ايران تشارك إسرائيل لحفظ توازن المنطقة !
جهينة نيوز -د.حازم قشوع
كما هو متوقع قامت إيران بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للداخل الاسرائيلي بواسطة 500 طائرة مسيرة وأكثر من 100 صاروخ بالستي مرسلة بذلك رساله مباشره للقيادة في تل أبيب للحد من سياسية التمادي باستخدام الردع العسكري والتوقف عن استباحة المقرات الدبلوماسية والابتعاد عن سياسة الغلو و الاستفحال المتبعة حتى لا يتم توسيع دائرة الاشتباكات وتصبح على المستوى الإقليمي وهي الرسائل التي حملت صيغ عسكرية وصلت عبرها صواريخ "خيبر" للقاعدة العسكرية التي انطلقت منها الطائرات الاسرائيلية التى كانت قد هاجمت الهيئة الدبلوماسية الايرانية في دمشق للتأكيد على ثابت قدرة الوصول إليها على الرغم من قوة نظام الردع الإسرائيلي الذي شاركت فيه أمريكا بشكل رئيسي كما بريطانيا وفرنسا.
وهي المرة الأولى التى تقوم إيران بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة لإسرائيل فى التاريخ الحديث والتي أرادت أن تبين فيها ان إيران تمتلك قوة ردع استراتيجية قادرة خلالها من الدفاع عن مكانتها الإقليمية وهو المحتوى الذي من المفترض أن يجعل قيادة تل أبيب تقوم على إعادة ترتيب أولوياتها وإعادة بناء منهجية عملها مع محيطها الذي أخذ بتحول من سلبى حيادي إلى ندي صدامي بعدما فقدت اسرائيل معظم الحواضن الداعمة لوجودها نتيجة سياساتها التوسعية وآليات عملها الأحادية وإصرارها للمضي بحكم شرق المتوسط بطريقة عنجهية.
اذن انتهت الضربة المحدودة الايرانية التي جاءت من ركلة جزاء وتعلم إسرائيل أن ليس بمقدورها الرد على هذه الضربة لانها تحمل صيغة حكم عرفي مستنبط من وحى نظام الضوابط والموازين وهو ما بينته الادارة الامريكية بمحض معارضتها لأية رد اسرائيلي عليها وما اعلنت عنه إيران بعدما قامت بالإعلان الفوري عن انتهاء عملياتها المحدوده بعد ساعة من إطلاق منصاتها وهو أيضا ما ظهر جليا من طبيعة الاستهداف الإيراني الذى كان فى مناطق عسكرية وليست مدنية وهذا يعني أن هنالك ضربة جزاء تم تنفيذها بقرار متفق على محدداته وحدوده.
وهى المضامين التي راحت تؤكد ان هنالك تغيير في نظام الضوابط والموازين الإقليمية باتت فيها ايران تعامل أمميا باعتبارها دولة جيوسياسية إقليمية تشارك اسرائيل فى حفظ التوازنات الاقليمية منهية بذلك احتكار إسرائيل الأحادي للمنطقة بعدما أفل نجم قوة النظام العربي في إحقاق حالة التوازن للمنطقة وحفظ التوازن الأمني بين مجتمعاتها وهى الصورة التى تريدها الإدارة الديمقراطية للمنطقة واستطاعت من ترجمتها أمنيا بموجب ضربة الجزاء التى تم تنفيذها وفق قواعد الاشتباك المحددة بشكل ظاهر ومعلن بموجب إنذار مسبق.
وهي المعطيات التي سيتم بموجبها شرعنة مناطق النفوذ الايرانية الاسرائيلية كما هى ذات المعطيات التى ستجعل من ايران تنجز المحتوى الإقليمي لها كما إسرائيل بتجسيد نظرية المحتوى الإقليمي التى كنت قد اشرت لها منذ اندلاع حرب غزة باعتبارها تحمل متغير على حدود الجغرافيا السياسية للمنطقة تقوم على بسط حماية قوة الردع الاستراتيجية على المجتمعات المنضوية تحتها.
وهى الصورة التى تحمل تبعات على واقع أنظمة المنطقة كما ستحمل حلول على القضايا المركزية لها في أتون مناطق النفوذ التي يتم تحديدها وشرعنة مكانه قوة الردع الاستراتيجية على مجتمعاتها ولحين انتهاء مرحلة المخاض المعاشة للترسيم الجديد ستبقى المنطقة تدور بفلك هذا المتغير السياسي والأمني العميق بعد دخول إيران كلاعب جيوسياسي مشارك القوه الاسرائيليه فى المنطقة.