قرارات خاطئة للأمهات أثناء العزل الصحي

جهينة نيوز - تزامنا مع تنفيذ سياسات العزل الصحي والبقاء في المنزل للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يظن بعض الأمهات أن الفرصة سانحة من أجل فطام الرضع أو تدريبهم على خلع الحفاضات.

لكن تعد القرارات التي اعتمدت بصورة رئيسية على استثمار فكرة قضاء وقت طويل بالمنزل، "خاطئة تماما"، بحسب الكاتبة مروة رخا، المتخصصة في التربية والتعليم بطريقة منتسوري، التي تؤكد أن فترة الحجر الصحي الحالي ليست الوقت المناسب للفطام أو التخلص من الحفاضات، ولكن لماذا؟

الرضاعة والأمان
المعنى المباشر للفطام هو التوقف عن الرضاعة الطبيعية، والمعنى الأشمل هو قطع علاقة الطفل بثدي أمه، وتنصح "رخا" قبل اتخاذ قرار الفطام، أن ننظر للأمر من منظور الأطفال.

منذ عمر الستة أشهر، يبدأ الطفل في تذوق أصناف الطعام، لكنه يظل، عادة، متعلق بالرضاعة باعتبارها مصدر الأمان والطمأنينة، فهي علاقة خاصة تجمعه بأمه.

يدوم ذلك الاحتياج الغريزي لدى الطفل منذ الولادة وقد يستمر حتى العام الثالث، وتكون ذروة الاحتياج لعملية الرضاعة سواء الطبيعية أو الصناعية في العام الثاني، وتبدأ في الاختفاء تدريجيا من بعد عامين ونصف.

تحذر "رخا" من إجبار الطفل على التخلي عن الرضاعة دون تمهيد، سواء كانت طبيعية أو صناعية، مما يجعله يلجأ إلى "مص" أحد أصابعه أو لعبة من ألعابه أو طرف الوسادة أو البطانية، مما يعرضه للأمراض.

كسر العادات
الإجبار والمرض والشعور بالملل، عوامل أساسية لفشل الفطام. حيث توضح "رخا" أن أصعب ما في مرحلة الفطام هو كسر العادات والهرب من الذكريات، فكلما نظر الطفل إلى شيء أو مكان يذكره بالرضاعة سيرغب فيها، وكلما شعر الطفل بالملل أو الخوف أو الألم سيرغب في الرضاعة، لذلك الفطام مع البقاء في المنزل لفترات طويلة غير مناسب.

وأضافت الكاتبة المتخصصة في مجال التربية "يجب كسر حلقة الذكريات، والخروج من المنزل باعتباره مكان الذكريات، إلى مكان يتيح للطفل اللعب والجري والاستمتاع لمدة ثلاثة أو أربعة أيام متواصلة لتنجح عملية الفطام وتمر بسلام".

والطفل وحده صاحب الحق في اتخاذ قرار الفطام، بحسب رخا، حيث يجب أن يكون الطفل قد أظهر استعداده النفسي لذلك، وأظهر استغناء كبيرا عن الرضاعة، أي غير متعلق بصورة كبيرة بالرضاعة، إذ يتناول الطعام بصورة جيدة، الانشغال باللعب لفترات طويلة.

قرار طفلك وليس قرارك
وكما في الفطام، يعود قرار التخلص من الحفاض أيضا إلى الطفل وليس الأم، إذ تؤكد رخا أن استعداد الطفل وتقبله النفسي للاستغناء عن الحفاض هو الفيصل في تلك المسألة، وليس الوقت أو قرار الأم أو حتى عمر الطفل.

بعض الأطفال يمكنهم التخلي عن الحفاضة في عمر عامين والبعض الآخر قد لا يستطيع القيام بهذه الخطوة قبل أربعة أعوام وهناك حالات تتأخر حتى ست سنوات، وكلما حدث الأمر بالإجبار كلما كانت هناك فرصة أكبر للانتكاسة.

علامات الاستعداد
أشارت مروة رخا إلى عدد من العلامات التي تدل إلى استعداد الطفل للاستغناء عن الحفاض منها:

1- أن تكون مثانة الطفل قادرة على الاحتفاظ بالبول، ويظهر ذلك من خلال جفاف الحفاض على الأقل لمدة ساعتين.

2- وجود وقت محدد للإخراج عادة مرة واحدة في اليوم في الصباح، وهي إشارة جيدة إلى أن الطفل مستعد، بمعنى أن تكون عملية الإخراج لديه منتظمة.

3- أن يستطيع النوم مع الحفاظ على جفاف الحفاض معظم الوقت.

4- أن يكون متحمسا للفكرة.

5- أن يظهر علامات تشير إلى استقلاليته ورغبته في الاعتماد على نفسه.

6- أن يستطيع التعبير عن حاجته للتبول بالكلام أو بالإشارة.

7- إتقان الطفل خلع الملابس وارتدائها، والتنظيف بالماء واستخدام المناديل الورقية، وغسل اليدين بعد الانتهاء، وقد يحتاج الطفل المساعدة في العديد من هذه المراحل ولكنها جزء مهم من تعليم الطفل كيفية العناية بنظافته الشخصية عند الاستغناء عن الحفاضات.

تهيئة الطفل للقرار
يختبر الطفل حالة الفراق حين يستغنى عن الحفاض، فهو يشعر بأنه يفارق جزء منه وهو أصعب ما في الأمر مما يصيبه بالحزن والبكاء.

وهنا تؤكد ضرورة إعداد الطفل نفسيا لخلع الحفاض، بعد التأكد من علامات استعداده لتلك الخطوة، ويكون الإعداد من خلال تلك الخطوات:

1- إشراكه في اختيار وشراء الملابس الداخلية بدلا عن الحفاضات.

2- التعامل مع آخر عبوة حفاضات بطريقة العد التنازلي الذي سيكون بعده التخلي تماما عن الحفاضة، وإخبار الطفل يوميا بالعدد المتبقي من الحفاضات وقرب انتهائها ليصبح مثل الأشخاص الكبار.

3- استخدام القصص والحكايات والأغاني لتهيئته نفسيا، وكتب عن الجهاز الهضمي وعملية الإخراج.

ماذا بعد اتخاذ القرار؟
بعد اتخاذ قرار الاستغناء عن الحفاضات يجب على الأم مراعاة عدد من النقاط:

1- خلع الحفاضات تماما مرة واحدة وليس تدريجيا.

2- أن تلامس قدم الطفل الأرض أثناء الجلوس على مقعد الحمام، وذلك بوضع مسند أسفل قدمه.

3- عدم الاعتماد على فتح مصدر ماء بجانب الطفل لمساعدته على التبول، لأنها تؤدي إلى برمجة الطفل وتعويده على التبول عند سماع صوت الماء في أي وقت