أكبر انفجار كوني مكتشف على الإطلاق يترك تجويفاً ضخماً في الفضاء

وقع على مسافة تبعد 390 مليون سنة ضوئية

أكبر انفجار كوني مكتشف على الإطلاق يترك تجويفاً ضخماً في الفضاء

جهينة نيوز- وكالات

رغم أن الثقوب السوداء تُعرف بأنها ثقوب تبتلع أي شيء يقترب منها، فهي تطرد أيضاً كميات كبيرة من المواد والطاقة

كُشف عن أكبر انفجار كوني على الإطلاق، وقد ترك تجويفاً في الفضاء بحجم 15 مجرة درب تبانة.

يُعتقد أن الانفجار نشأ في ثقب أسود عملاق بمجموعة مجرة "حواء”، التي تبعد 390 مليون سنة ضوئية عن الأرض، حسب تقرير صحيفةThe Guardian البريطانية.

وصفت سيمونا جياسنتوتشي، من مختبر البحوث البحرية بواشنطن، الباحثة الرئيسية في الدراسة، الانفجار بأنه النسخة الفلكية من انفجار بركان سانت هيلين عام 1980، عندما انفصلت قمة البركان. وقالت: "الفارق الرئيسي أن بإمكانك وضع 15 مجرة درب تبانة في التجويف الناتج عن الانفجار”.

تعتبر مجموعات المجرات من بين أكبر الهياكل في الكون، تحتوي على آلاف المجرات الفردية، ومادة مظلمة وغازات ساخنة. ووسط مجموعة "حواء” هناك مجرة كبيرة تحتوي على ثقب أسود هائل الحجم تكافئ كتلته 10 ملايين شمس.

رغم أن الثقوب السوداء تُعرف بأنها ثقوب تبتلع أي شيء يقترب منها، فهي تطرد أيضاً كميات كبيرة من المواد والطاقة. وتبدأ الثقوب السوداء في طرد المواد والطاقة عندما يتراكم قرص من البلازما حول الثقب الأسود المركزي. وعندما يصل التدفق الداخلي إلى مستوى معين، يهرب جزء من المواد والطاقة التي ابتلعها الثقب الأسود ويُعاد توجيهها إلى الخارج بانفجار في شعاعين عموديين بسرعة تقترب من سرعة الضوء.

في هذه الحالة، يعتقد العلماء أن الطاقة انتقلت إلى شعاع ضيق لمسافة معينة، ثم اصطدمت بشيء ما في الفضاء؛ وهو ما تسبب في انفجار الشعاع للخارج في دفعات من الانبعاثات الموجية. وقارن ماكسيم ماركيفيتش، من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، والمشارك في الدراسة، بين هذا النموذج وعملية تمرير الهواء للأسفل عبر ماصّة شراب وتحوّل الهواء إلى فقاقيع عند الطرف الآخر للماصّة.

بداية التعرف على الانفجار

كان مرصد تشاندرا الفضائي للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا أول مَن رصد التلميحات الأولى للانفجار العملاق في 2016، وأظهر حافة مقعرة غير اعتيادية بمجموعة مجرة حواء. ولكنهم في ذلك الوقت قللوا من احتمالية حدوث ذلك، بسبب الكمية الهائلة من الطاقة المطلوبة لحدوث مثل هذا التجويف الهائل.

جمعت الملاحظات الأخيرة بيانات مرصد تشاندرا وسفينة الاستكشاف الفضائية نيوتن-XMM التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إلى جانب البيانات الموجية لمشروعMurchison Widefield Array في أستراليا والتلسكوب الموجي العملاق Metrewave بالهند؛ من أجل تقديم دلائل جديدة مقنعة على الانفجار الكبير.

أكدت الملاحظات وجود حافة مقعرة، وكشفت أيضاً عن انبعاثات ضخمة لموجات الراديو متاخمة للحافة المقعرة، وهو ما يقابل الفقاعات المتوقعة في نموذج ماكسيم. ويقول ماكسيم ماركيفيتش: "هذه العلامة تخبرنا بحدوث انفجار غير مسبوق الحجم وقع هنا”.

 

يعتقد العلماء أن الانفجار المرصود قد حدث بسبب ارتفاع معدلات الغاز في الثقب الأسود، ربما عندما سقطت المجرة في مركز المجموعة.

كمية الطاقة المطلوبة لخلق مثل هذا التجويف في مجرة حواء تبلغ خمس مراتٍ أكبر كم أقوى انفجار مسجل من قبل، انفجار مجموعة المجرةMS 0735.6+7421، ومئات وآلاف المرات أكبر من انفجارات مجموعات المجرات القياسية.

ويُعتقد أن الانفجار حدث منذ مئات ملايين السنين، في حين لا يُظهر الثقب الأسود أي علامات لأنشطة كبيرة في الوقت الحاضر.