تشويش غير مبرر على الوطن !!
من الظواهر الغريبة التي أصبحت تعاني منها المجتمعات قيام بعض الأشخاص بمنح أنفسهم تخصصات وألقاب وخبرات في مجالات الاقتصاد والسياسة والصحة والاجتماع والدبلوماسية وعلم الغيب … و أخطرها التحليل لكافة تخصصات الحياة ورسم معالم المستقبل للأوطان والأجيال القادمة… والمصيبة الكبرى أنهم يحاولون إقناع الآخرين بها ونشر هذا الاستشعار الغريب على منصات التواصل الاجتماعي، وقد يتفاقم الأمر معهم ويتم استضافتهم على قنوات ومحطات إعلامية تحت مسميات كخبير ومطلع ومراقب ومنجم ومحلل شؤون دولية…. الخطورة تكمن في تحليل قضايا الوطن ومستقبله من خلالهم وهم للأسف في واقع الحال لا يستطيعون تحليل الواقع الشخصي والعائلي الخاص بهم وحل مشاكلهم …. قد نستمتع بالاستماع لمثل هذه العينات في وقت الفراغ والملل في سردهم للقضايا الاجتماعية وارتفاع الأسعار والخوض في نسب وعائلة كورونا بأسلوب كان يستخدمه الحكواتي أيام زمان ….. لكن أن تأخذ هذه الشريحة على عاتقها وتمنح نفسها صلاحيات محلية وإقليمية ودولية لرسم خارطة طريق لوطن وشعب وهم لا يعرفون اسم الشارع المتواجدة بها منازلهم ولم يسافرون إلا ضمن عروض على طابا وشرم الشيخ …فهذا كفر ما بعده ضلال… الوطن بخير والقادم القريب أجمل وسوف تكتمل ملامح الانفراج في أسرع مما نتوقع … التفاؤل والأمل صفة لا يتمتع بها إلا كل ناضج وعاقل متزن مثقف مطلع ومراقب عاش مراحل الرخاء والضيق والتي عانت منها ومرت في مراحلها كل دول العالم دون استثناء ويعرف معانيها وكيف يتم التغلب على هذه التحديات التي تواجه الدولة في المحافل الدولية التي تساند الدول الصديقة للخروج من صعوبات اقتصادية متوقعة من الجميع في ظل الانعكاسات المالية والصحية التي تعصف بهذه المعمورة، وبالنتيجة !!النصيحة والتحليل السليم والمشاركة والمساهمة في معالجة القضايا الوطنية بالشكل المطلوب والصحيح واجب على كل منتمي وواعي للأخطار والتحديات والمؤامرات التي تحاك في الغرف السوداء اتجاه الدول التي لديها مواقف صلبة وبطولية لقرارات فرضت عليها جاهزة وتحت مسميات متعددة والتي عجزت عن رفضها أو التعليق عليها دول لديها كل الإمكانيات لرفض سياسة أمر كان مفروض على الجميع .