عادت سوريا إلى رُشدها
محمد علي الزعبي
أشرت بمقالي السابق في جريدة الانباط بتاريخ ١/٥ عن المخاطر التي تحيط بسوريا ، وأن تخرج سوريا من عباءات الملشيات والدول ذات الأهداف على الأراضي السورية ، واشرت إلى أنه لا يمكن أن تُحقق سوريا امنها واستقرارها إلى من خلال جامعة الدول العربية وفتح صفحة بيضاء بنهج واستراتيجية جديدة ، لكسر المنظومة الامنية والسياسية لبعض الدول التي تُحقق أهدافها من خلال ما الت إليه سوريا من فوضى عارمه ، نتيجة زعزعت النسيج الداخلي والهيمنة التي اوجدتها بعض دول الإقليم ، وتدخلها في الشان الداخلي لسوريا .
الساسة السوريون أخذوا برؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بما نادى به في المحافل الدولية والعربية ، ورسائله الواضحة والصريحة في الشأن السوري حول عودة سوريا الطوعية إلى جامعة الدول العربية ، لخلق حالة جديدة لتوازن سوريا وتعطيل كل مخططات الدول المستفيدة من حالة الهذيان السياسي والفوضي الامنية في سوريا .
بعض فصائل المقاومة في الداخل السوري دعمتها بعض الدول العربية ، مع عودة سوريا إلى الحضن العربي ستكون هناك تفاهمات من خلال تلك الدول مع الفصائل المدعومه من قبلها ، والتوافق مع الحكومة السورية حول بعض النقاط التي تُعيد حالة الاستقرار والامن في سوريا ، وتفكيك تلك الفصائل والتي ستنعكس ايجابياً على الحياة في سوريا وامتداداتها المستقبلية ، واعادة اعمار سوريا سياسياً واقتصادياً وامنياً ، واعادة تقييم الاتفاقيات المشتركة بين سوريا والدول العربية ، وتعزيز الشراكات وتقويتها واستمراريتها واستدامتها ، ضمن نهج مشترك ، واعادة الحياة في الداخل السوري برؤى مشتركة ، من كل الجوانب (الأمنية والاقتصادية والسياسية ) وتفكيك الملشيات التابعه لبعض دول المنطقة ، ومحاربة ومكافحة تهريب المخدرات والمهربين من بعض الملشيات التي استغلت الوضع الراهن في سوريا ، واغراق المنطقة في هذه الافة ، وتهيئة الظروف المناسبة واللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين الى مناطقهم ودولتهم وإنهاء معاناتهم ، وتدخل عربي لانهاء قانون قيصر المفروض على سوريا ، وفتح آفاق جديدة دولية واقليمية يفرضه الواقع والتقارب العربي بموضوع سوريا ، وفتح حوار جديد مرتقب بين سوريا وتركيا وخروج تركيا من الشمال السوري بضمانات سورية لحماية الحدود التركية من اي هجمات من فصائل كردية تدعمها سوريا ، ومن جانب اخر عدم تدخل تركيا في الوضع الداخلي لسوريا وعدم تقديم الدعم لبعض فصائل المقاومة من قبل تركيا ، ضمن وساطة عربية من المتوقع ان تعرض في مؤتمر الرياض المزمع عقدة قريباً .
مشهد سياسي جديد يحدو سوريا بنفتاحها على الدول العربية ، واعادة الدبلوماسية السورية في المربع العربي ، ضمان لاستدامة العمل والتخطيط والتوجه الصحيح للقيادة السورية وضمان لامن وسلامة سوريا ، ومنع لتغول بعض الدول والتدخل في شؤون سوريا الداخلية ، وبناء علاقات التعاون والشراكات لاعمار سوريا ، نهج سوري عميق ومتفهم لما يحاك لها بعودتها إلى الحضن العربي ، نتيجة تجاربها التي مرت بها في المراحل السابقة من صراعات داخلية وخارجية .