مؤسسات أردنية طوعت التكنولوجيا وواصلت عملها عن بعد
جهينة نيوز -واصلت العديد من الشركات والمؤسسات الأردنية ممارسة عملها عن بعد خلال أزمة كورونا وخلال فترة التعطيل التي أعلنتها الحكومة ومازال العاملون في هذه الشركات يمارسون أعمالهم من منازلهم بكل كفاءة واقتدار.
وساهمت الحلول التكنولوجية في مساعدة العاملين والتواصل فيما بينهم ومع مؤسساتهم لإنجاز الاعمال اليومية المطلوبة منهم والتواصل مع العالم او فروعهم في دول اخرى في بعض المجالات ، وعملت على توفير التواصل بين الرؤساء والمرؤسين في هذه المؤسسات من خلال عدة تقنيات تكنولوجية وهم في منازلهم ملتزمون باوامر الدفاع الصادرة عن رئيس الوزراء . وأكد رجال اعمال وخبراء ومختصون ل ( بترا ) أن تفعيل آلية العمل عن بعد في القطاعين العام والخاص، في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة التي يمر بها العالم نتيجة تداعيات انتشار فيروس كورونا من شأنها أن تدعم إجراءات المملكة في الحد من انتشار الفيروس والحفاظ على صحة وسلامة المجتمع ككل. وثمنوا الجهود الحكومية في مواجهة فيروس كورونا مؤكدين أن الاردن قادر على مواجهة التحديات مشيرين الى إن وسائل التكنولوجيا والبنية التحتية المتطورة تساهم بشكل كبير في إنجاز العديد من الأعمال من المنازل حفاظا على صحة وسلامة الأفراد وهو أسلوب متبع في العديد من البلدان المتطورة . وقال رجل الاعمال الدكتور طلال ابو غزاله ان العمل عن بعد هو نموذج ادارة اعمال الزمن القادم خاصة وان الأعمال تحتاج في بعض الأوقات إلى التكيف من خلال العمل عن بعد، وربطها بالتقنيات اللازمة لحسن إنجازها . وبين ان الهدف الرئيس الذي تصبو إليه المؤسسات في ظل الحاجة للعمل عن بعد هو الإبقاء على حاجاتها الأساسية قائمة أثناء هذه الفترة كما كانت قبلها مشيرا الى اننا نعيش في سوق "الذكاء الاصطناعي"، وعلى كل فرد أن يقيس مقدار أميته من خلال مدى معرفته للغة الذكاء الاصطناعي التي تتطور كل دقيقة ، كما أن عليه أن ينقذ ما يتقنه ، إذ لا نعلم إلى أين تجري بنا مقادير التقنية العالمية، وإلى أي مدى يمكن أن يتغير مفهوم الأمية في المستقبل المنظور . وقال ان عدد الناس الذين يعملون من المنزل ارتفع بشكل كبير في جميع أنحاء العالم هذه الأيام ، وقد طلبت العديد من الشركات الكبرى والعالمية من جميع موظفيها بان يعملوا من منازلهم ، وكذلك عشرات الشركات الصغيرة الأخرى.
واشار الى ان العمل عن بعد هو تدبير مؤقت بالطبع، اعتمادا على انتهاء صلاحية كورونا ، ولكن هل يمكن أن يصبح مستمرا بعد أن تدرك هذه الشركات المزايا الهائلة في نقل الموظفين من المكاتب والطلاب من المدارس والجامعات في المدن المزدحمة إلى العالم الرقمي في هدوء منازلهم، وترشيد الوقت والمال، وإيقاف الفساد، والتوفير على جميع المواطنين الذين يقودون سياراتهم إلى المكاتب الحكومية ويقفون صفوفا لإنهاء معاملاتهم ، مؤكدا امكانية ذلك من خلال نشر "إنترنت الأشياء" في جميع المواقع الحكومية والمدارس والشركات. وقال ان العديد من اعمال مجموعة طلال ابو غزاله الدولية يقوم بها الموظفون عن بعد ومن منازلهم ، لافتا الى إن القرارات الحكومية وقرارات القطاع الخاص بخصوص تفعيل آلية العمل عن بعد من المنازل خطوة موفقة وجاءت في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن الهدف من هذه القرارات هو تقليل الازدحام والتجمعات خوفا من انتشار المرض من شخص إلى آخر.
واشار الى ان العمل عن بعد لم يعد نظاما وقائيا أو استثنائيا، بل أساسيا وواقعيا، ومن لم يقبل عليه الآن فسيسبقه آخرون، ولن يتصدر القائمة مهما بلغ جهده. واكد ممثل قطاع تكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الاردن المهندس هيثم الرواجبة على اهمية العمل عن بعد ودور التكنولوجيا في المساعدة في ذلك في العديد من المجالات. واشار الى انه في مجال الاسواق التجاريه فان هناك التجاره الالكترونيه والبقاله الالكترونيه والمزارع الالكترونية والتوصيل الالكتروني ، وفي مجال وسائل النقل فان التكنولوجيا توفر حجز التاكسي وتطبيقات النقل والتوصيل اضافة الى معرفه مكان وصول الباص وساعه الوصول وعدد الركاب وتحويل الخطوط واقرب المسافات للوصول الى المكان المقصود ومتابعه ركاب الحافلات والسيارات . وبين انه في مجال الصناعة فتمكن التكنولوجيا من مراقبة خطوط الانتاج مراقبة الصيانة ، و ادارة ومراقبة الصحة والتلوث والبيئة والسلامة المهنية عن بعد وادارة الاعمال عند بعد من خلال دفع الرواتب والنفقات والمشتريات اضافة الى مراقبه المستودعات والمزادات الالكترونيه والعطاءات الالكترونيه . وبالنسبة لشركات البرمجة فان العمل عن بعد ممكن من خلال التسويق الالكتروني وتقديم الاستشارات والاجتماعات ومشاركه الملفات..وفي مجال عمل وزارة العدل والقضاء فانه يمكن اجراء المحاكمات عن بعد وتقديم معاملات الكترونية وارشفة وتوثيق الكتروني . وفي مجال المالية فان التكنولوجيا توفر النقود الالكترونية والمحافظ النقدية من خلال اجهزة الموبايل والدفع الالكتروني وفي الامن العام والدفاع المدني فهناك مركز اتصال الكتروني . وفي المجال الزراعي فتوفر التكنولوجيا توصيل الاعلاف والاسمدة الكترونيا وفحص المنتجات الكترونيا ، اضافة الى العديد من الاعمال التي يمكن انجازها الكترونيا في العديد من الخدمات الحكومية . من جانبه قال عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان الدكتور اياد ابو حلتم ان القطاع الصناعي يشكل ربع الناتج المحلي ونظام العمل عن بعد ممكن في بعض القطاعات الصناعية ، وغير ممكن في قطاعات اخرى . وبين ان القطاع الصناعي قطاع مرن والعمل عن بعد صعب في الصناعة وفاعليته محدودة جدا لان هناك قطاع انتاج وماكنات تشتغل و95% من القطاع يحتاج الى الحضور الى العمل ، فيما ممكن تطبيقه بما نسبته حوالي 5% في اعمال مثل التصاميم الهندسية واعمال المحاسبة . واشار الى ان الثورة الصناعية الرابعة تعتمد على الذكاء الصناعي وانترنت الاشياء ، ولكن في الدول المتقدمة هي في بداياتها ، ولا بد من ان يكون حد ادنى من العمالة الفعلية في المصانع ومواقع الانتاج . واعرب عن أمله في اعادة القطاع الصناعي للعمل بشكل تدريجي ضمن شروط الصحة والسلامة العامة . وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة جلوبيتال فادي قطيشات ان الازمة العالمية فيما يتعلق بفيروس كورونا جعلت الناس تفكر بضرورة العمل عن بعد واصبح حاجة ضرورية . وقال ان الشركات الاردنية يفتخر بها على مستوى العالم ، ومعظم الحلول والخبرات التي تم تطبيقها في مركز ادارة الازمات جاءت من عقول وخبرات اردنية وان الشركات الاردنية بامكانها تغطية حاجة السوق المحلية . واشار الى ان العديد من الشركات ممكن ان تنجز ما نسبته 80 % من عملها عن بعد فيما نسبة ال 20 % الباقية يمكن ان تحتاج لقاءات واجتماعات بين المسؤولين . وبين قطيشات ان العمل عن بعد فيه الكثير من الإيجابيات وهي توفير المال والمرونة في العمل لافتا الى ان معظم الشركات الأمريكية في وادي السيليكون مثلا رفعت العمل عن بعد إلى 100 في المئة، وهذا النمط من العمل ليس غريبا على بيئة الشركات التقنية التي من صميم عملها توظيف أفضل الكفاءات حول العالم، ومنحها حرية العمل في أي وقت ومن أي مكان. -- ( بترا)ز