لماذا تنجح المرأة في المواقع القيادية
د.ريما سلمان زريقات
بكل تجرد ولن أكون متحيزة ، فإن النهج
لا بل المنهج الذي تتبعه المرأة في المواقع القيادية يستحق أن يدرس في
الجامعات ، واجزم بأنها منهجية علمية بحتة ، وابدأ بطرح عبارة " كيدهن عظيم
" ، وأقول بأنها إطراء وليست لا سمح الله انتقاص ، أتعلمون ماذا تعني هذه
العبارة يا سادة ، تعني القدرة على الموازنة مابين العاطفة والعقل ، فهي
تستخدم العاطفة أينما تلزم وتستخدم العقل أينما يلزم .
لماذا تنجح المرأة في المواقع القيادية
، أولا المرأة وهي تقود الأسرة - وهي المؤسسة الأصغر مجتمعيا - كمدير
تنفيذي وبكل اقتدار وليس المدير العام ، لأن المدير العام هو الرجل وتأتي
إليه قرارات تم صنعها ، فيتخذ هذا القرار شبه الجاهز ، منحها الله سبحانه
وتعالى سمات عديدة وهي : المرأة لا تنسى فهي صاحبة ذاكرة بعيدة المدى نشطة
دوما ، المرأة تغلب عاطفتها أينما لزمت ، المرأة تتقن الذكاء الانفعالي
والعاطفي والاجتماعي ، المرأة ذات تفكير تشعبي وتباعدي وعميق ،تتبع أسلوب
الإدارة بالنتائج ، المرأة تضع جميع الاحتمالات ( الفرضيات ) لأنها في
أسرتها تتحمل عواقب قرارت كثيرة -حتى لو كانت جزء منها فقط - من الرجل وهو
رب الأسرة فلذلك تحرص على النجاح والحفاظ عليه وتقديره ،المرأة تحتمل أشد
وأكبر الأعباء فقد اعتادت ذلك ، كأم وزوجة ومربية فاضلة وموظفة ، قرارها
تشاركي ، تفوض الصلاحيات مع التوجيه والمساءلة كل هذه السمات جعلت المرأة
تنجح ، لأنها تلك السمات القيادية ، ومن خبرتي أربع سنوات تقريبا كمدير
إدارة في وزارة التربية والتعليم وما زال زملائي يستذكرون منهجيتي بنكهة
إنسانيتي ، كنت رئيسة وحدة جودة التعليم و المساءلة لمدة ثلاث سنوات 90و%
من الرجال كمقيمين فيها ، ومن جميع محافظات المملكة ، أي بمعنى أنماط
مختلفة من الشخصيات ، وكان انجاز العمل هو ديدني وهي الثقافية المؤسسية
وكنت شديدة وجادة لا أخفيكم وحريصة على الانجاز ، لكنني إنسانية ، وأفهمهم
قبل أن يقولوا أو يطلبوا ، تواصل فاعل مع مديري التربية بالميدان ، والهدف
دائما النتيجة والتصويب ، وكل ما يتعلق بالعمل والتقارير ، كان من خلالي
، فقد كنت أنا والمقيمين وثلاثة زملاء إداريين ، كنت أتابع معهم جميع
تقارير المدارس الحكومية في المملكة ، ثم قرابة السنة مديرة لإدارة التعليم
الخاص والحمدلله مسؤولة بشكل مباشر عن جميع المؤسسات الخاصة في محافظة
العاصمة من مدارس وروضات ومراكز ثقافية وأكاديميات ، وبشكل غير مباشر
تقريبا عن المؤسسات الخاصة بالمحافظات وكنت أمسك زمام الأمور ، أراعي
وأوازن كل ما يتعلق بالطالب والمعلم والمدير وصاحب العمل ، متواضعة مخلصة
متفانية ، احترم الجميع ، ومثلي الكثير من النساء القياديات .
ونعود للرجل له كل احترام ، ما الذي
يميز قرار الرجل عن المرأة في المواقع القيادية وليس الجميع مؤكدا ، الرجل
أحيانا كثيرا لا يلجأ لصنع القرار ، بل يتخذه مباشرة ، فهو يعتبر ذلك
رجولة أو على الأقل صاحب قرار ، الرجل لا يعرف قول كلمة أعتذر لا أستطيع
تلبية طلبك ، وأيضا يعتبرها انتقاص بحق رجولتها ونخوته ، الرجل بحكم طبيعة
مجتمعاتنا الذكورية هو دائما صاحب الكلمة الأولى لذلك لا يبالي بتبعات أي
قرار ، لذا تفكيره أشبه بالتقاربي ، الرجل يخضع للواسطة ، ليس لأنه يرغب
بذلك بل لأنها رجولته التي تمنعه من رفضها ونخوته ، الرجل اعتاد أن تقوم
المرأة بالبيت بجميع الأمور الدقيقة والأعباء فيأتيه كل شيء جاهز ، لم يعتد
على التضحية بطبيعته ، فالمرأة في الأسرة موظفة ومربية وتتابع شؤون
الأبناء والبيت وشؤون الزوج وتتحمل مسؤولية كل شيء ، فالرجل مدلل بطبيعته
الذكورية وطبيعة مجتمعاتنا .
وأخيرا تحية تقدير لكل رجل وامرأة في موقع المسؤولية ، مؤكدة أن ما طرحته قد لا ينطبق على الجميع ، مودتي وتقديري واحترامي .