موسكو تؤكد: لا علاقة لنا بقصف الغوطة

غوطة  دمشق تغرق بالدماء والمعارضة تحذر من "إبادة"

 

عواصم - وكالات - جهينةنيوز  – مامون العمري

مرة اخرى يدفع الشعب السوري الاعزل  ثمن صراع الاطراف الدولية  على الاستحواذ على  ارضه ، وسط صمت الفعل من قوات نظامه المتمترس بالبقاء خلف  عصابات الحرس الثوري ، وحزب الله  واليوم تواصل القصف الجوي والصاروخي المكثف والعنيف من قوات النظام السوري وروسيا على الغوطة الشرقية، وارتفع عدد القتلى خلال 24 ساعة إلى أكثر من 180 مدنيا بينهم أطفال ونساء. وبينما وصفت المعارضة السورية "الاعتداء الهمجي" على الغوطة بأنه "حرب إبادة"، طالبت الأمم المتحدة بالتوقف الفوري عن قصف المدنيين، وحذرت من خروج الوضع الإنساني عن السيطرة.

وقد استخدمت طائرات النظام البراميل المتفجرة في قصفها بلدات مسرابا وبيت سوا والزريقية وحرزما بغوطة دمشق الشرقية.

في حين أعلنت فصائل المعارضة المسلحة مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام خلال صدها هجوما لهم على مواقعها في الغوطة الشرقية.

منذ سنوات، تشكل الغوطة الشرقية الخاصرة الرخوة للنظام السوري، مع صمود الفصائل المعارضة فيها وقدرتها رغم الحصار المحكم على استهداف العاصمة، ما يرجح وفق محللين، توجه دمشق لحسم عسكري في المنطقة، الانباط في عددها اليوم تسلط الضوء على مجريات العمليات في الغوطة  واهميتها ، وابعاد استهدافها فيما يوصف الان بالابادة الجماعية .

وتحظى هذه المنطقة المحاصرة بشكل محكم منذ العام 2013، بأهمية مزدوجة لدى الفصائل المعارضة كونها آخر أبرز معاقلها، وكذلك لدى القوات الحكومية التي تسعى لضمان أمن دمشق، بعدما تمكنت من استعادة السيطرة على أكثر من نصف مساحة سوريا.

ومنذ الاثنين يشنّ سلاحا الجو السوري والروسي عشرات الغارات على الأحياء السكنية في مدن الغوطة الشرقية وبلداتها مثل سقبا وجسرين وحمورية، فضلا عن القصف المدفعي، مما أدى إلى توقف المستشفى الميداني في مدينة سقبا عن الخدمة.

واكتظت مستشفيات الغوطة -التي تخضع لاتفاق خفض التصعيد- بالمصابين الذين زاد عددهم عن ثلاثمئة، بينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني نقصا حادا في المواد والمعدات الطبية جراء حصار محكم تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013.

وتزامن التصعيد السوري والروسي مع إرسال تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة.

وعلى أثر هذا التصعيد، طلبت محافظة ريف دمشق والحكومة المؤقتة التابعتان للمعارضة السورية من هيئة التفاوض تعليق المفاوضات بهدف إنهاء التصعيد في الغوطة الشرقية وفك الحصار عنها.

وقالت إن تصاعد القصف الهستيري للنظام تزامن مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن تطبيق نموذج حلب على الغوطة الشرقية، وهذا يؤكد الخيار العسكري للنظام السوري وروسيا في الحل، وأنهما لا يعيران أي اهتمام للمسار التفاوضي، وفق المعارضة.

وكان لافروف قال إن تجربة إخلاء مدينة حلب من المسلحين يمكن أن تُطبق في الغوطة الشرقية، وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل أن أي عملية عسكرية يجب أن تراعي النتائج التي يمكن أن تنعكس على الوضع الإنساني.

من جانبه اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية روسيا بأنها "تريد دفن العملية السياسية" من خلال هذا التصعيد، وأضاف في بيان "لم تكن حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي أن يقعا على أهالي الغوطة لولا الصمت الدولي المطبق".

وفي الأثناء، طالبت الأمم المتحدة بالوقف الفوري لاستهداف المدنيين في الغوطة الشرقية. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس الليلة الماضية في بيان إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق "يجب أن يتوقف حالا"، في وقت "يخرج فيه الوضع الإنساني عن السيطرة".

من جهته، نقل فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قلق العاملين في المجال الإنساني في سوريا على سلامة حوالي أربعمئة ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية، وقال إن القصف المدفعي والجوي على دوما الاثنين أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا، بحسب التقارير التي اطّلعت عليها الأمم المتحدة.

وكانت الأمم المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن سوريا تشهد بعضا من أسوأ المعارك خلال الصراع الذي اقترب من دخول عامه الثامن، مشيرة إلى أن سوء التغذية زاد بشدة في الغوطة ولا سيما بين الأطفال.

بدوره، دعا الاتحاد الأوروبي المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء آلام الشعب السوري في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية خلال الأسابيع الأخيرة في محافظة إدلب والغوطة الشرقية بريف دمشق.

ودعا الاتحاد في بيان جميع أطراف النزاع إلى إنهاء العنف وحماية الشعب السوري وفق القانون الإنساني الدولي، مشيرا إلى ضرورة مشاركة المعنيين بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

الأمم المتحدة تحذر من أن الغوطة الشرقية قد تتحول إلى حلب ثانية

 

حذرت الأمم المتحدة من أن منطقة الغوطة الشرقية القريبة من العاصمة السورية دمشق قد تتحول إلى حلب ثانية، مع تواصل القصف الحكومي على الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة فيها لليوم الثالث على التوالي.

وأفادت تقارير بمقتل أكثر من ستين مدنيا في هجمات جديدة للقوات الحكومية الثلاثاء.

ويقول مراقبون إن أكثر من مئة شخص قد قتلوا في هجمات جديدة للقوات الحكومية السورية لليوم الثاني على التوالي.

وقال متطوعو الدفاع المدني السوري إن القصف الجوي والمدفعي على بلدة المرج خلف 24 قتيلا.

وقالت جماعة مراقبة إن 127 مدنيا قد قتلوا يوم الاثنين الذي بات الأكثر دموية خلال الثلاث سنوات الأخيرة في هذ الجيب للمعارضة الذي يحاصر فيه نحو 393 ألف نسمة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع بدأ يتحول إلى "خارج السيطرة بشكل مطرد".

وحضت على الوقف الفوري للقصف العشوائي على الغوطة الشرقية وعلى وقف إطلاق النار للسماح بإدخال مساعدات الإغاثة الإنسانية وإسعاف وإخلاء مئات الجرحى والمرضى.

وأشارت الى أن ستة مستشفيات قد استهدفت في القصف، بينما قال سكان من المنطقة إن القصف طال المدارس والبيوت، وتحدثوا عن أن الطائرات الروسية والسورية ظلت تحلق بشكل مستمر في سماء المنطقة.

وقال ناشطون إن 10 بلدات وقرى، على الأقل، في عموم منطقة الغوطة الشرقية تعرضت لقصف القوات الحكومية وحلفائها الثلاثاء.

ويقول متطوعو الدفاع المدني، الذين يعرفون باسم القبعات البيض، إن خمسة أشخاص من النساء والأطفال بين القتلى الـ 24 في بلدة المرج. كما قتل 10 مدنيين في الضربات الجوية التي تعرضت لها بلدتي عربين ومصرابا.

وأفادت لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من الناشطين المعارضين، بمقتل 77 مدنيا، بينما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن حصيلة القتلى كانت 50 شخصا بينهم 13 طفلا.

وأجمل المرصد عدد القتلى 194 والجرحى بـ 850 شخصا منذ تكثيف القصف الحكومي ليل الأحد.

وفي غضون ذلك، أفاد التلفزيون السوري الحكومي بمقتل ستة أشخاص وجرح 13 آخرين في قصف بقذائف الهاون انطلق من منطقة الغوطة الشرقية على مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية.

ولم يعلق الجيش السوري على تقارير ما يجري في الغوطة الشرقية، لكنه قال إنه شن "ضربات دقيقة" على المناطق التي انطلقت منها القذائف.

وقال طبيب محلي لإتحاد منظمات الإغاثة والعناية الطبية، التي تدعم المنشآت الطبية في الغوطة الشرقية، إن الوضع هناك "كارثي".

               

من الملح الآن إنهاء تلك المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها، ويجب أن تُوقف فورا عمليات استهداف المدنيين والبنى التحتيةمنسق الأمم المتحدة الإقليمي لشؤون الإغاثة في سوريا, بانوس مومتزيس

وأضاف أن "الناس ليس لديهم أي مكان يلجأون إليه. إنهم يحاولون البقاء على قيد الحياة، لكن الجوع الذي تعرضوا له بسبب الحصار قد أضعفهم بشكل كبير".

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي لشؤون الإغاثة في الأزمة السورية، بانوس مومتزيس، الاثنين إن العديد من السكان ليس أمامهم سوى "خيارات محدودة في اللجوء إلى الأقبية والملاجئ تحت الأرض مع الأطفال".

وأضاف أن ثمة شح كبير في الأغذية، لأن الحكومة لم تسمح إلا لقافلة واحدة بالدخول إلى الغوطة الشرقية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.

وتكلف حزمة الخبز في الغوطة الشرقية ما يقارب 22 مرة ضعف المعدل الوطني، كما أن نسبة 11.9 في المئة من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، وهو أعلى معدل في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في 2011

وحض مومتزيس كل الأطراف على الالتزام التام بما يفرضه القانون الدولي عليهم وعلى تسهيل كل الإجراءات والسبل لحماية المدنيين.

وأضاف "من الملح الآن إنهاء تلك المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها، ويجب أن تُوقف فورا عمليات استهداف المدنيين والبنى التحتية".

 

لماذا كثفت الحكومة القصف؟

تمثل الغوطة الشرقية آخر معقل المعارضة القوية بالقرب من دمشق. ويهيمن عليها فصيل إسلامي معارض يدعى جيش الإسلام، كما تعمل هناك أيضا هيئة تحرير الشام، وهو تحالف لمسلحين جهاديين يقوده موالون سابقون لتنظيم القاعدة في سوريا.

وكانت هذه المنطقة صنفت ضمن مناطق "خفض التوتر" في الإتفاق الذي رعته روسيا وإيران، الحليفتان الرئيسيتان للحكومة فضلا عن تركيا التي تدعم المعارضة.

بيد أن الأعمال العدائية تكثفت في المنطقة منذ منتصف تشرين الثاني، عندما صعد الجيش السوري قصفه المدفعي والجوي على هذا الجيب المعارض ردا على هجوم قامت به المعارضة المسلحة.

ويعتقد البعض أن التصعيد الأخير يشير إلى اقتراب قيام القوات الحكومية بهجوم أرضي كبير في محاولة لاستعادة المنطقة.

وقالت صحيفة الوطن الموالية للحكومة إن "عملية واسعة" قد تبدأ "في أي لحظة"، وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله، الحليف للحكومة السورية، إن الجيش السوري أرسل تعزيزات إلى المنطقة.

موسكو تؤكد: لا علاقة لنا بقصف الغوطة

 

نفى الكرملين الاربعاء ضلوع روسيا في القصف على الغوطة الشرقية الذي اوقع 250 قتيلا منذ الاحد في هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "انها اتهامات لا اساس لها" بعدما اتهمت الخارجية الاميركية الثلاثاء روسيا بانها "مسؤولة" عن هذه الهجمات وعن "الوضع الانساني الرهيب في الغوطة الشرقية والحصيلة المهولة للقتلى في صفوف المدنيين" في هذه المنطقة الواقعة شرق دمشق.

الاندبندنت :- الغوطة الشرقية.. آخر الحصارات الكبرى في الحرب السورية

 

رأى المعلّق في صحيفة "إندبندنت" باتريك كوكبيرن، في تقرير نقله موقع "عربي 21" أنّ الهجوم الشديد الذي يقوم به النظام السوري حالياً في الغوطة الشرقية لدمشق قد يكون آخر الحصارات في الحرب السورية.

ويشير التقرير إلى أنَّ المعارضة استطاعت السَّيطرة على الغوطة لوقت طويل، بسبب كبر مساحتها، ولأنّ سكانها المحاصرين كان باستطاعتهم زراعة ما يحتاجونه من طعام، مستدركاً بأنّ القوات السورية شدَّدت الحصار عليها منذ العام الماضي.

ويلفت كوكبيرن إلى الجولة الأخيرة من العنف، التي شملت قصفاً جوياً ومدفعياً، أدّت إلى مقتل أكثر من 200 مدني في الأيام الماضية، مشيراً إلى أنّ "قوة القصف الذي استخدمت فيه القذائف المدفعية والقنابل والصواريخ كان مكثفاً، ولم تشهد المنطقة مثله منذ سنوات، وهو ما يشير إلى عملية واسعة للسيطرة على الغوطة، مثل الهجوم الأخير على شرقي حلب، أو أن هناك محاولة أخيرة للتفاوض لإجلاء المقاتلين عن المنطقة".

وتقول الصحيفة إنَّ حصار الغوطة قد يكون آخر الحصارات الكبيرة التي تميزت بها "الحرب الأهلية" خلال السنوات الأخيرة، وجعلتها نزاعاً مدمراً، ففي بداية الحرب حدّثت قوات الحكومة استراتيجية مغادرة مناطق المعارضة، وفرض حصار حولها، وتكثيف وجود القوات الموالية للدفاع عن المناطق الموالية لها والطرق الضّرورية والأحياء المهمة، وأحيطت مناطق المعارضة بنقاط التفتيش، وتعرض السكان فيها لقصف مدفعي وجوي متقطع.

ويقول مدير أبحاث الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس لوكالة فرانس برس إن "استمرار مقاومة الفصائل في الغوطة الشرقية بات مسألة محرجة وعبئاً كبيراً على النظام، كونه يقدم نفسه المنتصر في الحرب ويأمل في اقناع المجتمع الدولي بأنه يواجه معارضة لا تذكر موزعة على جيوب" في مناطق محدودة.

وبحسب لانديس، "لا تزال فصائل الغوطة قادرة على شن هجمات على دمشق نفسها، معكرة صفو هدوء العاصمة".

ويوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في تصريحات لفرانس برس أن "الغوطة الشرقية هي فعلاً الخاصرة الرخوة للنظام، لأن الفصائل الموجودة فيها قوية وتهدد دمشق بشكل مباشر".

وتسيطر الفصائل المعارضة على أكثر من مئة كيلومتر مربع من الغوطة الشرقية. ويعيش في تلك المناطق المحاصرة، وفق الأمم المتحدة، نحو 400 ألف شخص.

وأوقعت الغارات الكثيفة والقصف الذي يستهدفها آلاف القتلى والجرحى منذ اندلاع النزاع في العام 2011، بحسب المرصد.

ورغم ذلك لا تزال الفصائل المعارضة قادرة على استهداف دمشق بالقذائف التي حصدت مئات الضحايا أيضاً خلال سنوات، وان كانت وتيرتها تراجعت مع استرجاع النظام مناطق واسعة في ريف دمشق وتمكنه من عزل الفصائل.

وبعد اقرار اتفاق خفض التوتر الذي يشمل الغوطة الشرقية، تراجعت وتيرة القتال والقصف لفترات محددة، قبل أن يتعرض الاتفاق لانتهاكات كبرى آخرها قبل أسبوع.

وتسبب الحصار أيضا بحالات سوء تغذية حادة وبنقص في الخدمات الطبية الاولية. وتحذر منظمات دولية بإنتظام من مآساة انسانية حقيقية في المنطقة.

ورغم تفاقم معاناة المدنيين المحاصرين، لا يزال لدى الفصائل المعارضة "حاضنة شعبية، اذ ان آلآلاف من المقاتلين فيها من أهالي المنطقة" بحسب عبد الرحمن.

ويعد جيش الاسلام الفصيل المعارض الأقوى في المنطقة ويسيطر على الجزء الأكبر منها ويشمل مدينة دوما ومحيطها وبلدات النشابية ومسرابا وسواها. ويعد هذا الفصيل شريكاً في اتفاق خفض التوتر وهو ممثل على طاولة المفاوضات في جنيف.

ويسيطر "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل على ما يسمى بالقطاع الأوسط الذي يضم مدناً عدة أبرزها عربين وحمورية ومديرا. ولهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وجود محدود في هذا القطاع يقتصر على بعض المقرات.

وتنفرد حركة أحرار الشام من جهتها بالسيطرة على مدينة حرستا ومحيطها على أطراف الغوطة الشرقية من جهة دمشق. وتخوض منذ أسبوع الى جانب هيئة تحرير الشام معارك عنيفة ضد قوات النظام تمكنت خلالها من حصار ادارة المركبات، القاعدة الوحيدة للجيش في الغوطة الشرقية.

ويتوقع المحلل المتخصص في الشأن السوري في مؤسسة "سنتشوري" للأبحاث سام هيلر في تصريحات لفرانس برس أن "يصعّد النظام عملياته لرد هجوم الفصائل واستعادة تلك المنقطة، مهما كلفه الأمر من قوات وتعزيزات".

وأفادت وسائل اعلام سورية في اليومين الأخيرين عن تعزيزات للجيش وصلت الى المنطقة للمشاركة في القتال.

ويتحدث لانديس عن "اعادة تموضع القوات السورية للقتال في حماة (وسط) والغوطة الشرقية بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش" في شمال وشرق سوريا.

واذا كان مسار الأمور يتوجه وفق هيلر "نحو حسم عسكري لصالح النظام في مناطق سيطرة فيلق الرحمن وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام" فإن واقع الحال مختلف في مناطق سيطرة جيش الاسلام.

يمثل هذا الفصيل "قوة عسكرية لا يستهان بها ويسيطر على كتلة سكنية كبيرة من الصعب على النظام هضمها" بحسب هيلر. كما أن من شأن "انخراطه في محادثات جادة مع الجانب الروسي أن يؤدي إلى حل تفاوضي يبقيه في مكانه بعد تقديم تنازلات" معينة.

ويشكل إبعاد خطر الفصائل عن دمشق أولوية للنظام السوري، وهو ما قد يكون دفعه الى الموافقة "مؤقتاً" على اتفاق خفض التوتر الذي يتوقع لانديس أن "يتلاشى" تدريجياً في الأسابيع المقبلة.