كتب محمود الدباس.. لماذا يستحق شعب "الواق واق" ما يجري له؟!..
كتب محمود الدباس..
لماذا يستحق شعب "الواق واق" ما يجري له؟!..
بداية بلاد "الواق واق" كما يقال عنها جميلة وآمنة.. سكانها اصيلون طيبون معشرانيون..
يمتاز سكانها بانهم من اكثر شعوب العالم ثقافة.. وحصولا على الشهادات العليا.. ويعتقدون بشهاداتهم انهم اصحاب خبرة ودراية ولا يمكن استغفالهم..
شعب "الواق واق" يمتلك ذاكرة السمكة.. فيخرج عليهم من يُظهِر لهم انه الذي سَيُريهم الطريق الصحيح.. ويكشف لهم فساد الحكومات.. ويبين لهم النهج القويم.. ويرسم لهم خارطة الطريق نحو المستقبل.. ولا يريد المناصب ولو اتت اليه طوعا.. فينبهرون به.. ويتبعونه.. ولا يكادون يتركون له كلمة او جملة او حتى مقطع او مقالة الا وتناقلوها فيما بينهم.. ويشعرون ويعتقدون بانها دستورهم وشرعتهم.. والحكمة التي افتقدوها.. وشيفرة فك طلاسم "خرابيش الدجاج" التي يعيشون فيها..
فيكتشفون بعد فترة.. واذا به متشعبط على اكتافهم.. متسلق على اعمدتهم الفقارية.. ليصل الى منصب من المناصب التي كان ينعتها بمرتعٍ للفساد.. ومستنقع للفاسدين.. فيصبح بعدها صاحب المعالي او العطوفة او السعادة..
وما يلبث شعب "الواق واق" ان يكتشفوا زيف ذلك الشخص.. ويصحوا من سكرتهم ولا اقول غفوتهم.. حتى يترك ذلك المتشعبط منصبه.. ويعود الى سابق عهده للتنظير والانتقاد.. ولان الشعب الطيب الذي يدعي الثقافة والعلم يمتلك ذاكرة السمكة.. فينسون تشعبط وتسلق ذلك المتشعبط.. ويرجعون للتعلق به والسماع له ونقل مقالاته ومقاطعه.. ويظنون انه الانسان الوطني الذي سيهديهم الى الطريق القويم..
ولو عادت الحكاية ذاتها مع شخص آخر.. لعادوا بنفس السيناريو ونفس التصديق.. ومن ثم الافاقة ومن ثم التصديق.. والادهى والامر.. لو عاد نفس الشخص ومثَّل عليهم ذات الفيلم.. لحضره الجميع وهم مستمتعون وكأنهم يشاهدوه لاول مرة..
وهنا وللانصاف اقول.. انني لا اعتب على هؤلاء المتشعبطين.. لانهم يجدون من يسمعهم.. ومن ينقل كلامهم.. ومن وضع نفسه موضع الاستغفال بمحض ارادته.. والعتب كل العتب على شعب "الواق واق" الذين يدعون المعرفة والدراية وفهم مَن حولهم.. ويقعون في فخ هؤلاء بكل بساطة..
كم انت كبير يا شعب "الواق واق".. فانت من تقول "اللي بِيجَرب المجَرَب عقله مخرب".. وتقصد بها تعيين بعض المسؤولين.. وقد تمت تجربتهم سابقا.. وانت تفعل نفس الشيء.. فتضع ثقتك فيمن تشعبط على اكتافك مرات.. واعطيت فرصا للمتشعبطين للظهور والوصول لما يريد ببراءتك وطيبتك مرات ومرات.. ولن استطيع القول بسذاجتك.. فانتم شعب لكم الاحترام الكبير عندي على الرغم من انني اشاهد افعالكم فاضحك تارة.. وابكي تارة أخرى..
وفي الختام.. إعلم يا مواطن بلاد "الواق واق".. هؤلاء لا ينظرون اليكم الا ارقاما تظهرون على عداد مشاهدتهم ومتابعتهم.. في كل دخول لكم على مقاطعهم او مقالاتهم.. على المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب.. ولا تظنن ببساطتك وطيبتك انك رقم واحد وبسيط.. فاعلم ان العداد يجمع ويزيد..
ابو الليث..