الجنوب السوري.. هل يعود صوت الرصاص؟
جهينة نيوز -بلال العبويني
يحقق الجيش السوري مكاسب متواصلة على صعيد جبهة الغوطة الشرقية، فقبل أيام استطاع شطرها إلى قسمين واستعاد مناطق استراتيجية، ما زاد من نسبة الأراضي التي يسيطر عليها في الغوطة إلى ما يزيد على 55 في المائة.
غير أن هذه المكاسب، من شأنها أن تفتح النار في مناطق جديدة وعلى الأخص في جنوب سوريا من التي تقع ضمن اتفاق خفض التوتر، جنوب غرب، الذي تم توقيعه في عمان، بتشرين الثاني الماضي بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة.
التقارير تقول إن المعارضة، وعلى رأسها الجيش السوري الحر كان يحضر لشن هجوم مباغت على مواقع الجيس السوري من أجل تخفيف الضغط على الغوطة الشرقية، غير أن طائرات الجيش السوري استبقت هجوم المعارضة بضربات جوية مباغتة.
ماذا يعني هذا التطور الجديد؟.
من المؤكد، أن الجيش السوري وحلفاءه سينجزون مهمة الغوطة الشرقية، ولا يعتقد أحد أن الوقت سيكون طويلا لتحقيق ذلك، فمعركة حلب، كانت أكثر تعقيدا من معركة الغوطة الشرقية الدائرة اليوم.
نقول ذلك، ما لم يحدث تطور كبير، تخطط له وتشارك فيه الدول الرئيسية الضالعة في الملف السوري وعلى الأخص أمريكا وروسيا.
بيد أن تحريك ملف الجنوب السوري، من شأنه أن يأتي على اتفاق خفض التوتر في المنطقة، وهو الاتفاق الذي سعت إليه الأردن ودفعت باتجاه ضرورة استمراره، ذلك أن التوتر في الجنوب السوري كان يشكل هاجسا وقلقا أمنيا بالنسبة للأردن، من ناحية القذائف التي كانت تسقط على مقربة من منازل أردنيين في شمال الأردن، ومن ناحية أثره على حركة تدفق اللاجئين باتجاه الأراضي الأردنية.
خلال الفترة التي تلت اتفاق وقف النار في آب الماضي، ومن ثم اتفاق خفض التوتر في تشرين الثاني الماضي، تزايد عدد اللاجئين الذين يعودون طوعا إلى بلادهم بعد أن شعروا أن مناطقهم أصبحت آمنة، حيث كانت الأرقام حسب احصائيات لمفوضية اللاجئين تزيد أوتنقص قليلا عن ألف لاجئ في الشهر.
عودة التوتر إلى المنطقة، من شأنها أن توقف حركة العودة الطوعية، ومن شأنها أن تحدث حالة عكسية بنزوح سوريين باتجاه الأراضي الأردنية بحثا عن الأمان، وبالتالي عودة التوتر في المنطقة إلى مربعه الأول، وهو ما لا تتمناه الأردن التي سعت إلى ترسيخ الاتفاق والاسترخاء قليلا من شد استمر قرابة سبع سنوات.
هل ينهار اتفاق خفض التوتر؟
على الرغم من الضربة الاستباقية للجيش السوري على مواقع للمعارضة في الجنوب، إلا أنه بالإمكان القول أن لا مصلحة للحكومة السورية في فتح معركة في الوقت الراهن في جنوب سوريا، وليس لديها مخطط لخرق اتفاق حليفتها الاوثق روسيا، هذا من جانب.
ومن جانب آخر، يمكن القول أن للأردن كلمة على بعض معارضي الجنوب السوري، وبالتالي فإن المتوقع أن تسعى عبر أولئك المعارضين إلى تهدئة الموقف وعدم السماح لهم بفتح معركة في الجنوب مع النظام.
كما أن المعارضين المسلحين في الجنوب يعلمون جيدا أن لا تكافؤ بالقوة بينهم وبين قوات الجيش السوري وحلفائه، وأن أي معركة ستكون بالمطلق في غير صالحهم.
بالتالي، فإن تصريحات المسلحين بضرب مواقع للجيش السوري للتخفيف عن الغوطة، لن تكون ذات أثر كبير، وكما إن الضربة الجوية التي نفذها الجيش السوري ليست أكثر من رسالة للمعارضين بجاهزية الرد على أي تحرك عسكري لقوات المعارضة.
ما يعني أن الجنوب السوري سيبقى على حاله، طبعا ما لم يكن للدول الضالعة في الملف السوري رأي أخر، كما أشرنا سابقا.//