هبة الدقة ....الكاتبة التي ولدت من رحم المعاناة

الأنباط-هالة قراقيش
من كتاباتها الشهيرة "في كل مرة تقف الظروف في وجهي أُصالح نفسي و أُرَمم ذاتي و أمنح روحي شعورا أفضل واعودُ أفضل و أفضل فالملائكة تَعرف ان روحي فولاذية والله صانعي".
في الوقتِ الذي تستسلم فيه بعض الأمهاتِ لـ إعاقةِ أبنائهن وبناتهن من ذوي الاحتياجات الخاصة و ترى نجاحاتهم في ظل تلك الإعاقة ضربًا من المستحيل.
عكس كل ذلك هناك من الأمهاتِ من حققنَّ المستحيل واستطعنَّ الوصول بهم إلى نجاحات تؤكد أننا أمام أمهاتً عظيمات ، ترفضُ الأم الكلام عن نفسها مؤكدةً أن إصرار ابنتها على تجاوزِ الإعاقة كان السبب الرئيسي لوصولها إلى هنا.
هذا ما قالته والدة الكاتبة هبة الدُقة الفتاة التي ولدت عام١٩٩٥ والتي لازمتها إِعاقة منذِ ولادتها فقد أدى نقص الأكسجين أثناء الولادة إلى شللً دماغيً في الأطرافِ الأربعة ولكن رغم كل ذلك استطاعت هبة توفيق الدقة تحقيق نجاحات متتالية لتثبت لكلِ من أحبطها وراهَن على نجاحها أنها موجودة .
وفي حديث لـ"الأنباط" بينت هبة الدقة ذات السبعة والعشرين عاماً أنها ولدت ووجدت نفسها غير قادرة على المشي من غير مساعدة والديها ، فقد كان لهم الأثر الكبير لما هي عليه اليوم بدأت الأم بتحفيزِها وتنمية ثقافتها وثقتها بنفسها لتستطيع هبة مع الأيام مجابهة التحديات والصعوبات بكلِ ثقة.
دخلت المدرسة النموذجية لـ الشلل الدماغي و أكملت فيها سنواتها الدراسية الأولى إلى أن وصلت إلى الصف العاشر وقد أكدت مديرة مدرستها السيدة إيمان بدر والكادر التعليمي أنها كانت من الأوائل على المدرسة و قد حققت هبة في السنة الأخيرة لها تحصلت على المركز الأول على صَفِها .
وكانت تشارك في معظم نشاطات المدرسة وفي كل مرة تثبت أنها قادرة على تخطي كل عقبة قد تولد امامها جراء إعاقتها الجسدية.
لم تتوقف هبة عن العطاء والتعَلُّم فقد كانت الأم مواظبة على تشجيع ابنتها إلى حين تحقيق الغاية والوصول إلى الحلم المبتغى وهو الكتابة.
بدأت صعوبات جديدة لدى العائلة تظهر في البحث عن مدرسة ثانوية تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقة الأردنيين لتستطيع هبة إكمال المرحلة الثانوية ، حتى استقرت في مدرسة رقية بنت الرسول المتمثلة في مديرتها أمل أبو طاحون وكانت هبة أول طالبة من ذوي الإعاقة تسجل كطالبة أساسية في المدرسة .
لتبدأ مرحلة جديدة وصراع جديد في تخطي مرحلة الثانوية العامة وهذا ما حصل بالفعل وعن جدارة واستحقاق لتبدأ مشوار حلمها المتمثل بـ الكتابة.
إلا أنها بعد ذلك لم تسجل في الجامعة لأسباب خاصة و بدأت هبة الكتابة و إظهار موهبتها في موقع خرافات كاتب مع الكاتبة ملاك ، ولم تتوقف عند هذا الحد وفتحت قناة على موقع "YouTube " بـ إسم (ناس حلوين) تقدم فيه محتوى لمساندة ذوي الإعاقة ومساعدتهم على معرفة هواياتهم وإكمال مستقبل يَعُج بالأمل والتفاؤل.