banner
مقالات مختارة
banner

الْعَلاَّمَةُ "نِظَامِي الكَنْجَوِي" فِي الأُردن أيضًا

{clean_title}
جهينة نيوز -

يلينا نيدوغينا 
 شَهِدَت العاصِمة عَمَّان مؤخرًا احتفالية حاشدة احتضنتها الجامعة الأُردنية، أُم الجامعات في المَملكة، بمناسبة الذكرى الـ880 على ميلاد الْعَلاَّمَةُ، ومُمَثِّل الأدب العَالمي، والشَاعر، والمُفكِّر الأّذربيجاني الشهير والعَبقري، والأُممي والإنساني بفِكرِه وعقليته، نِظَامِي الكَنْجَوِي، الذي يُحتفى به للمرة الأولى في الأُردن، ما يؤكد عُمق واتساع العلاقات الثقافية والعِلمية بين المَملكة الأُردنية الهاشميَّة وجمهورية أذربيجان الشقيقة التي ينتمي الفيلسوف الكَنْجَوِي إليها، حيث وُلِدَ على أرضها  في القرن الثاني عشر الميلادي، في مدينة "كنجة" الأذربيجانية، ولتكريمه أعلن الرئيس إلهام علييف، العام المُنصَرِم 2021م، "عام نِظَامِي الكَنْجَوِي".  
 ولهذا، ولأن أذربيجان تُعد واحدةً من حَواضِر الثقافة الإسلامية والإنسانية، وعلى أرضها وُلد وعاش الشعراء والعُلمَاء والفقهاء والفلاسفة، فقد شَيَّدت "مَركز نِظَامِي الكَنْجَوِي العَالمي" الذي يَنشغِل بتعميم إبداعاته، والمُحَافَظَة عليها، وتعريف الدنيا بها نظراً لأهميتها الفكرية والأدبية والإنسانية، ذلك أن إرث نِظَامِي الكَنْجَوِي هو التجسيد الفعلي للأدب والفلسفة العَالمية من خلال القوَّة الجماليَّة لشعره وأفكاره التي ستبقى قاسماً مشتركاً بين القوميَّات والشعوب والأمم والثقافات في كل الكرة الأرضيَّة، وستستمر تعمل على تذليل الحواجز والفواصل بينهم، من أجل وَحدة الأعراق البشرية في بوتقة الإنسانية الجامعة لمُثُلِ الخير التي دعا إليها الكَنْجَوِي بلا كلل، فنِظَامِي الكَنْجَوِي لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان رجلاً حكيماً وفيلسوفاً يُركِّزُ على القِيم الإنسانيَّة وصلاح البشر، وزرع قِيم العدالة والانتصار لها ولحسنِ الجوار، وأهميَّة المرأة في المجتمع في نسَقِهِ وتوجهَاتِهِ الفكرية والفلسفيَّة والشعريَّة.
 في الواقع، يجب التأكيد على حقيقة أن للسفارة الأذربيجانية في عمّان الفضل الأول للشروع بالتعاون مع الجامعة الأُردنية، في تنظيم الاحتفائية من خلال ندوة علمية مُمتِعة بعنوان "الشاعر الأذربيجاني نِظَامِي الكَنْجَوِي في عيون عربية". وخلال الحفل تَحدَّث سفير جمهورية أذربيجان لدى المَملكة الأُردنية الهاشمية، سعادة السيد إيلدار نادر أوغلو سليموف قائلًا، أَنَّ الكَنْجَوِي من أهم شعراء أذربيجان، وقد ألْهَم الكثير من الشعراء والأدباء والمُفكِّرين والمُتمَثِّلين بأفكاره عند كتابة أعمالهم عبر السنين، ولهذا سُمِّي عام٢٠٢١ بعام نِظَامِي الكَنْجَوِي. وزاد السفير: إن الكِتاب الذي نحتفل بإشهاره يشتمل على مقالات علمية عن الكَنْجَوِي لكُتَّابٍ ومتخصِّصِين من أذربيجان، والأُردن، ومِصر، والعِراق، والجَزائر، والمَغرب، وتركيَا، وباكِستان ولبنَان.  
 أن تفتح الجامعة الأُردنيَّة ذراعيها وأبوابها أمام هذه الشخصيَّة الكبيرة في التاريخيَن الآسيَوي والعَالمي، ليُستَكْمَل تكريمها في حفلٍ كبير جَمَعَ الخُبراء والبَحَّاثة والشُعراء ورؤساء الهيئات الثقافيَّة والعلميَّة وغيرهم، يُعد سبقاً وإنجازاً وتساوقاً كذلك مع تنظيم فعَاليَّة كُبرى بمناسبة الذِكرى العَطِرة للشاعر الكَنْجَوِي والتي سبق وأَعلن الرئيس إلهام علييف عن يوبيليتها، ليتحقق تكريس كامل العام المُنصرم 2021م، عاماً خاصاً بالشاعر على الصعيدين المحلي الأذربيجاني والدولي، لِيَسْتَتِم تناول إرثه، وترويجه في مَشارق الأرض ومَغاربها. 
إن نجاح الحفل بحضور الشخصيَّات الوازنة إنَّمَا هو الفوز الأُردني الجديد في مسيرة العلاقات الثقافيَّة والإنسانيَّة المُفعَمة بالمُسْتَحْدَث من المكاسب مع أذربيجان، ويُعَبِّد لعلاقات مُسْتَجَدَّة أوسع بين البلدين، إذ يرتبط الأُردن بأذربيجان بأواصر كثيرة غايَة في التنوُّع، ولعَل أهمها العلاقات بين الزعيمين جلالة المَلك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس إلهام علييف، ومختلف العناوين الحضارية والتاريخية الأُخرى التي تكدَّست بين عمَّان وباكو، وضمنها "المَشرِقيَّة الآسيويَّة" العَامِرة بكل مظاهر الأُخوَّة والتضامن والانفتاحية الحضاريَّة، والاتفاق في المشتركات الأساسيَّة، وتطابق أهدافهما في عالمٍ أسمى يُعلي قيِمة الإنسان ومكانته الساميِة وفِكره الذي يُهدي البشريَّة، على مِثال عَقيدة نِظَامِي الكَنْجَوِي وشخصيته الحكيمة، السعادة والحُبور لتحويل العَالم إلى جادة الحق والصواب وسبيل المَحبَّة الإنسانيَّة.  
  من الشخصيات العِلمية والثقافيَّة التي تحدثت في الحفل وجاهيًّا، أو من خلال الفيديو، وعددها كَثِير، عميدة كلية اللغات الأجنبية في الجامعة الأردنية الدكتورة ناهد عميش، والأمين العام للجنة الوطنية في أذربيجان السفير سيمور فاتالييف، والدكتور إمام وردي حمديوف، والدكتور عبد الكريم جرادات، مُنسِّق ومُقدِّم الكِتاب غير المَسبوق صدوره أردنيًا عن نِظَامِي الكَنْجَوِي، والذي طُبٍعَ في عَمَّان، وتم توزيعه على الحضور. 
*كاتبة وإعلامية مُتخصَصِّة في شؤون أذربيجان والجمهوريات السوفييتية سابقاً.

تابعو جهينة نيوز على google news