عشيش لـ "الأنباط" : لثاني مرة أكون مصنف اول عالم ولم القى أي دعم وتقدير
الأنباط- ميناس بني ياسين
ما زالت الرياضة الفردية في الاردن رغم العقبات المادية تثبت قدرتها على تعزيز جعبة الرياضة الأردنية بالإنجازات والذهب والفضة، وجعل اللاعب الأردني رقماً صعباً أمام العالم ونداً قوي بالنسبة لـ أي لاعب عالمي، إضافة لـ أحقيتها في تسليط الضوء والاهتمام الكبير، واحتوائها ماديا ومعنويا.
لا سيما وأن العديد من هذه الرياضات تملك اسماء وخامات باتت متواجدة في الواجهة الرياضية الدولية بشكل دائم و تعد منافساً يُحسب حسابه ومن هذه الأسماء لاعب المنتخب الوطني للملاكمة زياد عشيش الذي توج بالميدالية الذهبية وزن 67-71 بعد فوزه في النهائي على لاعب منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، ستيف كولينجولكا، في بطولة الحزام الذهبي والتي استضافتها مدينة مراكش المغربي.
بدورها قامت "الأنباط" بلقاء اللاعب عشيش للوقوف أكثر على بداية مشواره في رياضة الملاكمة ومشاركاته مع المنتخب وصولا لإنجازاته، الذي قال إن بدايته كانت في عام 2009 مع عمه في نادي البقعة واستمر في اللعب مع النادي الى أن لعب في بطولة المملكة وتمت مشاركته مع المنتخب، وعن أسباب اختياره لهذه اللعبة قال بأنه على خطى اعمامه واخيه لأنهم كانوا لاعبي ملاكمة، وممازحاً بأنه كان "مشكلجي" ويفرغ طاقته في هذه الرياضة.
وأضاف حول دعمه اثناء التدريبات والمشاركات المحلية كلاعب في النادي أن اتحاد الملاكمة لا يدعم لاعبي الاندية والمشاركات المحلية وإنما لاعبي المنتخب فقط فـ بالتأكيد الدعم المادي يكون محدود، ولذلك كان والده وعائلته الداعم الأول بكل شيء ومعه في كل خطواته حتى الآن، لا سيما وأنه واجه الكثير من الصعوبات كـ أي لاعب في أي رياضة وذكر أنه كان يعاني من إصابة كبيرة، اعاقته عن التمرينات ولم يستطع التدريب بشكل جيد وقد صادفت أن تكون هذه الإصابة قبل البطولة الأخيرة المتوج بذهبيتها بثلاث أسابيع.
وبين "عشيش" أن لاعبي الملاكمة في الأردن بحاجة لدعم كبير من الاتحاد والجهات المعنية حتى على مستوى الشركات الخاصة سواء على الصعيد المادي أو المعنوي والوقوف الى جانبهم إضافة الى تقدير إنجازات اللاعبين في رياضة الملاكمة.
وبين مدى ضعف الدعم المادي للرياضة ولاعبيها، وأنه بالكاد يكون هناك اهتمام وتركيز بالالعاب الفردية، رغم أن الرياضات الفردية اليوم تتطور بشكل كبير وذكر أنه هو اللاعب الوحيد الذي يصنف اول عالم ومع ذلك لم يلقى أي اهتمام وأي دعم حتى لو معنوي، وأضاف أن ما يجعله يكمل في الملاكمة هو شغفه وحبه لهذه الرياضة ودعم الأهل، لأن الرياضة الفردية اليوم لا تكفي لدخل مادي جيد، مما يعني أنه لا يعتمد على الرياضة من الناحية المادية.
وفي سؤاله عن تطور الرياضة في الأردن أجاب أن رياضة الملاكمة تتطور بشكل ملحوظ واصبحت من الرياضات التي تجعل من الاردن رقما صعبا على المستوى الدولي، إضافة لوجود مدرب كبير وماهر مثل الكوبي داغوبيرتو سكوت الذي يعمل على تطوير اللعبة ولاعبي هذه الرياضة، إضافة الى وقوف اللجنة الاولمبية ومركز الاعداد الاولمبي مما جعل لاعبين الملاكمة على مستوى عال ومصنفين على مستوى العالم.
وأوضح "عشيش" أن الاتحاد يملك ميزانية محدودة لا يستطيع تعديها، وعمله مقترن بهذه المحدودية وبالتالي يكون الأمر صعبا على الاتحاد واللاعبين لذا يرى أنه من المهم وقوف الشركات الخاصة وتقديم دعمها للرياضات الفردية لا سيما وأنها تسطر انجازات كبيرة وتنافس على مستوى العالم في ظل الظروف الصعبة، إضافة الى أن المطالبات كانت كثيرة لـ يتوفير الدعم ولكن لم يجدوا رداً.
أما فيما يتعلق بالبطولة التي توج فيها وتحضيراته المقبلة قال أنه تم تنظيم بطولة الحزام الذهبي جديدا وهي من البطولات المصنفة عالمياً وتعتبر بطولة عالم مصغرة لمشاركة معظم دول العالم، ومن المعروف قوة هذه البطولة، إضافة إلى أن تحضيره كان ممتازا رغم صعوبة إصابته التي كانت تمزق على مستوى القدم اليمنى والتي كان متخوفا منها، ولذلك اعتمد بـ لعبه في البطولة على خبرته العالية وتركيزه.
وقال حول شعوره بالفوز أنه شعور كبير وجميل جدا لأنه سيتم اختياره لـ اللعب في حزام ليلة الأبطال مرة أخرى لا سيما أنه فاز به بعد منافسته لبطل اولمبياد طوكيو الأخيرة، حيث يتم فيها اختيار افضل مصنفين العالم و تكون المنافسة بخمس جولات على حزام وليس ميدالية ولكن لم يتم بها قرار رسمي الى الان، وإلى حينها يستعد عشيش لبطولة العالم للملاكمة في اوزباكستان التي ستقام بشهر مايو، وبعدها الألعاب الآسيوية التي ستقام في شهر سبتمبر القادم لتسطير إنجاز جديد يضاف إلى سلة الملاكمة الاردنية.