الحنيفات: كل مسؤولي الزراعة بالأغوار الجنوبية مقصرين

وزير الزراعة يبحث حلول مشكلات الزراعة في الاغوار الجنوبية

مطالبات بمعهد تدريبي لتأهيل المزارعين وأسواق شعبية للتسويق

 

عمان – بترا

بحث وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات خلال لقائه أمس عددا من المسؤولين عن القطاع الزراعي وجمع من المزارعين من منطقة الاغوار الجنوبية الحلول العملية لمشاكل الزراعة في الاغوار الجنوبية.

 

وشارك في الاجتماع أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس سعد ابو حمور، ومدير عام صندوق الإقراض الزراعي محمد الحياري، ومدير عام المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي الدكتور نزار حداد وفعاليات مختلفة من منطقة الأغوار الجنوبية بينهم شخصيات نيابية وممثلين عن المزارعين ورئيس بلدية غور الصافي وأعضاء اللجان المحلية في الأغوار الجنوبية.

وقال الحنيفات إننا جادون في تقديم حلول مثلى للمشاكل التي تواجه مزارعي الأغوار الجنوبية، والخروج من النمط القديم في مواجهة هذه المشاكل، حيث ثبت بالدليل القاطع بأن هناك تقصير من كل الأطراف المسؤولة عن الزراعة في تلك المنطقة المهمة من مناطق الأردن الزراعية.

واكد أن الأفكار العملية الإيجابية جديرة بأن تسمع من قبل الوزارة والمختصين فيها ومن المؤسسات المستقلة الأخرى التي لها علاقة بالقطاع الزراعي، كسلطة وادي الأردن وصندوق الاقراض الزراعي والمركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي، وقد توجهنا الى هذه الطريقة في مواجهة المشاكل، وهي تعتمد على بحث أسبابها وتحديد الحلول المناسبة لها والزام كل الأطراف ذات العلاقة بجانب من المسؤولية لتحقيق الأهداف التي نتعهد جميعا لرؤيتها تتحقق عبر خارطة الطريق التي حددنا ملامحها عن طريق إشراك ذوي العلاقة بالقطاع الزراعي في الأغوار الجنوبية.

 

واعتبر أن هذه الخطوة عملية ولها ما بعدها من نتائج سنلمسها على أرض الواقع، حين تلتزم الوزارة برسم سياسة لتوجيه المزارعين في الأغوار الجنوبية الى زراعة المحاصيل المطلوبة في السوق الأردنية وخارجها، لنتجاوز أزمات فائض الانتاج التي عانى منها المزارعون وتكررت بنفس التفاصيل ولعدة مواسم، حيث تتوجه الوزارة بالقيام بتنظيم عملية التوجيه والارشاد الزراعي والتدريب من خلال المؤسسات الموجودة فعلا في الأغوار الجنوبية، ومن خلال تفعيل الارشاد الزراعي.

 

واشار الى أن الوزارة وفي هيكلتها الجديدة أنشأت مديرية زراعة خاصة بالأغوار الجنوبية، وسوف تقوم بإجراء تعيينات في مجال الارشاد الزراعي حيث سيكون لهذه المنطقة الحصة الأكبر من التعيينات على جدول التشكيلات التي صدرت بالموافقة على تعيين 80 مهندسا زراعيا جديدا للإرشاد.

 

و أكد أن الوزارة تدعو لإنشاء سوق خضار وفواكه مركزي في منطقة الحسا يؤمن المنتجات الزراعية لأسواق محافظات الجنوب، الأمر الذي سيخفف من أعباء النقل ويقصر المسافة بين المزارعين والأسواق.

 

وقال إن تجربة الاستزراع السمكي ناجحة في الأغوار ويجب أن تتعاون كل الجهات على توسيعها لتنويع الانتاج الزراعي في الأغوار الجنوبية، إضافة الى إنشاء معارض تسويق دائمة للمنتجات الريفية والتصنيعية التي تعتمد على الزراعة وتؤمن فرص عمل واستثمارات مجزية للمرأة في الأغوار، وتنفيذ مشاريع صناعية – زراعية تفتح آفاقا واسعة لمزارعي الأغوار.

 

من جانبهم قدم المتحدثون ملاحظاتهم حول المشاكل الكثيرة التي تواجه مزارعي الأغوار الجنوبية، حيث تجثم ثقافة نمطية على اسلوبهم في الزراعة، تنحو لزراعة محاصيل بعينها كمحصول البندورة الذي لم يدر دخلا يذكر على كثير من المزارعين لمواسم زراعية متتالية، بسبب عدم معرفة وخبرة المزارع وبسبب ضعف الارشاد الزراعي، علاوة على ضعف القدرة الاقتصادية حيث لا يمكنهم أن يحتملوا الخسارات المتتالية.

 

وتحدثت النائب صباح الشعار عن ضرورة إيجاد أسواق شعبية لتسويق المنتجات الزراعية في الأغوار، وتشجيع المزارعين وتدريبهم ومتابعتهم لزراعة محاصيل جديدة وقابلة للتسويق.

 

وقالت إننا مستعدون لتقديم مشروع قانون من خلال مجلس النواب، لدعم مزارعي الأغوار إن كانت المشاكل تشريعية.

 

وقالت النائب رندة الشعار "إننا نحتاج الى معهد تدريبي للمزارعين يؤهلهم لإدارة عملهم بطرق علمية وبمتابعة مختصة يوفرها المعهد".

 

وطالبت بإنشاء صالة متعددة الأغراض في المنطقة.

 

وقال رئيس بلدية الصافي عبدالله العشوش إننا نريد جهودا مشتركة للنهوض بهذا القطاع وتوفير معدات زراعية ومكننة علاوة على وجود ارشاد وقائي وتسويقي فاعلين.

 

وتساءل فتحي الهويمل عضو مجلس محافظة الكرك عن أسباب تردي الزراعة في الغور وضعف التسويق وقلة فعالية الارشاد الزراعي، وغياب النمط الزراعي.

 

وطالب بأن تلتف جميع الجهات ذات العلاقة بالزراعة في منطقة الأغوار حول استراتيجية واحدة تجمع بين الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة وبين المزارعين أنفسهم والجهات التي تمثلهم، والاتفاق على تنفيذ برامج واضحة خاضعة للمساءلة والمتابعة.

 

وطرح عضو اللجنة الزراعية في مجلس محافظة الكرك حسن المشاعلة تساؤلاته وطالب بحلول عملية مشتركة على صعيد توسيع مدارك المزارعين للتعامل مع النمط الزراعي ومع الزراعات الجديدة، التي يمكن لها ان تنجح وتدر عائدات طيبة للمزارعين، وتأهيل المزارعين للتعامل مع مختلف الأخطار التي تواجههم في مواسم الزراعة كالآفات والتعامل مع الفائض بالإنتاج.

 

وطالب ممثل السوق المركزي سامي العقيلي إجراء تجارب لزراعة أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية، شريطة ان تكون مضمونة النجاح، وتغيير سياسة منح القروض للمزارعين في الأغوار الجنوبية لأن جزءا كبيرا منهم لا يملك الأراضي ولا يمكنه الاقتراض من مؤسسة الاقتراض الزراعي.

 

وتحدث الدكتور صلاح الطراونة مساعد أمين عام الزراعة لشؤون التسويق عن معضلة تتمثل في عدم استجابة المزارع في الأغوار الجنوبية للتوجيهات التي يمكنها أن تجنبه الفشل في تسويق منتجاته الزراعية.

 

كما تحدث مدير عام صندوق الاقراض الزراعي المهندس محمد الحياري عن تسهيلات لتأجيل دفعات الأقساط المستحقة في ذمم بعض المزارعين، والتوسع في منح قروض بلا فوائد حسب التعليمات المبينة في القانون.

 

وحث الدكتور نزار حداد مدير عام المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي على زراعة الشجر المثمر في الأغوار وتقليص الاهتمام بزراعة المحاصيل الحولية، التي تتسبب في الاختناقات التسويقية وفوائض الانتاج.

 

وأجمع المشاركون في الاجتماع على أن هذه الخطوة التي قامت بها وزارة الزراعة هي في الاتجاه الصحيح، وأن التعاون بين هذه الأطراف لا بد أن يتمخض عن نجاح نسبي كبير، لتجاوز الكثير من المشاكل والتحديات التي تواجه مزارعي الأغوار الجنوبية.

 

وثمنوا الخطوة التي قامت بها الوزارة وتعهداتها بتقليص المسافة مع المزارعين ودعمهم فنيا وعلميا ووقائيا وتسويقيا، والتعهد بالمتابعة الحثيثة لكل مزارع في منطق الأغوار الجنوبية، وهي ملامح واضحة لخارطة طريق ستكون واعدة بتحقيق نتائج إيجابية على القطاع الزراعي والعاملين فيه.

 

شرح صورة

م. الحنيفات يتفقد مزارع بطاطا (أرشيفية)