النكبة ونقل السفارة !!!
جهينة نيوز - فارس شرعان
هذا اليوم حائر في التاريخ تختلف فيه الاراء والمواقف فهو يوم النكبة ... نكبة فلسطين وتشريد شعبها في مختلف ارجاء الارض ليعيش على انقاضه شعب اخر من شذاذ الافاق جاءوا من كل حدب وصوب ليحتلوا ارض شعب اخر ويغتصب وطنا ويدنس مقدساته
و اذا كان اليوم يوم نكبة للفلسطينين حلت بشعبهم وارضهم ومقدساتهم واغتصبها شعب اخر بدعم من قوى دوليه جبارة فانه من جهات اخرى يشكل عدوان على بشعب اخر يعيش على التناقضات واستثناءات التاريخ وهو يحتفل اليوم بنقل السفارة الامريكية في الكيان الصهيوني من تل ابيب الى القدس التي حولها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بقدرة قادر الى عاصمة للكيان الصهيوني وعاصمة ليهود العالم وهي معروفة باحتوائها للمجلس الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين وهي اولا وقبل كل شيء عاصمة فلسطين السياسيه والتاريخيه بل العاصمة الاولى للمسلمين بعد ان امروا بالاتجاه في صلاتهم الى صخرتها المقدسة
هذه المدينة المقدسة عبر التاريخ عمل ترامب ان تتحول الى عاصمة للصهاينه وعاصمة ليهود العالم خلافا للمنطق التاريخي والديني الذي سارت عليه الامم والشعوب وخلافا للقانون الدولي الذي يعترف بالفلسطينين كشعب له حق البقاء والوجود على ارضه التي لا ينازعه فيها احد مهما تكالبت قوى الشر والظلم والطغيان
بعد 70 عاما من نكبة فلسطين التي تعتبر اول نكبة في تاريخ البشريه التي تعرض لها شعب في ارضه ووطنه ويقف امام استعمارا احلالي لا يكتفي باحتلال الارض فحسب وانما يعمل على طرد اهلها منها واحلال سكان اخرين مكانهم يحتلون ارضهم ومدنهم وقراهم ويستولون على ممتلكاتهم علنا في وضح النهار وباستخدام القوى المسلحة رغم وجود الامم المتحده والهيئات الدولية والاقليمية المختصه التي تتابع الحياه البشريه وعمليات السلام في كل مكان ... نجد ان هناك قوى دولية شريره لا تعرف الحق ولا الانسانية ولا العداله تؤيد قوى الظلم والطغيان وتعمل على مناصرتها وتساندها في جرائمها التي لم تتوقف في يوم من الايام
فالصهيونيه تامرت على الشعب الفلسطين الاعزل وجردته من ارضه ووطنه باستخدام الحيلة والخداع والكذب على الدول القوية القادره على احداث التغيير المطلوب في الكرة الارضية حيث كانت بريطانيا في ذلك العصر هي اقوى دولة في العالم فتمكنت الصهيونيه من خداعها واقناعها بان فلسطين ارض لها وان هناك شعبا يملك هذه الارض ولكن بعيد عنها هو الشعب اليهودي وهكذا اقنعت الصهيونية بريطانيا التي كانت (عظمى) بوجود شعب اخر يملك ارض فلسطين ما حدا ببريطانيا الى السماح لليهود في الدخول الى فلسطين وبذل محاولات عديدة لشرائها وتمكينهم من امتلاكها واتبعت ببريطانا طريقة التدرج في السيطره على فلسطين فبعد استعمارها اتخدت الاجراءات التي من شانها تمكين الصهيونية ان السيطره على فلسطين في يوم من الايام من خلال السيطره على الاراضي وامتلاك السلاح وتخزينه وطرد الفلسطينين من ارضهم وتهجيرهم الى شتى اقطار العالم وما ان جاء عام 1948 حتى هيئت بريطانيا الظروف بالتعاون مع الصهيونية العالمية السيطره على فلسطين وجعلها ملكا للصهيونيه العالميه وسلبها من اهلها الذين عاشوا فيها الاف السنين
ورغم ان الامم المتحده اتخذت قرارا عام 1947 بتقسيم فلسطين الى دولتين دوله يهوديه ودوله عربيه حيث خرجت الدوله اليهوديه الى النور بينما لم ترى الدوله الفلسطينيه الحياه حتى الان بعد 70 عاما من اغتصاب فلسطين امام المجتمع الدوليالذي لا يزال بكل اسف يصمت على الجرائم الصهيونيه بما فيها اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني والموافقه على نقل السفاره الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس
انها جريمة انسانيه بشعه لم يعرف التاريخ مثيل لها من قبل فيما يحتفي الفلسطينيون اليوم بذكرى النكبه وهم مصممون على تجسيد عزمهم واصرارهم على العودة الى مدن وقرى فلسطين التي هاجروا منها قسريا عام 1948م!!!