2024-04-24 - الأربعاء
banner
مقالات مختارة
banner

يلينا نيدوغينا تكتب : "تشن تشوان دونغ" إذ يَقترح ويَنشط..

جهينة نيوز -
قُدِّرَ لي أن أطَّلع على العديد من الفعاليَّات وأن أتابع التصريحات التي يُعلِن عنها ويقوم بها السفير الجديد نسبياً، لجمهورية الصين الشعبية لدى المَملكة الأردنيَّة الهاشميَّة، السيد تشن تشوان دونغ، فمَن يقرأ له ويَلم بأنشطته يُدرك تلكُم الكَم الكبير بل والضَخْم من المَهام المُلقاة يومياً على عاتقه في ميدان العلاقات بين وطنه الصين والأردن، فالصِّلات الدبلوماسية الرسمية، وتلك الشعبية أيضاً، والتفعيلات المُتلاحقة لتشجيع بلاده وشَركاتها الصينيَّة الكُبرى على التجسير المتواصل مع الأُردن والاستثمار فيه، وتقديم الوثائق والمعلومات للأُردنيين عن التجارة واقتصاد الصين وغيرها، هو عملٌ مُثمر ويندرج ضمن مهام السفير كمُمَثِل لبلاده في بلادنا، بالرغم من أن هذا النشاط مُنهِك ولا يوفر لصاحبه مجالاً للراحة والاستجمام. 
 أثارَت انتباهي على وجه الخصوص واحدة من تصريحات السفير تشن، عن العلاقات الأردنيَّة الصينيَّة، حين لَفَتَ إلى أن الصين مستعدة لتوسِعَة مساحة المشاركة التجارية والصداقة. وأردف قائلاً في صَدَدِ مكافحة فيروس كورونا، بأن الجانب الصيني على استعداد لمواصلة التعاضد مع الأُردن للتخلص من تداعيات الوباء في أسرع وقت ممكن، موضِحاً أن اللقاحات تلقى تقبُّلاً في الشارع الأُردني، ودعا إلى اغتنام فُرص التنمية الجديدة، ودفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد. وفي تقييمه لعلاقات الصين مع الأُردن، كشف السفير عن أن الأردن بلد يتمتع بمكانة فريدة ونفوذ مهم في "الشرق الأوسط"، وتَعتبر الصين الأُردن شريكاً إقليمياً مُهِمَّاً، وبأن بكين مُستعدة للعمل مع الدول العربية الأخرى، بما في ذلك الأُردن، لاتخاذ القمَّة الصينية العربية الأولى في عام 2022 كفرصة لتأصيل إستراتيجيتها وأعمالها.
 وفي الاقتراحات العملية بعيداً عن التنظير، يَعرض السفير لأرائه رغبةً منه بمزيدٍ من تطوير آصِرَة الإِرْتبَاطات بين البلدين، والتي منها تثبيت الاتصالات الإستراتيجية في عملية توطيد الصداقة؛ مُشيراً إلى أنه على الرغم من التباعد الجغرافي بين الصين والأُردن، إلا أن مصيرهما وقلوبهما مترابطة، ويرى أهمية تقوية الاتصال والتنسيق الإستراتيجيين، وتوسيع المُبادلات والمؤازرة في قطاعات التعليم، والسياحة، والثقافة، والأخبار، والرياضة، والشباب، وغيرها من النطاقات والساحات، و "تعميق الصداقة التقليدية بين الصين والأردن"، والتي برأي كاتبة هذه السطور لا يمكن أن تقتحم آفاق البلدين سوى بتسهيلات جديَّة، على سبيل المِثال لا الحصر، تسهيل الحصول على التأشيرات من وإلى البلدين، أو تلقيها مباشرة في مطارات البلدين، دون مُعَامَلات مُسبَقة قد تكون طويلة ومتعبة، وهذا من شأنه تعظيم التقاسم بألوان متعددة بين العاصمتين، ضمنها السياحة الفردية والجماعية لتنساب بسلاسة من خلال رفع منسوب زيارات أرباب الأعمال للبلدين، والأخذ بالمُقَاسَمَة التجارية إلى أعالي السماء.
 ومن المهم هنا أيضاً، توفير تسهيلات خاصة للتجَّار والاقتصاديين والنشطاء في مديات عِدَّة، لزيارة البلدين دون أية عوائق أو بيروقراطيات. إلى ذلك يمكن لهذه التسهيلات أن تعمل على تفعيل أفكار السفير تشن التي يتناولها في خطاباته، ومنها ما قاله مؤخراً في إحداها بأن الصين على استعداد لتكثيف الإنجازات على جميع المستويات مع الجانب الأردني، وأشكال وأحجام الأخذ والعطاء بالمِثل، ودولبة الخبرات في نطاق الحُكم والإدارة، وتقديم دعم قوي لبعضنا البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للأردن، والتبحر في التضامن العَمَلي على أساس الكَسب المشترك للجانبين، لا سيَّما أهمية رأي السفير بما يتصل بدخول الصين إلى مرحلة جديدة من التطور، وتمسكها بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح على العَالم الخارجي، وترغب في تقاسم فرص التنمية مع جميع دول الدنياً، وإن آفاق التآزر الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الصين والأردن واعدة، إذ أن الصين ترحِّب وتدعم بنشاط مشاركة الأُردن في بناء "الحزام والطريق"، وهي على استعداد لتكريس مواءمة إستراتيجيات التنمية مع الجانب الأردني، والإمعان في المزايا التكميلية والتَكَالُف في حقول الطاقة والاتصالات وبناء البُنية التحتية، والسِّعة الإنتاجية.
 بما يتصل برأيي الشخصي، أرى بأن إلغاء التأشيرات المُسبقة بخاصة للعاملين في فضاء التَّرَافُد المُتعدِّد العناوين والأكثر نفعاً للدولتين، مَطلب مهم للغاية ومفتاحي لتسهيل التقدم إلى الأمام بخطوات أوسع، ويمكنه أن يَفتح الباب على مصراعيه للاستثمار الشمولي، وسيُلبِّي متطلبات التسريع بانجاز الأهداف التبادلية، و"سيشجع الصين والشركات الصينية القويَّة على الاستثمار في الأُردن" كما يَرى السفير ضمن المسيرة الصينية العربية لبناء مجتمع يتمتع بمصير مشترك، فالصين والوطن العربي يَبرُزَان كشريكين جيدين من أجل تحقيق المنافع لكِلا الطرفين، وأخوين مُخلصين لمتطلباتنا الجَمعيَّة، ويَشتركان في  السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ. 
*كاتبة وإعلامية تحمل أوسمة عليا وميداليات من عدة دول
تابعو جهينة نيوز على google news