنون أرائهم وانطباعاتهم بعيدًا عن الواقع. أي عن جهلٍ ببواطنِ الأمور أو عن قصد وتوجيه ما.
كما أجد الكثير من النشطاء العرب الذين يشيدون بالأردن ومواقفه ودوره الإقليمي الذي يفوق حجمه، وهم ممن يؤكدون أن الأردن دولة عصية عن التعرض لما يتعرض له جيرانها من أزمات لأسبابٍ عديدة، بعضها مرتبط بكونها دولة مؤسسات، والآخر لا يتوانى عن الإشارة إلى طبيعة المجتمع الأردني المتماسك وعلاقته مع قادته، وهذه العلاقة بنظرهم هي خط الدفاع الأول عن استقرار المملكة وأمنها وسيادتها ومستقبلها.
استرجع ذلك تعقيبًا على حديث جلالة الملك خلال لقائه أمس مع المواطنين في العاصمة عمان، وأكد خلالها في بداية حديثه على عزمه لأن يكون بيننا بعد زيارة جلالته لكل المحافظات، حيث قال جلالته "حب الأردن دائمًا يجمعنا".
وبين جلالته بكل ثقة وعزم أن "الأردنيون دائمًا على العهد، يد واحدة في تطويرِ الأردن وحمايته من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، والدفاع عن قضايا الأمة.. الأردن بخير وسيبقى بخير.. الله يحميكم ويحفظكم ويحمي وطنا وأنا على العهد معكم دائمًا".
هذا هو الأردن، في قوته وتماسكه ومتانته واستقراره، رغم العواصف التي تضربه بين الحين والآخر، عواصف خارجية وسياسية واقتصادية جراء عدم استقرار المنطقة التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، وصراع النفوذ الذي يعصف بالإقليم، ولولا هوية الأردن الثابتة والراسخة والقوية لما بتنا اليوم نتحدث عن تطور الأردن ونهضته، وهي المعادلة التي كان من الممكن أن تكون لا قدر الله سلبية لولا إدراك الأردنيين وقيادتهم أن المستقبل يكمن بالوحدة وحب الوطن وحب العمل والاجتهاد من أجله، وغياب هذا للأسف هو ما أدى لأزمات وحروب أهلية في دول شقيقة.
لست هنا بمثابة من يخاطب الأردنيين بما هية دولتهم، وانتمائهم لها، بقدر ما أعبر عما يجول بخاطر كل مواطن، ممن يعتزون بتراب هذا الوطن، وتأثيره ليس على مستوى الإقليم فقط، وإنما على المستوى الدولي أيضًا.
ندرك جيدًا أن القادم من تحديات وصعوبات ربما يكون أكثر قسوة على الأردن، أقول ربما، بفعل عدم استقرار سورية الشقيقة في الشمال، وحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، واستهداف الضفة الغربية ومشاريع تهجير سكانها إلى الأردن، وقدوم إدارة ترامب التي واجهنا خلال فترة حكمها الأولى مشاريع لا تتناسب والأردن ورؤيته نحو إقليم مستقر بعيدًا عن الفوضى. ومع إدراكنا هذا، نعلم جيدًا أن المملكة قادرة على التعامل مع هذه الملفات المعقدة بحكمة عنوانها مصلحة الأردن والدول العربية.