مختصون: إحياء التكافل مع حلول رمضان يسهم في رفع البلاء
جهينة نيوز -ثمّن عدد من علماء الشريعة الإسلامية ثقافة التكافل الاجتماعي التي تجسدها الدولة الأردنية في تقديم التبرعات والمساعدات، سواء من قبل الحكومة أو الشركات والمؤسسات العامة والخاصة وأفراد المجتمع، بسبب جائحة كورونا التي يعيشها الأردن ويمر بها العالم اليوم.
وأشاروا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن التكافل الاجتماعي بين الأردنيين بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بات يشكل أنموذجا أمام العالم، وعنوانا رئيسا عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية. وأكدوا أن وقوف الأردنيين مع بعضهم البعض تأكيد على امتثالهم لمفاهيم دينهم الحنيف الذي يحثنا على التكافل ووحدة الصف وشعور كل منا مع الآخر في مختلف الظروف، مشددين على أن هذا العمل الخيري يساهم في رفع البلاء عن الوطن، لا سيما أننا على أبواب شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه الأجور. عميد كلية الشريعة الإسلامية سابقا في الجامعة الأردنية، الأستاذ الدكتور محمود السرطاوي، قال إن أكثر ما يميز ديننا الحنيف ويعتبر من مبادئه الأساسية هو التكافل الاجتماعي، ويدل على ذلك أن الله تعالى جعل الزكاة التي تعتبر نوعا من أنواع التكافل وركنا من أركانه الخمسة ولا يكتمل إيمان المرء إلا بأدائها. وأشار إلى أن ما نمر به من ظروف استثنائية يستوجب علينا العودة إلى الله تعالى، فربما جاءت هذه الظروف الطارئة لكي تدعونا إلى التطلع للفقراء والوقوف معهم وتقديم ما يغنيهم عن السؤال، وهذا ما لمسناه في توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة بإنشاء صندوق "همة وطن" لدعم عمال المياومة الذين قال عنهم جلالته:" هؤلاء ساهموا في بناء الوطن ورفعته ولا يجوز التخلي عنهم". وأضاف السرطاوي "علينا أن نشكر الله تعالى الذي من علينا بالخير، من خلال تقديم المساعدات للأسر الفقيرة والمحتاجة، بغض النظر عن جنسيتها وديانتها فكلنا سواء في البلاء، مؤكدا أن الشعب الأردني معروف بكرمه وعطائه مع الغير، فليس غريبا عليه أن يقف مع أبناء وطنه ومجتمعه في مثل هذه الظروف القاسية". ودعا المقتدرين لتقديم الدعم اللازم للصناديق الخيرية "همة وطن" وصندوق الخير التابع لوزارة التنمية الإجتماعية وصندوق الزكاة، موضحا أن هناك حقا للفقراء في أموال الأغنياء، وأن الزكاة تدفع في الأوضاع الطبيعية المستقرة للفقراء، أما إذا احتاج المجتمع في الحالات الطارئة إلى المساعدة وجب على الأغنياء بذل أموالهم بقدر ما يدفع الضرر ويسد حاجات الناس.كما دعا إلفى التعاون لتمكين تلك الصناديق من إيصال المساعدات المالية والعينية للأسر الفقيرة والمحتاجة، وعمال المياومة الذين تضرروا من أزمة كورونا، خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك، فلعل وعسى أن تشفع لنا الصدقات والتبرعات والزكوات عند الله تعالى، بزوال الغمة وعودة الحياة إلى طبيعتها، فالصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع البلاء". وقال مفتي عام الدفاع المدني الأسبق وأستاذ الشريعة في جامعة العلوم الإسلامية، الدكتور محمد الغول "يغلب على المجتمع الأردني الطابع الديني، والتدين عادة يجر إلى الكرم والإيثار، والمجتمع الأردني مجتمع عربي أصيل متجذر، يدل على ذلك استقباله هجرات متتالية لشعوب وجدت فيه احتراما وحضنا دافئا". ونوه إلى أن "عادات المجتمع الحسنة قد تتحول لعبادات، ولا يلزم ذلك سوى النية الخالصة لوجه الله تعالى، فيجمع بين الإنسانية والعبادة بغض النظر عن نوع المساعدة المقدمة، حتى لو كانت كلمة طيبة، فالوطن بحاجة لدعم مادي ومعنوي، وتحقيق صور التكافل يطهر الأموال ويبارك بحياة الناس فقد قال عليه الصلاة والسلام:" داووا مرضاكم بالصدقات". ولفت إلى أن "الأردن قدم أنموذجا يحتذى به في هذه الفترة، فوجدنا تسامحا من الناس في طلب حقوقهم؛ كعدم طلب الإيجار من المستأجرين وقيام بعض التجار وأصحاب الأموال بالتنازل عن بعض حقوقهم المالية أو العينية، فهؤلاء يشد على إيديهم، خاصة أننا على أبواب شهر رمضان المبارك". وقال استاذ العلوم التربوية في كلية عمان الجامعية سابقا والناشط الاجتماعي، الدكتور جعفر المعايطة، إن "الأمة الحيّة هي التي تتكافل فيما بينها، وتتقاسم رغيف الخبز، وهذا ما يميز المجتمع الأردني الذي تجسد قيادته الهاشمية دائما أروع معاني التكافل الاجتماعي فقد كان جلالته سباقا في تقديم التبرعات والمساعدات للأسر الفقيرة والمحتاجة، والصورة ذاتها نلمسها عند أبناء شعبنا". وأوضح أن "التكافل بين أبناء المجتمع الواحد يترك أثرا إيجابيا يسهم في رفع البلاء، فالله تعالى ينظر إلى قلوب عباده ونواياهم، فإذا كانت قلوبنا على بعضها البعض كالجسد الواحد - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان الله معنا، مشددا على أن علينا دعم كافة القرارات التي من الممكن أن تساهم في خروجنا من هذه الأزمة الصعبة التي نعيشها".
--(بترا)