الفقية : انخفاض أعداد الجرائم المرتكبة في المملكة خلال العام 2017 2.99 %

خلال لقاء مدير الأمن العام طلبة اليرموك حول دور المواطن في المنظومة الأمنية

 

إربد- جهينة نيوز – عرين مشاعلة

 

أكد مدير الأمن العام اللواء الركن احمد سرحان الفقيه أن اهتمام ودعم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وتوجيهاته المستمرة لجهاز الأمن العام كان لها الأثر الكبير فيما وصل إليه من تقدم وتطور، وما حققه من إنجازات في كافة المجالات.

وأعرب الفقيه خلال لقائه طلبة جامعة اليرموك للحديث عن "دور المواطن في المنظومة الأمنية"، عن سعادته بلقاء صفوة من أبناء وبنات الوطن الغالي، مشيدا بما حققته جامعة اليرموك من إنجازات جعلت منها صرحا أكاديمي نفاخر به وبمخرجاته التعليمية.

واستذكر الفقيه خلال اللقاء أقوال جلالة الملك الذي أكد أن "جهاز الأمن العام هو خط الدفاع الأول عن المواطن ويحمل رسالة سامية تتجلى في خدمة الشعب وصون مكتسبات الوطن، ويسعى لترسيخ مفهوم سيادة القانون في ظل الدولة المدنية القائمة على مبادئ المساواة والعدالة والكرامة وحماية الحقوق والحريات"، مشددا على أن المواطن الأردني شريك أساسي في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وبناء عليه تم تفعيل مفهوم الشرطة المجتمعية بهدف بناء شراكة حقيقية في مجالات الأمن من خلال التعاون والتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية الرسمية والأهلية، وبما يقود إلى تعظيم أدوارها وادوار المواطنين وتحمل مسؤولياتها في منظومة الأمن والاستقرار في المجتمع.

وأضاف الفقيه أن جهاز الأمن العام اتخذ مجموعة من الإجراءات من أجل تقوية وتعزيز الحس الأمني لدى المواطنين والمقيمين على أرض الأردن، بتوضيح كيفية إسهامهم في المحافظة على النفس، والمال، ونفس الغير وماله وعرضه، وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للحيلولة دون وقوع الجريمة، وتوعيتهم بكيفية المحافظة على مسرح الجريمة في حال وقوعها، وبيان أهمية الدور الذي يقوم به المواطن بالإبلاغ عن الجرائم وتقديم أية معلومات يمكن أن تسهم في اكتشاف مرتكبيها، وحثهم على الإبلاغ عن كل ما من شأنه أن يلحق ضررا بأمن المجتمع واستقراره.

وأوضح الفقيه أن جهاز الأمن العام يركز على أهمية الإعلام التفاعلي مع مختلف شرائح المجتمع من اجل نشر وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية لديهم، مع التركيز بشكل خاص على فئة الشباب والطلاب باعتبارهم الشريحة الأكبر في مجتمعنا الأردني، ولهم دور فاعل في المحافظة على منظومة الأمن والاستقرار في المجتمع، والمنظومة الاجتماعية.

وشدد الفقيه خلال اللقاء ضرورة قيام مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية بأدوارها في مجال تعزيز منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، وحث وسائل الإعلام على إنتاج برامج ومواد إعلامية تعظم الايجابيات في المجتمع بدلا من التركيز على السليبات وتعزز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، جنبا إلى جنب مع قيام مديرية الأمن العام بتطوير خطابها الإعلامي وبناء شراكة حقيقية مع وسائل الإعلام المختلفة لإيصال رسالة الأمن العام إلى المواطنين مستندين بذلك إلى ثوابت أخلاقية ودينية ومهنية وقانونية.

وشدد الفقيه حرص جهاز الأمن العام على مواكبة التطور الحاصل في الجريمة، وإتباع أفضل الطرق الشرطية، وتوظيف التكنولوجيا لضبطها والتعامل معها، والارتقاء بالخدمات الشرطية المقدمة للمواطنين واستخدام أحدث الوسائل وأفضل الإجراءات التي تضمن حصول المواطن على الخدمات الشرطية بسهولة ويسر، وبأعلى المواصفات نوعاً وكما.

وأعرب الفقيه عن حرص جهاز الامن العام بكافة وحداته للعمل وفق إستراتيجية وطنية شاملة للحد من الحوادث المرورية، آخذين بعين الاعتبار إشراك كافة الجهات المعنية، وتكاتف الجهود لإيجاد الحلول المناسبة لواحدة من أكثر المشكلات والهموم التي تؤرق المجتمع الأردني، الأمر الذي انعكس إيجابا على أعداد الحوادث البشرية خلال العام 2017، والتي انخفضت بنسبة  (3%) مقارنة بنسبتها عام 2016، كما انخفض المجموع الكلي لمخالفات السير خلال العام 2017 بنسبة (22 %) مقارنة بالعام 2016، لافتا إلى أن هذا الانخفاض غير مسبوق وجاء نتيجة لتوجيه رقباء السير بالتركيز على المخالفات الخطرة، وتوعية السائقين بأخطائهم وإرشادهم .

وأشار الفقيه إلى أن إستراتيجية الأمن العام ركزت على الوقاية من الجريمة والحد منها، وعملت من خلال كافة وحداتها المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من الجريمة وملاحقتها وضبطها، الأمر الذي انعكس إيجابا على ارض الواقع، فقد انخفضت أعداد الجرائم المرتكبة في المملكة خلال العام 2017 بنسبة (2.99 %)، ووصلت نسبة اكتشاف جرائم القتل إلى (100 %) بدلا من (98%) خلال العام 2016، كما تراجعت نسبة جرائم سرقة السيارات إلى (13.73%) خلال العام 2017 .

وأوضح الفقيه أنه كان من ضمن اهتمامات جهاز الأمن العام التركيز على نبذ التطرف، ومحاربة الإرهاب والتركيز على وسطية الإسلام وسماحته تجسيدا لما نادت به رسالة عمان ورسالة النهضة العربية الكبرى، وذلك من خلال مركز السلم المجتمعي الذي أسس عام 2015، ليضع الأردن في طليعة الدول السباقة في انشاء مركز متخصص للتعامل مع قضايا التطرف والإرهاب ومحاربة الفكر الظلامي حيث تم تدعيمه وتزويده بكادر بشري مؤهل من ضباط تحقيق وأئمة ووعاظ ومرشدين نفسيين واجتماعيين وأطباء مختصين في مجال علم النفس لديهم قدرة وكفاءة للتعامل مع تلك القضايا.

ومن أجل فرض سيادة القانون والمحافظة على هيبة الدولة، وإعادة الحقوق إلى أصحابها قال الفقيه أن الأجهزة الأمنية قامت بتكثيف الحملات الأمنية في مختلف الاتجاهات والمجالات، حيث بلغ عدد الأشخاص المضبوطين في قضايا (الخاوات أو الأتوات) خلال الشهرين الماضيين (117) شخص، وتمت إحالتهم للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

وفيما يتعلق بمكافحة المخدرات قال الفقيه أنه ورغم تزايد أعداد المتعاطين والمروجين خلال السنوات الأخيرة إلا أن الأردن لا يزال مصنفاً كمنطقة لعبور المخدرات، ورغم ازدياد قضايا المخدرات مقارنة بعام 2016، إلا أن مديرية الأمن العام استطاعت عام 2017 ضبط 13950 قضية، وتمكنت من خلال تكثيف العمل الاستخباري على المروجين، وتكثيف برامج التوعية والتثقيف، بالتزامن مع صدور قانون المخدرات والمؤثرات العقلية الجديد لعام 2016 والذي ادرج مواد مخدرة جديدة ضمن قائمة المواد التي يعاقب القانون على تعاطيها او ترويجها مثل مادة الحشيش الصناعي(الجوكر)، مضيفا بأن قضايا الحشيش الصناعي ( الجوكر) انخفضت من 7459 قضية خلال العام 2016 إلى 4139 قضية خلال العام 2017 و بنسبة 45%، لافتا إلى أن الفئة العمرية من 18-27 شكلت أعلى نسبة من الأشخاص المضبوطين في قضايا المخدرات بشكل عام وبنسبة 51%.

ولفت الفقيه إلى أن دور جهاز الأمن العام لا يقف عند القبض على مروجي المخدرات ومتعاطيها، بل يقوم بدور رئيسي في علاجهم، فقد تم خلال عام 2017 معالجة (1321) شخص في مركز علاج الإدمان التابع لمديرية الأمن العام، كما انخفض عدد الأشخاص المتقدمين للعلاج من مادة الحشيش الصناعي (الجوكر) خلال العام 2017 إلى ( 517 ) شخص، مقابل 995 شخص خلال العام 2016 .   

بدوره أعرب القائم بأعمال رئيس جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور زياد السعد بفخر واعتزاز أسرة الجامعة تجاه جهاز الأمن العام، وتقديرهم للجهود الكبيرة، والمهنية العالية، التي تُميز عمل هذا الجهاز الذي تَخطى دوره الأمني ليسهم بأدوار اجتماعية واقتصادية مؤثرة وهامة في المجتمع.

 وأكد السعد على أن جهاز الأمن العام هو صمام الأمان في البلاد وحامي الممتلكات والأرواح، فلم يتهاون رجال الأمن العام يوما في أداء واجبهم، فبات الوطن بجهودهم المضنية واحة الأمن والأمان، لكل من يحيا على أرضه دون النظر إلى جنسيته أو وظيفته أو ديانته أو شريحته الاجتماعية فالجميع سواء أمام القانون.

وقال السعد إن مفهوم الأمن قد تطور في السنوات الماضية بوتيرة متسارعة، وقفز من مفهومه التقليدي إلى مفهوم مجتمعي يرتكز على أساس المشاركة المجتمعية، بحيث تسهم مؤسسات المجتمع في تحديد المشكلات الاجتماعية وتقديم الحلول لها، الأمر الذي يعزز استقرار المجتمع، وانطلاقا من دور الجامعة في خدمة المجتمع المدني قامت اليرموك وضمن خطتها الاستراتيجية 2016-2020 بمراجعة شاملة لخططها الدراسية وأنشطتها العلمية والثقافية المنهجية واللامنهجية بما يعزز دور الجامعة في أن تكون خط دفاع أمني رئيسي، من خلال تعميـق ولاء الطـلاب لدينهم ووطنهم وقيادتهم، ويعزز لديهم الثقافة الأمنية الكافية لتحصينهم ضد أفكار الغلو والتطرف.

وشدد السعد على أن نعمة الأمن والأمان التي ينعم بها الأردن الذي يعيش في محيط ملتهب، جاءت بفضل القيادة الهاشمية الفذة وسياساتها الحكيمة، ووعي وإدراك المواطن الأردني، وانتمائه الصادق لثرى الأردن الطّهور، والجهود النوعية والدؤوبة التي تبذلها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية على مدار الساعة.

وكان الدكتور مفلح الجراح من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك قد القى كلمة في بداية اللقاء قال فيها إن الجهات الأمنية قدمت التضحيات الجسام والشهيد تلو الاخر ممن رووا الأردن بدمائهم الطاهرة لتزداد الأردن شموخا وعزا وقوة، مشيدا بالدور الكبير الذي يبذله رجال الأمن في سبيل المحافظة على المنظومة الأمنية.

وفي نهاية اللقاء الذي حضره محافظ اربد بالإنابة عاطف العبادي، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية، ورئيس بلدية اربد، وعدد من كبار ضباط الأمن العام،  وعدد من أعضاء المجالس المحلية للمحافظات، ونائبا رئيس الجامعة، والعمداء، وعدد من المسؤولين في الجامعة، وأعضاء الهيئة التدريسية وحشد من طلبة الجامعة، دار حوار موسع أجاب من خلاله الفقيه على أسئلة واستفسارات الحضور حول دور الأمن العام في المحافظة على المنظومة الأمنية.