إليك أسلحة وتقنيات عسكرية مستقبلية موجودة الآن بالفعل

مسدسات رقمية وبنادق كهرومغناطيسية وتقنية للتخفي

جهينة نيوز- وكالات

العديد من أكبر الابتكارات التكنولوجية المجتمعية قد عُدلت وكُيّفت للاستخدام المدني من خلال تطبيقها العسكري الأصلي. فالإنترنت قد اختُرع في الأصل لأغراض عسكرية، وكذلك كانت الهواتف المحمولة. نعم هناك بالفعل أسلحة وتقنيات عسكرية مستقبلية موجودة الآن.

في الواقع عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا العسكرية، لاسيما الأسلحة، فلا نهاية للخيال والإبداع. في الحقيقة، يبدو أن الكثير من الأسلحة التي يطوّرها أو يستخدمها الجيش الأمريكي وغيره اليوم مستوحاة مباشرة من أفلام الخيال العلمي.

ولكن رغم جموح هذه الأسلحة والتكنولوجيا، فإنها اختُرعت بالفعل، وتوشك على الانتشار في مختلف أنحاء العالم؛ إليك مجموعة منها نتعرف عليها في تقريرنا التالي:

PHASR.. بندقية الإعاقة الضوئية

بندقية الإعاقة والتحفيز الشخصية أو ما تعرف اختصاراً بـ(PHASR)، هي سلاح غير فتاك يهدف إلى إرباك وإصابة الأعداء بالعمى بدلاً من قتلهم، وقد طوّرته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون”. وهي بندقية خفيفة، وصممت ليستخدمها كل من الجنود ومسؤولي إنفاذ القانون في الولايات المتحدة "الشرطة”.

وتتسبب البندقية في حدوث عمى مؤقت باستخدام أشعة الليزر المركزة. وتتسبب أضواء الليزر، التي تعمل بأطوال موجية متناوبة، في إرباك الأشخاص الذين ينظرون إليها وإفقادهم الشعور بالاتجاهات، ما يجعلهم غير قادرين على الوقوف ناهيك عن القتال. والخبر السار هو أن ضوء الليزر المستخدم في هذا السلاح لا يسبب أي ضرر دائم لعين الناس.

ليزر يمكنه التعرف على نبضات قلبك الفريدة

سيتمكن الجيش الأمريكي قريباً من تعقب أشخاص بعينهم خلال تواجدهم وسط حشود من الناس، وذلك ليس من خلال الوجه أو طريقة المشي، ولكن من خلال إيقاع نبضات القلب الفريد من نوعه لدى كل شخص. فقد طوّر واختبر البنتاغون مؤخراً ليزراً يمكنه مسح وتمييز دقات القلب من مسافة تصل إلى 650 قدماً (200 متر).

صُمم نظام الليزر (يسمى ليزر جيتسون) الجديد لمكافحة الإرهاب، وصُنع بواسطة البنتاغون بناءً على طلب من القوات الخاصة الأمريكية، وفقاً لتقرير ورد في مجلة (MTR).

وخلافاً لبعض أنواع تقنيات تحديد الهوية التي تعتمد على القياسات الحيوية (السمات التشريحية أو السلوكية الفريدة)، فإن مجالات ليزر جيتسون للكشف عن نبضات القلب بالأشعة تحت الحمراء يمكن أن تكون بعيدة عن فكرة الماسح الضوئي التقليدي. فهذا الليزر يمكن أن يستشعر نبضات القلب حتى من خلال الملابس، وفقاً لـMTR.

ويقرأ ليزر جيتسون دقات القلب من على بُعد عبر قياس الاهتزاز، وهي تقنية خالية من التلامس تقيس اهتزاز الأسطح. ثم تترجم الخوارزميات الأنماط في ضربات القلب وتحولها إلى ما يشبه التوقيع القلبي الفريد، وفقاًMTR.

مع ذلك، يتطلب الإصدار الحالي من جيتسون 30 ثانية لإجراء عمليات المسح وجمع بيانات نبضات القلب، وهو الحد الذي يعوق نوعاً ما فائدة هذه التكنولوجيا خاصة عندما يتحرك الناس، حسبما ورد في تقرير MTR.

أسلحة وتقنيات عسكرية مستقبلية: المسدس الرقمي

يبدو أن مسدس Armatix الرقمي وكأنه شيء مستوحى من فيلم خيال علمي، وقد ظهرت نسخة منه في فيلم حديث من أفلام جيمس بوند. ويحتوي هذا المسدس المستقبلي على آلية أمان رقمية لا يمكن تعطيلها إلا إذا كان المشغل يرتدي أيضاً ساعة يد خاصة ترسل إشارة الفتح إلى المسدس.

وتصبح ساعة اليد نفسها نشطة فقط بمجرد قيام المستخدم بإلغاء قفلها ببصمات الأصابع. وهذا يعني أن مالك المسدس فقط هو من يمكنه إطلاق الرصاص منه، وبالتالي لن يتمكن أي شخص آخر من استخدامه في حالة سرقته.

وهذا يعني أيضاً أنه لا يمكن استخدام المسدس ضد مالكه. ويدعي العديد من خبراء الأسلحة أن هذا النهج هو طريق المستقبل ووسيلة رائعة لضمان سلامة السلاح الناري. ولا يسعنا سوى الانتظار لنرى إلى أي مدى سينتشر هذا السلاح الرقمي.

مدفع ريلغان الكهرومغناطيسي Railgun

تعمل البحرية الأمريكية على تطوير مطلق قذائف كهرومغناطيسي يمكنه إطلاق قذيفة بشكل أسرع من سرعة الصوت. ويُطلق على هذا السلاح بشكل رسمي 8Megajoule Electromagnetic Railgun، هذا السلاح المحمول على سطح السفن عادة يمكنه إطلاق قذيفة بسرعة ماخ 8، وهو ما يعني أنه أسرع بثماني مرات من سرعة الصوت، أو 5 آلاف ميل في الساعة.

تخطط البحرية لاستخدامه لحماية السفن الحربية والأسلحة المضادة للطائرات والصواريخ. لكن مدفع الريلغان قوي للغاية ما يؤهله لإطلاق مركبة فضائية إلى المدار، ويمكن للريلغان أيضاً إطلاق النار في ساحات المعارك.

التخفي الكمومي.. من هوليوود إلى الواقع

تذكر الفيلم Predator؟ تذكر كيف تمكن المخلوق المفترس من استخدام تقنية التسلل غير المرئي للاندماج في بيئة الغابة من حوله، وكيف كان عندما يتحرك يبدو وكأن الغابة نفسها تتحرك؟ حسناً، هذه التكنولوجيا يطورها الآن الجيش الأمريكي وهي في مراحل متقدمة. هذه التقنية التي يطلق عليها "Quantum Stealth” أو التخفي الكمومي، تعمل على التمويه على الناس عن طريق ثني الضوء حول الجسم المتخفي.

والنتيجة هي أن الأشخاص أو الأجسام تتحول حرفياً إلى حالة غير مرئية للعين المجردة. إن صور التخفي الكمومي المتوافرة حالياً على الإنترنت غريبة جداً. والأمل هو أن العباءات غير المرئية التي توفرها تقنية التخفي الكمومي ستمكن الجنود من التسلل إلى أراضي العدو دون أن يُكتشفوا، بالإضافة إلى شن هجمات مفاجئة وتنفيذ عمليات اغتيال. يبدو الأمر بعيد المنال، ولكن المستقبل هنا وهذه التكنولوجيا حقيقية.

بدلة الهجوم التكتيكي الخفيفةTALOS

بمساعدة العديد من الجامعات وشركات التكنولوجيا الفائقة، طورت قيادة العمليات الخاصة الأمريكية بدلة مشغل الهجوم التكتيكي الخفيفة(TALOS) للجنود لارتدائها أثناء القتال. وهي هيكل خارجي آلي يلبسه الجنود عند القتال. وهو يمكّن الجنود من الصمود في مواجهة الأعيرة النارية والنار ومراقبة علاماتهم الحيوية والرؤية في الظلام.

وأطلق البنتاغون على المشروع "بدلة الرجل الحديدي". حتى أن هناك تقارير تفيد بأن البدلة القتالية من الجيل القادم ستكون مصنوعة من المعدن السائل الذي يمكن أن يصلب إلى بدلة لا يمكن اختراقها. ومن المتوقع أيضاً أن تزيد البدلات من قوة كل جندي وأن تفعل كل شيء، إلى حد كبير، باستثناء الطيران. لقد طُور العديد من النماذج الأولية للبدلة، ومن المتوقع أن يدخل الجيل الأول من البدلة الخدمة مع الجنود الأمريكيين في عام 2018. ما سيحدث بعد ذلك متروك لتخمين القارئ.

مركبات ذكية غير مأهولة

وكأن الأمر مستوحى من فيلم The Terminator، يجرب الجيش الأمريكي الآن مركبات غير مأهولة والتي تفكر حرفياً مثل مبدعيها البشر. وخلال العقدين الماضيين، أصبحت المركبات غير المأهولة -أو الطائرات بدون طيار كما هي معروفة- أكثر شيوعاً مع الجيوش. من الطائرات بدون طيار إلى عربات إزالة القنابل والغواصات الصغيرة وروبوتات المراقبة.

لكن، حتى الآن، جرى تحريك معظم هذه المركبات غير المأهولة -بما في ذلك الطائرات والمروحيات- عن طريق جندي أو فني متمركز على مسافة آمنة من الأذى. والآن يجري تطوير هذه المركبات غير المأهولة حتى تتمكن من التفكير والعمل من تلقاء نفسها، دون اليد التوجيهية البشرية.

في الواقع، يدفع علماء الجيوش الآن الذكاء الاصطناعي إلى أقصى حدوده، والآثار المترتبة على ذلك هو أنه سيكون لدينا قريباً روبوتات وعربات عسكرية بدون قائد تتخذ قرارات الحياة والموت بنفسها. وبينما يقول المخططون العسكريون إن هذا لصالح الحفاظ على سلامة الجنود في القتال، يزعم المنتقدين أن الأمر يشبه منح الروبوتات رخصة للقتل.