إبراهيم أبو حويله يكتب بين أشباه ومتدينين..
أشباه وصور لا حقيقة فيها و يقع تحت هذا المسمى من يعلم ومن لا يعلم، ومن ربى لحيته وقصر ثوبه بالأمس ولم يقرأ إلا كتاب في فقه الوضوء، أو سمع درساً أو درسين وأصبح سعادة المفتى يسمى بين الناس شيخا ويفتي هذا حلال وهذا حرام...
أو من جلس سنين طوال للعلم وحصل الشهادات والدرجات، ولكنه في الحقيقة حافظ لم يفهم. ما أدرك حقيقة الدين ولا فهم المعنى ولا أدرك التقوى، وهؤلاء تفضحهم سقطاتهم ومواقفهم وعباراتهم...
كان السلف لا يجلس للفتيا إلا بعد سنين طوال وهو جالس على ركبه في مجالس العلم ويمتحن ويتم تزكيته، وبعدها يجلس ليوجه الناس هذا حلال وهذا حرام ، وكم جلس في مجالس العلم من اعداد لا تحصى ولكن كم حفظ التاريخ لنا منهم عد بالذاكرة لترى ...
وهناك فرق كبير بين عالم رباني تقي وبين عالم ، وهل الشيطان الا من العلماء بل من أكثرهم علما ...
وبين عالم وشيخ ربى لحيته ويحتاج إلى الكثير من التربية، وأن يجلس على ركبتيه في مجالس العلماء حتى تصبح هذه الركب بعلامات سوداء.
وقد يقبل منه وقد لا يقبل منه ، وكثير منهم ما هو إلا حمار يحمل أسفارا ...
وعندما تعرض للعلم كل شيخ وكل صاحب لحية وليس كل عالم وصاحب علم وتقوى ضاعوا وأضاعوا ...
كم موقف من هؤلاء كان ضرره عظيما ، وفتوى من هؤلاء كانت سببا في ضياع أسرة او فقدان تائب أو سخط مسلم ...
ولو كانت الفتيا له أو فيها منفعة له لتغيرت فتواه ، فهذا حامل لحية وثوب و علم ، ولكنه لم يحمل إيمان ولا تقوى ...
ولهذا لا تسمع إلا لعالم مختص تماماً...
كما تبحث عن الطبيب الماهر لعلاج سن أو وجع في الجسد...
أبحث عن العالم الماهر لفتوى تخص دينك وأخرتك ...
ولا تقبل الا ممن قبلت دينه وعلمه وعقله ، واتحفظ ولكن حتى تعرف حياته ...
وكم أضاع هؤلاء ...