الحسين ملك القلوب ..

د. عصام الغزاوي.

 

كانت إشارة دابوق (التي أصبحت جسرا فيما بعد)، ذات أهمية خاصة ، لأنه كان يمر عنها بسيارته كل صباح المغفور له الملك الحسين متوجها من سكنه في الحمر الى مكتبه في قصر رغدان وفي غالب الأحيان كان يتوقف عليها اذا كانت حمراء كما يقف عليها الجميع ويبادر بإلقاء التحية على المتواجدين خاصة شرطي المرور رجائي عاهد المكلف بالعمل على تلك الإشارة لسنوات لحسن تعامله وسرعة بديهته وتقديره الدقيق للظروف، ما هي الا لحظات حتى كان عاهد يُطلق صافرته معلناً السماح للموكب بالمرور ، يرفع يده بالتحية العسكرية ويرد عليه جلالة الملك بمثلها، في احد ايّام عام 1997 لاحظ الملك غياب رقيب السير عن الإشارة فقام رحمه الله بزيارة الى مديرية الأمن العام، وبعد الإنتهاء من الإجتماع مع مدير الامن العام (نصوح باشا محي الدين) سأله الملك عن رقيب السير الذي يتواجد دائما على الاشارة واسمه رجائي قائلاً له : أمر بالإشارة منذ ثلاثة ايام ولم اشاهده فإذا كان منقول او مريض او اي سبب آخر ، إعرف اين هو ، وارجعه الى مكانه على نفس الاشارة ، وحفّزه بترفيع إستثنائي  .. إثر ذلك إستفسر مدير الامن العام عن الشرطي من ادارته، وطلبه لمقابلته وقام بشكره وترفيعه من رتبة عريف الى رتبة رقيب وأعاده للعمل على إشارة دابوق، هكذا كان ملك القلوب الحسين رحمه الله، كان الأب الحاني للجميع .. يهتم بأسرته الاردنية صغيرهم قبل كبيرهم .. رحمك الله ايها الغائب عن العيون الحاضر في القُلُوب، رحيلك ابكانا وادمى قلوبنا، لن ننساك مهما توالت السنين ولن تعزينا الحروف ...