banner
مقالات مختارة
banner

تحية للملك ولوي العهد

{clean_title}
جهينة نيوز -
بقلم المحلل الاقتصادي : عمر الصمادي
لكم أسعدتني الإنجازات الحقيقية التي نراها تتجسد بأثرها الملموس على جوهر مشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ( جوهرة التاج الهاشمي بالعهد الجديد )، ولكم اسعدني الإعلان عن إنشاء أول شركة طيران اطلق عليها اسم ( العقبة فلاي) لنقل المسافرين جوا، انطلاقا من مطار الملك الحسين الدولي واليه، وزاد مبلغ السعادة ما زاد بتوقيع شركة تطوير العقبة لخمس اتفاقيات استثمارية "سمان" مع مجموعة موانئ أبوظبي العملاقة في دولة الإمارات العربية الشقيقة، وما سبقها من مركز الحسين الطبي لمعالجة السرطان والإعلان عن الجامعة الطبية والمستشفى التعليمي.
تلك المنجزات التي زفتها للعقبة بشائر متابعات ملكية وأميرية سامية وحثيثة، تتابع عن كثب أدق التفاصيل، مما جعل الأحلام تتجسد على ارض الواقع من جديد، ويتوهج بفعلها التفاؤل بما سيتحقق بعون الله تعالى قريبا، تأكيدا لما تمتلكه العقبة من عمق عالمي حيوي واستراتيجي يرتكز على منظومة مقومات متكاملة إلى درجة كبيرة، تجعل "العقبة" أنموذجا في الريادة والتميز والإدارة كما أرادها سيد البلاد حفظه الله، وقلب العالم وعاصمته الاستثمارية واللوجستية .
إن دفعة الطاقة الإيجابية جراء هذه الخطوة، حركت الماء الراكد، وسرعت النبض في قلب المشروع وشرايينه، ليتدفق الدم وتدب الحياة بكل مفاصلة وبكل ما فيه من مشاريع اقتصادية واستثمارات في مختلف القطاعات وبشكل خاص القطاع السياحي، الذي بدا يتعافى وينفض الغبار المتراكم هنا وهناك جراء جائحة كورونا.
وكصحفي متابع وكاتب في الشأن الاقتصادي لا بد لي من توجيه الشكر الجزيل، إلى مقام سمو ولي العهد المعظم على متابعته الحثيثة للعقبة كمدينة سياحية شاطئية وحيدة في المملكة، وكمشروع وطني اقتصادي استراتيجي، تذبذب مستوى الأداء به كثيرا جراء تعاقب إدارت لم يكن بعضها نصيب من النجاح، وهذا ما صرح به سموه.
اعلم جيدا كغيري من الإعلاميين الذين واكبوا المشروع، كثير من إرهاصات المرحلة ومحطاتها، عندما شرعنت بعض مجالس المفوضين لأنفسها حصريا حق الانفراد بالقرار بعيدا عن نهج التشاركية مترفعة في برجها العاجي، حيث تعامل البعض مع العقبة الخاصة وكأنها مزرعة خاصة، مستبعدين الإعلام وهو الجناح الثاني للمشروع إما ترهيبا أو ترغيبا، ناهيك عن فقدان الصلة الحقيقية مع مكونات المجتمع المحلي العقباوي، باعتباره حاضنة المشروع ومنبع المدد له بالنجاح، حيث كانت الرؤية انتقائية وغير قابلة للقياس بالنتائج.
ختاما شكرا سيدي ولي العهد فثمار زياراتكم الكريمة للعقبة نضجت وأينعت وحان قطافها، ونحن نقرأ الإعلان الجريء للمهندس بخيت بتأسيس شركة للطيران في العقبة، جعلتني اقفز من مكاني وأقول بنفس عميق ( أخيرا ! )، ومبعث ذلك سيدي أن للعقبة جناحان تحلق بهما في فضاء جذب الاستثمار المحلي والعربي والعالمي وتصبح وجهة منشودة للمال والأعمال.
الجناح الأول هو (شركة طيران) والجناح الثاني هو (الإعلام) حيث كان الأمل ان يلقيا الاهتمام في مرحلة مبكرة مع ميلاد العقبة الخاصة عام 2001، ولكن مضت عشرون عاما ونحن نقارن ما تم إنفاقه على البنية التحتية، وما تابعناه من زحام استثماري مهول في سنواتها الأولى، والذي تبخر جزء كبير منه لأسباب واهنة أهما صعوبة الوصول إلى العقبة جوا وبرا، والثاني انحراف البوصلة الإعلامية على عواهنها.
ان جاءت الخطوة متأخرة كثيرا، لكنها شكلت نفطة تحول اقتصادية استراتيجية في مسيرة المشروع برمته، مما يتطلب العمل على الشركة الجديدة بحس وطني رفيع، يضع مصلحة النهوض بالعقبة في المقدمة، لتتحرك عجلة الاقتصاد والسياحة والاستثمار، ويتمتع الشباب بفرص العمل.
ولا شك أن الشركة ستشكل موردا ماليا زخما للمستثمرين والشركاء فيها، لما يتوفر في العقبة من فرص واعدة تضمن نجاح الاستثمار في الصناعات الجوية غير التقليدية ارتكازا على وجود مرفق جوي يمتلك مساحات شاسعة ( مطار الملك الحسين الدولي) ستتيح له بالإضافة إلى مقومات العقبة اللوجستية الهامة والمميزة عن غيرها وبالذات في موقعها في قلب الكرة الأرضة تأسيس نواة تنطلق منها الاستثمارات في الصناعات الجوية الخفيفة أيضا، كما ستحقق مردود مالي مجزي للدولة، وستسهم في تنمية الاقتصاد الوطني والمحلي، وتسهل تحقيق بنود الخطة الاستراتيجية الجديدة للعقبة وفقا لمساعي اللجنة التي يترأسها دولة الدكتور بشر الخصاونة، وبما يعزز من قدرة العقبة على استقطاب المستثمرين وجعلها بيئة جاذبة للاستثمار والحركة السياحية من مختلف المقاصد بأسعار منافسة، بما يرتقي لرؤية ومتطلبات رأس المال العالمي.
الجناح الأول للعقبة بداء يستعد للإقلاع، فماذا عن الجناح الثاني؟ والذي لا يقل أهمية عنه، ألا وهو الإعلام الوطني الصادق الجاد القادر على مخاطبة العقلية الاستثمارية العالمية، بما يوازي الرؤية الملكية والوطنية والعالمية للعقبة الاقتصادية الخاصة على اعتبار أن هدفها المستثمر ورأس المال الدولي وبالتالي هذا يفرض وجود خطاب إعلامي عربي ودولي يتحدث باسم العقبة.
تابعو جهينة نيوز على google news