banner
كتّاب جهينة
banner

مهن الضمان الخطرة والصحافة

جهينة نيوز -

مهن الضمان الخطرة والصحافة

وليد حسني

اصدرت مؤسسة الضمان الاجتماعي تصنيفا جديدا للمهن الخطرة تضاف الى سجلات مهنها الخطرة ليست مهنة الصحافة من بينها.

أذكر أن العديد من الزملاء الصحفيين وجهوا مذكرة لمديرة الضمان الإجتماعي السيدة نادية الروابده طالبوا فيها تصنيف مهنة الصحافة من ضمن المهن الخطرة، كان ذلك في مطالع هذا العام، إلا أن الضمان لم تأخذ بهذا المطلب، بل إن السيدة الروابده اعتبرت مهنة الصحافة من المهن المكتبية التي لا خطر يهدد اهلها في مؤتمر صحفي عقدته في شهر نيسان العام الجاري، إلا أنها وعدت بدراسة مطالب الصحفيين، ولا تبدو ان ثمة مؤشرات تدلل على دراسة تلك المطالب حتى اليوم.

وأذكر أنني وعدد من الزملاء الصحفيين تحدثنا مطولا ومبكرا مع عشرات النواب ابان مناقشة قانون الضمان الإجتماعي واعتماد مهنة الصحافة من المهن الخطرة إلا أن جهود الزملاء الصحفيين باءت بالفشل، وظلت مهنة الصحافة بمنأى عن اعتبارها مهنة خطرة تودي بأهلها إما الى القتل او الموت بالسكتات القلبية، فضلا عن عشرات الأمراض المزمنة الأخرى قد يكون أقلها ضغط الدم المرتفع.

الضمان الاجتماعي تعرف المهن الخطرة بموجب قانونها بانها (المهن التي تؤدي إلى الإضرار بصحة أو حياة المؤمن عليه نتيجة تعرّضه لعوامل أو ظروف خطرة في بيئة العمل على الرغم من تطبيق شروط ومعايير السلامة والصحة المهنيّة).

وبموجب هذا التعريف من حقي التساؤل عما تورثه مهنة الصحافة لأصحابها ومدمنيها غير الإضرار بالصحة نتيجة التعرض لظروف عمل خطرة، من بينها الضغط النفسي ومآلاته المفجعة، والضغط الوظيفي خاصة في ظل اجواء عمل لم تعد الصحافة فيها تكفل الأمان الوظيفي لإبن المهنة، وصار الصحفي مطلع كل شمس وهو ينتظر من يقول له"ناسف.. لقد أغلقنا..؟".

إن الجهد العقلي والنفسي الذي يبذله الصحفي في غرف الأخبار أو في الميدان يعرضه لضغط نفسي وفكري وعقلي اضعاف ما يتعرض له أبناء المهن العضلية الأخرى التي تعرض أصحابها لمخاطر حقيقية إلا أن المخاطر الناجمة عن مهنة الصحافة لا تقل خطرا وفتكا عن المهن العضلية والفكرية والعقلية الأخرى.

وفي ظل عمل الصحفيين في اجواء لا توفر لهم الأمان في ميدان العمل، وفي أعمالهم اليومية اتي يمارسونها تحت الضغط فإن هذه المهنة لا تبدو بمناى تماما عن المهن الخطرة التي تقوم مؤسسة الضمان الإجتماعي باعتمادها ضمن خطتها الإستراتيجية للاعوام ( 2017 ــ 2019 )، ولا أظنها تتعارض مع المفهوم الشامل الذي تعتمده المؤسسة في تعريف وتحديد المهن الخطرة.

إن نقابة الصحفيين والزملاء في مجلس النقابة وفي الهيئة العامة مدعوون تماما لممارسة الضغط بالحوار وبالتوضيح إلى أي مدى تمثل مهنة الصحافة خطرا على أهلها، وهو الخطر الذي نراه ونعايشه يوميا، وهو الضغط النفسي، والضغط الوظيفي ، ولا اظن احدا يرفض اعتبار الضغط النفسي ضغطا خطرا على الصحة النفسية والجسدية، بل قد يكون اكثر خطرا مما يتوقعه أحد.//

تابعو جهينة نيوز على google news