حراك السلط قيادة جديدة للشارع

 

السلط - عمون

 

يواصل مجموعة من شباب السلط ونواحيها وقفتهم الاحتجاجية الحوارية في السابعة والنصف مساء كل يوم في ساحة العين ( ساحة الحرية ) , وقفة حضارية يتحدث فيها كل من يرغب بالحديث دون حجر على رأي أو تحديد سقف للحرية ودون نفاق ومجاملة لأحد . ولقد تحولت ساحة العين التاريخية الى ( هايد بارك ) أردني , ساحة للحرية لن يقبل السلطيون أن يؤاخذ احد فيها على قول قاله .

انها ساحة تتمتع بحصانة شعبية أكثر متانة من حصانة قبة مجلس النواب وتضع المراقب المتفحص أمام معطيات واستنتاجات لا يمكن قراءاتها من خلال المشاهدة الظاهرية ويمكنني تلخيص بعضها بما يلي :

اولا : ان حسن التنظيم ومواظبة المشاركين على الحضور بغياب الزعامات المحسوبة على السلطة التنفيذية يعني أن الشارع السلطي يفرز قيادات شبابية حقيقية بعيدة ومستقلة عن القيادات المرتبطة بالسلطة وظيفيا أو مصلحيا , وكلنا يدرك أن مائة من المعارضين الصامدين أهم عند النظام من الف من المؤيدين الذين يجمعهم الحاكم الاداري ويفرقهم ملازم في الدائرة , ومن هنا فان العدد ليس هو معيار التأثير وانما النوع والمطلب والاصرار والثبات على الموقف .

ثانيا : ان ما يجري في الحراك أن اهل السلط يختبرون زعاماتهم التي لا يرتفع صوتها الا في جاهات الاعراس او في الاحتجاج على نسيان دعوة احدهم الى مناسبة أو غداء رسمي,

ثالثا : المراهنة على انفراط عقد الحراك دخلت مرحلة اليأس فهناك من يقول دعوهم يرفعون اصواتهم الى أن تبح حناجرهم وينفرط عقدهم بالاحباط لأن احدا لا يلتفت اليهم أو يحاورهم . وغالبا فان هؤلاء من اصحاب المصالح الوظيفية الريعية الذين لا يجرؤون على المشاركة في الحراك ,

ونشير بالخصوص الى فشل محاولات سرية لبعض المستوزرين لتحريض كثيرين على عدم المشاركة في الحراك

وفي الحقيقة انه ورغم ان الظاهر ان المؤسسة الرسمية تبدو وكانها لا تسمع ولا تهتم الا ان الواقع ان هناك في السلطة من يتميز غيظا لأن هذا الحراك لا يميل الى العنف ولا يرتكب مخالفة للقانون ولا يحتك برجال الامن المتواجدين بملابس مدنية ومعروفون واحدا واحدا وبذا فان شباب الحراك لا يمنحون المؤسسة الامنية تذكرة للتدخل .

هذا الحراك اذا ما أتسع بنفس الطريقة فانه سيكون الاخطر على الفساد اذ قد يتطور الى عملية مقاطعة سواء للسلع أو لرجال الحكومة بمختلف مستوياتهم فيجد النظام نفسه مضطرا لأزاحة الزعامات القديمة التي استهلكت مدة صلاحيتها ومحاورة زعامات الشارع الجديد وهي كما يبدو زعامات شبابية اكثر وعيا وحرصا على مقدرات الوطن من غيرها من القوى الوصولية وباعة الكلام على رصيف الديمقراطية المهشم .