banner
كتّاب جهينة
banner

عندما يكون القائد أبو الشعب ...

{clean_title}
جهينة نيوز -

إبراهيم أبو حويله

تتجه الإنظار دائما إلى من هو في دائرة الحدث ، وتلك القرارات التي تصدر هناك ، وتبحث فيها عما يهمها وتنسى أن ترى الصورة كاملة ، وعند الإقتراب من أي عمل فني أو إنجاز كبير أو عمل دقيق كبر أو صغر بشكل كبير، ستجد تقصيرا وأخطاء وقد تجد بعض المثالب والهفوات هنا وهناك، ولكنك إن تراجعت قليلا ونظرت إلى الصورة كاملة، حتما سترى الصورة الكاملة وترى الإنجاز الكبير والجمال والإتقان الموجود فيها، وترى الجهود التي بذلت وكم هي هذه الجهود عظيمة وكبيرة وتستحق الإحترام .

نقف اليوم على إعتاب العيد الفضي لتولي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية، في هذه المرحلة تحديدا ورغم الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تضع الوطن في محيط ملتهب، ونحن وكما قال أحد الوزراء مرة لم ننعم ببضع سنوات من الهدوء، بدون ظرف صعب أو مصيبة في بلد قريب أو وباء أو إحتلال في أخر وثورة في ثالث، ولكن مع كل ذلك أين يقف الأردن اليوم .

يقف الأردن اليوم هذا الوطن الصغير في حجمة المحدود في إمكانياته، المتواضع في سكانه، الفقير في موارده، يقف اليوم وهو يسعى بكل جهد ليؤمن حياة كريمة لكل من هم على أرضه سواء كانوا مواطنين أو غير مواطنين، وتسعى ثلة من المخلصين تحت هذه القيادة لتأمين إحتياجات المواطن والسهر عليها، وما زال الغذاء والدواء والوقود وكل تلك الإحتياجات الاساسية متوفرة، وما زالت إسعارها ضمن القدرة والاستطاعة، نعم قد ترتفع إسعار مادة هنا أوهناك، ولكن السلة التي يعتمد عليها المواطن ما زالت ضمن قدرته المادية، ويستطيع أن يحيا على هذه الأرض بكرامة .

ومع صعوبة الظروف المحلية والعالمية ومع قلة الموارد وكثرة المتطلبات، ومع كل الظروف الصعبة والفقر والبطالة وقلة ذات اليد، الوطن بخير نعم الوطن بخير، لم أجد شخصا موضوعيا يتجاوز هذه الصورة عند أدنى مقارنة مع كل البلاد التي كانت بخير، وأصبح راتب الموظف فيها لا يؤمن لقمة الحياة وأعني الحياة المجردة، وهي تملك إمكانيات ومساحات وقدرات وثروات وأعدادا كبيرة من البشر.

نعم نحزن عندما تقل تلك الإمكانيات إلى تلك الحدود التي لا تكفي البعض ولا تسد حاجته من الجوع والفاقة، برغم تلك الحزم من الضمانات والوزرات والمؤسسات التي تحاول خلق أمان إجتماعي وتجد صعوبة في تأمين كل تلك الإحتياجات نعم، ولكن هناك محاولات جادة لسد العجز في هذا الباب رغم إتساعه ، ورغم قلة الموارد المتاحة لذلك.

أنا إعي أن ما نبحث عنه جميعا هو الحياة الكريمة لكل مواطن، والوظيفة الكريمة لكل باحث عن عمل، والتأمين الصحي لكل محتاج، ولكن بين التمنيات والواقع يقف واقع نحتاج فيه جميعا إلى العمل، للوصول إلى تلك المرحلة ولا بد من الجهد والسعي والعمل الجاد من الجميع للوصول إلى ذلك الهدف .

الصورة إذا فيها الكثير الكثير من العناصر الجيدة ، وفيها الكثير من الجهود وفيها الكثير من البذل والتضحية، وفيها الكثير من الصمود نعم الصمود، لأن بعض المسؤولين ولا أقول جميعهم يقوم بدور جبار ليؤمن للمواطن ما يحتاج إليه، ويسعى لتأمين هذه الحاجات ضمن أعلى المواصفات التي يقدر عليها ضمن تلك القدرة المتاحة، ومن يشك في ذلك يستطيع العودة إلى نسب الأمراض التي يسببها الغذاء في الوطن، وكيف أن الوطن هو من ضمن الدول الأقل في النسب العالمية في كثير من الأمراض مثل السرطان وغيره ، ورغم الشره الكبير والإنفاق الضخم على مادة التدخين، نحن حسب الإحصاءات الأقل ضمن هذه النسب العالمية .

لم تأت هذه الإنجازات جميعها من فراغ ، وإنما لأن هناك قيادة تضع في إعتباراتها هذه النقاط وتسعى بجد وجهد لتحقيقها، وتضع في موقع المسؤولية من تجد فيه القدرة على القيام بذلك، وإلا لما تحققت هذه النتائج التي نعيشها ونلمسها، ورغم بعض الإخفقات، ورغم بعض التجاوزات أو الضعف في بعض المسؤولين إلا أن الصورة الكاملة تشع بالكثير من الإيجابية والإنجازات والأمل .

وعندما تسمع من رئيس الوزراء بأن العمل جاري على تحقيق الإكتفاء في الموازنة من الإيرادات وقد قاربت النسبة التي تحققت التسعين بالمائة، وأنه من أهدافنا أن نحقق هذه الإكتفاء المالي رغم كل الظروف المحيطة وقلة ذات اليد، تدرك جيدا أن القيادة من رئس الهرم إلى من يخطط لهذه الوطن بشكل إستراتيجي، إلى من ينفذ جميعهم يسعى بجد لذلك، ولذلك ما زالت مؤسساتنا المالية بخير، وما زالت عملتنا بخير ، وما زال تصنيفنا الإئتماني بخير ، ومن يدير مؤسسة أو شركة يدرك الصعوبة في ذلك، فنحن لدينا القدرة على الحركة والتطور والإنفاق على المشاريع الرأسمالية والحركة لخير هذا الوطن والمواطن رغم كل الظروف والتحديات .

ادرك إن المواطن قد لا يرى كل هذا وما يعنيه هو مشاكله في دائرته الضيقة، والتي تضغط عليه بشكل مزعج، ولكن هذه المشاكل لن تنتهي هنا، ولم تنتهي في الدول المتقدمة ولا حتى في الولايات المتحدة إنتهت، ولكن هناك مساحة هنا تحتاج إلى تركيز كبير، وخير دليل على أن العمل في المساحات المتاحة يشعر الجميع بالإنجاز كما يضع مؤشر كبيرا على تلك الفئة التي لا تقوم بعملها كما يجب، ما تقوم به وزارة الزراعة مثلا في السنوات القليلة الإخيرة، وحجم المشاريع والإنجازات الكبيرة التي تم الانتهاء منها أو التعاقد عليها أو السعي لحلها، ولو كانت هذه الحركة متزامنة في كل الوزارات الأخرى لكانت الصورة مختلفة بشكل كبير اليوم .

وبعيدا عن تلك الروح التي ترى اللونين فقط، ولا تعطي السماحية للأخر، ولا تعطيه فرصة للعمل، نحن نملك في هذه الوطن مجموعة كبيرة من الألوان الزاهية، وهناك الكثير من الإنجازات، ونحيا بإستقرار غذائي ووظيفي ومالي وأمن، وكل هذا الإنجاز كان نتيجة لجهود جبارة وعمل دؤوب وسهر وتخطيط وهو إنجاز يستحق أن نقف له إحتراما لهذه القيادة ومن يعمل معها، مع تطلعنا بأمل إلى يوبيل قادم تتحقق فيه إمنيات الجميع بذلك المستقبل الذي نحلم به .

وخالص الدعاء والتمنيات للوطن والقيادة والملك بالعيد الفضي لتوليه سلطاته الدستورية .

حفظ الله الوطن والقيادة من كل سوء وحقق جميع تلك الأماني والأمال التي نصبو إليها .

تابعو جهينة نيوز على google news